مقالات

كلمة إرتريا: للمسلمين والمسيحيين في إرتريا كل عام وأنتم بخير

15-Sep-2007

المركز

تدبير الهي هو الذي جعل أعياد المسيحيين الأرثوذكس أعياد القديس يوحنا توافق بداية شهر رمضان المعظم الذي يعتبر ذكرى تبادل فيها المسلمون لتهاني والتمنيات ، وعندما نقول ذلك ندرك الكلام عن المسلمين والمسيحيين وتأثيره في بناء وطن أو تدميره في إرتريا .

إدراك هذه القضية أمر يشترك فيه كافة قطاعات الشعب الإرتري بدرجات متفاوتة ، وبنوايا مختلفة كذلك ، ومن هنا فإن الفضائية الإرترية أبرزت المناسبتين ، غرة رمضان المبارك في حديث لمفتي إرتريا الشيخ الأمين ، كما أبرزت احتفالات المسيحيين بمناسبة القديس يوحنا بصلوات للقساوسة واحتفالات جماهيرية مختلفة .ولكن ما عاب هذا الاهتمام الرسمي خاصة من قبل القيادات والرموز الدينية في إرتريا هو غياب جوهر هذه المناسبات العظيمة عن بال هؤلاء ، إذ لم يتذكر مفتي الديار المغيبين عن ذويهم من المسلمين القابعين في سجون النظام التي لا يعرف عنها شيئاً ، البعض فقط لأنه أختلف مع المفتي في منهج دراسي ، والبعض الأخر تطاول به الزمان إذا مر على اعتقالهم أكثر من عشر سنوات ، فيهم الأئمة والدعاة والمعلمين من معاهد كرن وعنسبا وقندع وغيرها من المعاهد الإسلامية التي كان من المأمول أن يفصح المفتي عن قضيتهم أو يطلق سراح بعضهم لأن الأنظمة الدكتاتورية في العالم درجت على مثل هذه المنح في المناسبات الدينية والوطنية بعد أن أصبحت الحرية عندهم منحة وليس حق .بيان المفتي القصير تناول أحكام الصيام ، وتمنى للمسلمين أن يكون هذا العام عام رخاء واستقرار وهو يدرك في قرارة نفسه أن تلك الأماني لا تتحقق في ظل وضع يعرف عنه أكثر من غيره ، ولعل الهاجس الذي يلح على المستمع وهو يتابع بيان المفتي عن رمضان وحرمة الشهر الكريم هو ما الذي يخشاه رجل في مثل هذا العمر ويمنعه من قول الحق والحقيقة .وفي الجانب الأخر الاحتفالات بأعياد القديس يوحنا تحمل من دلالات الألم أكثر مما تحمل من التفاؤل ، فحال الكنيسة الأرثوذكسية على عراقتها لا يسر ابداً ، فالحكومة هي التي تختار وتعزل وتفرض الإقامة الجبرية على من تشاء من القساوسة ، كما لاتزال مجموعات من الكنائس تتعرض للإغلاق والمصادرة ويتعرض أتباعها للاعتقالات .كل هذا يجعلنا نتساءل : كيف يجد المفتي أو البطريرك الجرأة والشجاعة ليقولا لإتباعهم المفترضين ( كل عام وأنتم بخير ) دون التأمل في مضمون العبارة .غير أن مأساة الإرتريين لا تتوقف عند هذا الحد ، ففي شهر رمضان معروف أن الصائمين يستهلكون كميات زائدة في المواد الغذائية ، وإرتريا في غالبها تعاني ندرة في المواد التموينية ، وصفوف الخبر لا تزال السمة المميزة لمعظم المدن الإرترية .ومع كل ذلك فلا نملك إلا الأمل كخيط رفيع نتمسك به ، ومن هنا فإن التاريخ الذي علمنا أن الأيام الكالحات يعقبها الفرج لا نملك إلا أن نقول لكافة المسلمين في إرتريا والعالم الإسلامي كل عام وانتم بخير ورمضان كريم ، كما نهنئ كافة المسيحيين الأرثوذكس وخاصة الإرتريين بأعياد القديس يوحنا ( وكل عام وإرتريا بألف خير ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى