أخبار

الإفتتاحية :المسافة بين الحقيقة وكذبة إبريل *

9-Apr-2008

الوطن

يسألنا الكثيرون عبر الإتصال أو المشافهة عن حقيقة محاولة الإغتيال التي تعرض لها الرئيس الإرتري أسياس أفورقي في مدينة مصوع في الإسبوع الماضي ،

والمتساءلون دون شك يحسنون الظن بنا معتقدين أننا قد نستطيع فك اللغز حول هذا الحدث من خلال مجال عملنا في مجال الأخبار ، ولهم الحق في ذلك دون أدني عتاب ، ولكن ما نود أن نؤكده في هذه المساحة هو أنه رغم رفضنا القطعي لمبدأ الأغتيال والتصفية الجسدية في التعاطي السياسي ، إلا أن الدلائل التي تجعل مثل هذه الحادثة محتملة هي كبيرة جدا ً، فالرئيس ومجموعته إرتكبت من الجرائم في حق الشعب ما لا يتسع المجال لتعداده إغتيالا وأعتقالا وتشريدا ، وهي مبررات كافية للبعض لقيام بمثل هذه المحاولات ، وبما أنها قد حدثت في الماضي فليس هنالك مايمنع تكراره في المستقبل ، ولكن الذي نريد أن إرتريا لم تعد الندرة فيها محصورة على الوقود والسكر والبن وغيرها من المواد التموينية ، بل التقنين والندرة يشمل حرية نشر وتداول المعلومات ، حيث تمتلك الدولة صحيفة واحدة غير منتظمة الصدور في حجم (التابلويد ) وقناة تلفزيونية لا تغطي ثلث ساعات اليوم ، وإذاعة تركز على التعبئة للمعركة القادمة ، ومراكز الإنترنيت مملوكة للدولة عبر ذراعها الشبابي ، وتوصيل تلفون في المنزل أو إمتلاك موبايل يحتاج من التحري أكثر ما يحتاجه مرشح الرئاسة للإنتخابات الإمريكية ، حيث تدخل النوايا المحتملة في صلب التحري عن الأسباب التي تدفعك لإمتلاك هذه التقنية الخطيرة والغير مبررة في نظر الدولة حتى تثبت أنت بحنكتك عكس ذلك .في ذلك مثل هذا الوضع يصعب تأكيد أو نفي معلومة تتعلق بسلامة وصحة الرئيس من مثل هذه المحاولات ، وطبيعي أن مثل هذه الأجواء تدفع الناس لإختلاق الشائعات التي هي مثل الفطريات التي لا تنمو إلا في الظلام ، وطالما يصر النظام على ممارسة نشاطه مثل الخفافيش بعيدا عن الضوء عليه أن يتحمل المترتبات على إختياره لميدان المعركة .ما نود أن نختم به هو أعتذرانا لكل الذين توقعوا الرد الشافي لتأكيد أو نفي هذه المعلومة وسواء كانت حقيقة أو كذبة ابريل المشهورة فإن الذي نستطيع أن نؤكده هو أن الأوضاع في أرتريا مرشحة لأكثر من هذا الإحتمال طالما أستمر الوضع على هذه الشاكلة ومن هنا فإن المسافة بين بين الحقيقة والشائعة في إرتريا جد تبدو قصيرة للغاية .* نشرت كأفتتاحية لصفحة ارتريا في صحيفة الوطن عدد 4 ابريل 2008م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى