مقالات

ملاحظات حول مبادرة جمع شمل مجتمع المنخفضات الإرترية – بقلم: زين العابدين محمد علي

31-Aug-2014

عدوليس

حضرت يوم السبت الماضي 23/8/2014 اللقاء المفتوح الذي عقدته رابطة أبناء المنخفضات الإرترية الذي عقد في ستوكهولم، والذي حضره عدد مقدر من أبناء هذا الإقليم المتواجدين في السويد، وأسسوا على إثره فرعًا للرابطة هنا في السويد. كما أنني التقيت في اليوم الذي تلاه أي في يوم الأحد 24/8/2014، بالأخوين الكريمين محمود محمد إبراهيم، وحامد عمر إزاز، لمناقشة بعض القضايا التي كان لدي إحساس أنني يجب أن أناقشها مع هؤلاء الإخوة، باعتبارهم من قيادات هذا العمل. تقييمي الشخصي لهذا اللقاء وهذا النقاش أنه كان مفيدًا، على الأقل بالنسبة لي. هناك جملة من الملاحظات سأبديها في هذه المقالة على عجالة لعلها تفيد في النقاش الدائر حول هذا الموضوع منذ الإعلان عن تأسيس هذه المبادرة التي تفاوتت الآراء وردود الأفعال بشأنها. ما دفعني لكتابة هذه المقالة هو أن أصحاب هذه المبادرة الذين أكن لهم كل تقدير واحترام يهممونني، كما أن المبادرة تمسني وتمس أهلي ومجتمعي بشكل مباشر ولا مجال عندي لتجاهلها أو إبداء عدم الاهتمام بها وكأنها ليست موجودة.

الملاحظة الأولى: يجب التأكيد بداية على أن كل مبادرة فردية كانت أو جماعية لطرح المشكلات وطرح التصورات بشأن حلها والتعامل معها هو حق مكفول للجميع، وأبناء المنخفضات الإرترية ليسوا استثناءً في ذلك. كما أن هذه الجهود المبذولة في المبادرة وفي إنتاج الوثيقة محل احترام وتقدير، حتى في حالة الاختلاف مع أصحاب المبادرة ورؤيتهم. وهنا نحتاج إلى التأكيد على أن أصحاب المبادرة ومنتقديهم يقفون على قدم المساواة في عدم احتكارهم للحقيقة، لأن الحقيقة في حالتنا الإرترية وفي غيرها متعددة الوجوه، ومتغيرة بتغير الظروف، والإقرار بدينامكية الواقع يُسهِّل على كل الأطراف التعاطي معه، وقبول التعدد في إطاره. السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هو: كيف السبيل إلى اتخاذ موقف معتدل ومنصف من ظاهرة معينة؟ دون أن يتحول الإنسان إلى مشجع “تيفوزو” كما يقال، أو دون أن يتخذ من الظاهرة موقفًا مناهضًا ومتزمتًا لا يساهم في حل أية إشكالية.
الملاحظة الثانية: الأهداف التي يضعها الإنسان هي نتاج أفكاره، ومشاعره، ومواقفه، وما يرغب في تحقيقه في هذه الحياة، سواء أكان ذلك على مستوى الفرد أم الجماعة، لأن الإنسان هو نتاج لهذه الأفكار، والمشاعر، والمواقف، وبالتالي يحتاج الإنسان إلى قدر معين من الخيال لصياغة واقع جديد في ذهنه، وإذا افتقد الإنسان عنصر الخيال في تعامله مع الواقع، واستهلك جهده ووقته في الحديث عن المشاكل والمظالم فقط، فإنه يجذب إليه المزيد من المشكلات أكثر من جذبه للحلول. من فوائد الخيال الإبداعي هو استبدال الواقع السيء على الأرض بصورة إيجابية بديلة له في الذهن، والسعي أو العمل لتحقيقها على أرض الواقع لاحقًا. وهذا ما أعطى ويعطي دفعًا وقوة لكل الإنجازات التي تحققت في بلادنا وفي العالم، وكان إنسان المنخفضات في بلادنا مبادرًا ومتفائلاً في أحلك الظروف، وفي ظل تكالب قوى دولية لا قبل له بها، وذلك بالتعاون مع المكونات الأخرى التي لحق بها الظلم هي أيضًا. الحديث باستمرار عن الأشياء السلبية يستدعي حالة من السلبية تجعلنا غير قادرين على مد يد العون والمشاركة مع الآخرين للخروج من الحالة السالبة، بل الأسوأ من ذلك أنك تستدعي المزيد من الأمور السلبية. من طبيعة الحياة السخاء والوفرة، ولمجرد حصول البعض على الأشياء الإيجابية فإنها لا تنفد، والطاقة السالبة يجب أن تستبدل بطاقة إيجابية، والطاقة شيء لا يفنى ولا يستحدث من عدم، والفكر أساسًا هو طاقة لصنع الواقع الجديد من حولنا. وهناك طاقة سالبة وأخرى موجبة، والخيار متروك لنا كأفراد وجماعات لاختيار أي منها لاستبدال الواقع الذي نسعى إلى تغييره، الأمر الذي ينعكس في فكرنا وأطروحاتنا. هذا الحديث موجه للقائمين على المبادرة ولمنتقديهم أو الذين يخالفونهم الرأي على حد سواء.
الملاحظة الثالثة: خيبات الأمل التي أصيب بها أبناء المنخفضات الإرترية يجب ألاّ تحكم سلوكهم السياسي وتجعل منه سلوكًا سالبًا يرى النصف الفارغ من الكوب. ما يبعث القلق لدي شخصيًّا هو ضياع حقوقنا وخصوصيتنا بين تعسف وعنجهية النخب السياسية والثقافية التي تتصدر العمل السياسي والاجتماعي، وبين من يستسلم بنوع من البراغماتية للواقع السياسي القائم، ويستجدي حقه من الآخرين، خاصة وأن واقعنا السياسي معقد وسيء،
ويزداد سوءًا يومًا بعد آخر، في ظل عجز القوى السياسية الإرترية بمجملها، والتنظيمات التي تمثل هذا المجتمع على وجه التحديد. وهذا العجز ينسحب أيضًا على الحركات المدنية التي يفترض فيها أن تقوم بالتعبئة لصالح التغيير المنشود في إرتريا. منهج التحليل الثقافي يؤكد على أن أي صراع هو صراع ثقافي في جوهره، لكنه يتبدى أو يتمظهر في الصراع على السلطة السياسية، سواء كان ذلك في إرتريا أم في غيرها من البلدان. والصراع على السلطة هدفه هو الحصول على أكبر قدر ممكن من الخيرات المادية والروحية في سبيل تحقيق الذات، كما يؤكد ذلك الدكتور محمد جلال هاشم في كتابه “منهج التحليل الثقافي – مشروع الوطنية السودانية وظاهرة الثورة والديمقراطية”.
الملاحظة الرابعة: خطورة ضياع مفهوم المواطنة في ظل هذا التشظي الذي يشهده الواقع السياسي الإرتري، واستبداله بمفاهيم أخرى، يجعل من الوطن كيانًا غير محدد الملامح يُجيِّره كل طرف لصالح الرؤية التي يعتقد أنها تخدمه. وخطورة التشظي في رأيي ماثلة للعيان وتحتاج منا إلى معالجات سليمة، وليس إلى تعميقها، والتشظي حالة لا تخدم أي شعب أو بلد أو أمة. هذا الأمر ليس القائمون على هذه المبادرة مسؤولين عنه وحدهم سلبًا أو إيجابًا، بل تقع مسؤوليته على المجتمع بأكمله، لكن من مسؤولية أصحاب المبادرة العمل مع الآخرين على منع حدوث انعدام الثقة بين مكونات هذا الوطن، وعدم تعميق الشرخ بحيث يبحث كل مكون من مكوناته عن مخارج خاصة به، رغم أن الأزمة هي أزمة وطن وشعب، قبل أن تكون أزمة أي مكون من المكونات بمفرده. هناك رأي للمؤرخ اللبناني وجيه كوثراني مفاده أنه كلما أصاب أي شعب أو أمة فيض في الهويات كان ذلك على حساب الهوية الجامعة وخصمًا عليها، والمقصود هنا بالهوية الجامعة هو “المواطنة”، وقد عنون كوثراني أحد كتبه بهذا العنوان: “هويات فائضة- مواطنة منقوصة”. من الأمور التي تعتبر مفيدة في الفترة الماضية أن قيام التنظيمات القومية على شكل تجمعات، وحتى الأفراد والجماعات الذين يفكرون بشكل حر أيضًا، وقبل تأسيس هذه المبادرة، أدى حراكهم مع ما له وما عليه من مآخذ إلى التفريق بين “الوطنية الكلاسيكية” التي كانت سائدة، وما يسمى ب”الوطنية التطبيقية” التي أخضعت مفهوم المواطنة لمعايير الحقوق ومستحقاتها من توزيع عادل للسلطة والثروة وغيرها من الأطروحات المستحدثة، وهذا يمكن أن يحقق لو حسن استخدامه نقلة نوعية في التفكير على المستويين النظري والتطبيقي، فيما يخص المفاهيم الثلاثة: “الوطن – الوطنية – المواطنة”.
الملاحظة الخامسة: إن الكيان الإرتري مصاب اليوم بحالة هزال وضعف بعد أكثر من عقدين من التجربة الدكتاتورية. ومن الملاحظ أن كل الجهود المناهضة للديكتاتورية هي محاولات لمعالجة هذا الهزال، لكن التجارب المختلفة في معالجة هذا الواقع الهزيل أو المريض تختلف في شكل المقاربة. ليس هناك أية إشكالية أو أي تناقض في تبني وإبراز حقوق مكون من المكونات والدفاع عنها، وفي نفس الوقت العمل والأخذ بالأسباب التي تجعل من الكيان الإرتري متماسكًا ومعافى في كليته، يتسم بالعدل والخير لجميع المكونات المساهمة فيه. أمّا التركيز على الجوانب السلبية في المقاربة، وتكرار الحديث عن المشاكل والمظالم، ومنحها الكثير من الوقت والجهد يفقدنا المبادرة، مع أن كيان المنخفضات بتنوعه كان سباقًا وصاحب مبادرات في التجربة الوطنية الإرترية. التركيز على المشكلات في خطابنا العام والخاص يفاقمها ويزيدها سوءًا، بينما التركيز على المعالجات يؤدي إلى أجواء صحية سليمة، وهذا ملموس حتى على مستوى التجارب الفردية. من بين الحجج القوية التي تطرح في هذا الشأن هي أن الكيان الإرتري بوضعه الراهن عاجز عن تلبية طموحات مكوناته، وأن المتسبب في هذا التردي ليس النظام الديكتاتوري ورئيسه وحده، بل المتسبب الرئيسي في ذلك هو جشع، وغطرسة، وتعالي مكون رئيسي من مكونات هذا الكيان. قد يكون هذا الأمر صحيحًا جزئيًّا، لكنه ليس كل الحقيقة، وبالتالي التركيز على هذه الحقيقة الجزئية وتكرارها، وعدم تحميل المكونات الإرترية الأخرى مسؤولياتها في حدوث هذا التردّي أساسًا، ثم العمل على إزالته ومعالجة حالة العجز الراهنة عن هذا الكيان بالتعاون مع المكونات الأخرى، والانشغال بمشاريع جزئية، أدى وسيؤدي إلى تكريس هذه الحالة، ويساهم في إطالة عمر الديكتاتورية. الملاحظة السادسة: بالترابط مع الملاحظة أعلاه فإن إثارة المشاعر والشحن العاطفي لا يعالج واقعًا سيئًا، وليس مفيدًا على المستويين الفردي والجماعي، وليس من السهل اليوم مطالبة الإرتريين بأن يحبوا بعضهم بعضًا، أو أن يحبوا وطنهم الذي أصبح ظالمًا وطاردًا لهم، لكن هناك إمكانية لاستدعاء الأفكار والمشاعر التي توحد الإرتريين بالإشارة إلى الجانب المشرق من التجربة الوطنية الإرترية وإيجابياتها، دون أن يعفينا ذلك من تقديم رؤية نقدية لواقعنا بعيدة عن القطعيات. من المهم أن نرى ذواتنا من منظور الآخر، ووضع الاعتبار للأوجه المتعددة لقراءة الواقع، ودور التاريخ الشخصي والجماعي في هذه القراءة، وممارسة النقد الذاتي بنفس القدر الذي يتم فيه انتقاد الآخر. إشكالية الذات والآخر قضية في منتهى الأهمية والحساسية، وإذا لم يتم مقاربتها بصورة سليمة ستؤدي بالنتيجة إلى قراءة مبتورة للتاريخ وتطوراته المختلفة. فعلى سبيل المثال عندما حدث انكسار في تجربة جبهة التحرير الإرترية، وانتصرت الجبهة الشعبية، وتحقق الاستقلال على يدها، من الأمور اللافتة للنظر أنه في تلك المرحلة فقد التجرينيون – المسيحيون إحساسهم بالآخر، والإحساس بالتنوع، وتهافت كثيرون منهم، حتى بعض الكوادر المتقدمة من أبناء تجربة جبهة التحرير الإرترية من المسيحيين التجرينيين في تأييد السلطة، ظنًّا منهم أنه آن الأوان لاستغلال هذا الظرف التاريخي لتعزيز مكتسبات قومية-طائفية على حساب المكونات الأخرى، وفي ظل نظام كانت كل الدلائل تؤكد على أنه سيكون باطشًا بالجميع، إن عاجلاً أو آجلاً. في ظل هذه المعطيات حاول إسياس استغلال هذه المشاعر لبناء مجده من خلال بناء دولة قومية–طائفية، التي تكسرت على رأسه وعلى رأس مؤيديه ومعاونيه، والآن نقف جميعنا في صعيد واحد لمعالجة آثار هذه الغطرسة، ورد المظالم التي وقعت في العقدين الماضيين من الاستقلال على وجه الخصوص، ولمعالجة مثل هذه المشكلات نحتاج إلى تقديم أساليب نضالية مبتكرة تساعد الكيان الإرتري على أن يتجاوز بكليته هذه المحنة.
الملاحظة السابعة: في هذا السياق كثيرًا ما يتردد على مسامعنا أن الديمقراطية ليست من أولويات مجتمع المنخفضات في هذه المرحلة، وأن إحقاق الحقوق ورد المظالم يأتي على رأس سلم الأولويات. هذا الطرح لا يصمد أمام السؤال الذي يطرح نفسه وهو: في ظل أي نظام من الأنظمة السياسية سيتم إحقاق الحقوق ورد المظالم؟ في رأيي أن الديمقراطية تأتي في مقدمة الأهداف التي يجب علينا أن نحققها حتى نتمكن من الاحتكام إليها وإلى مؤسساتها، وإذا قام في إرتريا المستقبل أي نظام سياسي عاجز عن تحقيق العدالة بالدرجة الأولى في جميع مستوياتها الفردي منها والجماعي، وكذلك إذا لم يتمكن أي مكون من المكونات من طرح كل ما لديه من مطالب لينظر فيها النظام الديمقراطي بجدية، وليس لحسمها بالتصويت ضد مصالح هذا المكون بالديمقراطية الميكانيكية، فإن ذلك النظام السياسي الذي تتم في ظله مثل هذه الممارسات ليس بنظام ديمقراطي. والنظام الديمقراطي لا يمكن بناؤه بين ليلة وضحاها ليتمكن من حل المشكلات المعقدة والمزمنة بيسر، أو هكذا بــــ”ضربة سحر”، بل يستغرق النضج السياسي والديمقراطي في أي بلد من البلدان وقتًا طويلاً. وهنا يبرز دور القوى السياسية والمدنية في تهيئة مجتمعاتها المحلية، والوطن الإرتري بكليته، للدخول في هذا التدافع السياسي بفهم أفضل، ومسلحًا بالعلم، والمعرفة، وبأدوات نضال طويلة النفس ومدركة لأهداف نضالاتها ومآلاته. المساومة في الديمقراطية وفي مؤسسات الدولة الديمقراطية يشكل خطرًا على مكون المنخفضات والمكونات الأخرى معه، وقد يكون مقدمة لانتكاسة أخرى في التجربة السياسية الإرترية. والاستهتار بقيمة الديمقراطية تحت أي حجة من الحجج هو خطر على الذات وعلى الغير، رغم أن الديمقراطية نفسها، وباعتراف كبار دهاقنتها، يقرون بأنها أفضل الأنظمة السيئة، ولا توجد في الوقت الراهن في العالم تجربة أفضل من الاحتكام إلى الديمقراطية بصرف النظر عن شكل توزيع السلطة داخل النظام الديمقراطي نفسه.
الملاحظة الثامنة والأخيرة: هي ملاحظة كنت قد ناقشت محتواها مع الإخوة في قيادة الرابطة الذين زارونا في السويد، ورأيت أنه لا بأس من تكرارها هنا أيضًا. هذه الملاحظة تتلخص في أن الأشخاص أو الجماعات بحاجة في تحركاتهم أن يحددوا ويتعرفوا على الدوائر التي يتحركون فيها، وأن أي إهمال لأي دائرة من هذه الدوائر هو مقدمة لفشل مستقبلي. الدائرة الأولى هي “منطقة الراحة” أو ما تعرف بــــــ”Comfort Zone”، في هذه الدائرة يتخاطب الإنسان مع الذين يتفقون معه في الأهداف وفي وجهات النظر الأساسية والعامة، والتي تترجم بشكل عملي في الانضواء تحت مظلة واحدة، أيا كانت هذه المظلة، إذا استغرق الإنسان في هذه الدائرة زمنًا طويلاً دون الخروج منها، ويظل يخاطب نفسه ومن يشبهونه، فسوف يواجه في المستقبل القريب تحديات حقيقية تعيق عمله. أما الدائرة الثانية والتي تعرف بـــــــ”منطقة التوسع” أو “Expansion Zone”، فهي بالنسبة لأبناء المنخفضات عمومًا، ولقيادة عمل الرابطة خصوصًا، تمثل الدائرة التي يجب عدم تأجيل الخروج إليها طويلاً، بل يجب الخروج إليها بالسرعة الممكنة. وتحتوي هذه الدائرة على المخالفين للرابطة في أرائها من أبناء نفس الحيز الجغرافي، أي المنخفضات، بالإضافة إلى من يمثل المكونات الأخرى في الجسم السياسي الإسلامي الإرتري، وإرسال رسائل واضحة تطمئنهم بأن هذا التجمع يمكن أن يشكل عامل قوة بالنسبة لهم. والاستماع إلى آرائهم وتحفظاتهم باهتمام، يساعد في نظري إلى تجويد الأداء، ولا يضره بأي حال من الأحوال. وأخيرًا تأتي الدائرة الثالثة من هذه الدوائر التي تعرف ب “منطقة المخاطرة”، أي “Risk Zone”، وهي المنطقة أو الفضاء الذي يتم فيه خوض حوار جاد وهادف وصريح مع المكون المسيحي التجريني في إرتريا. التعامل مع هذه الدائرة حتمي وضروري ولا مناص منه، وفيه الكثير من المخاطر والمحاذير. والمسلم الإرتري عامة، وإنسان المنخفضات ضمنًا، لديه الكثير من الإحباطات وخيبات الأمل في تعامله مع هذه الدائرة. لذا التعامل معها يحتاج إلى أدوات خاصة، وكفاءة معينة للخروج منها بشروط ومكاسب واضحة تتحقق لمجتمعاتنا بلا استثناء، بما فيهم أهل المرتفعات المسيحيين، ضمن تسويات وترتيبات متفق عليها بين هذه المكونات. أكرر وأقول إن تبادل رسائل واضحة ومطمئنة بين هذه المكونات أمر ضروري لضمان التعايش السلمي المستقبلي بين مكونات هذا الوطن الذي أثخنته الجراح. فرفقًا إخوتي بالوطن وبأنفسنا، وهو يسع الجميع لو أحسنَّا التدبير، وتم الاتفاق على اقتسام خيراته، والعيش فيه بسلام، بدل اقتسام البؤس والحرمان، واختيار المواجهات الخاسرة.
ستوكهولم: 29/8/2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى