مقالات

17 عاماً وما تزال القاطرة تتدحرج : علي محمد

26-May-2008

المركز

نعم 17 عاماً على استقلال ارتريا الحبيبة ( جارة البحر) ولكن ما تزال القاطرة تتدحرج والقوم هم القوم ، والوضع هو الوضع في كل الصعد ولكن حتماً لا بد لليل أن ينجلي ، ولا بد للقيد أن ينكسر ولا بد من فجر آت ولو بعد حين ! .

كانت فرصة الاستقلال الذي تحقق بفضل تضحيات شعبنا الأبي سانحة يمكن ان تندمل فيها الجراحات ويُلم فيها الشمل ويلتقي فيها جيل التضحيات والصمود من الأباء والأبناء والأحفاد تحت قبة الوطن وعندها تكتمل الفرحة وترتسم البسمة على شفاه الأرامل والأيتام ويرتقى الجميع بالوطن ليصل به إلى مصاف الدول والشعوب التي تفاخر بتضحياتها ثانية في معركة البناء والتعمير بعد ان فاخرت بهم في معركة الكفاح الوطني وطرد المستعمر البغيض ولكن أبت نفوس قوم من أبناء الوطن إلا أن يبقوا الشفاه صامتة والوجوه عابسة مكفهرة ، وكانها تقول : ألمثل هذه النتيجة قدمت كل تلك التضحيات ؟! وألمثل هذا الوضع الذي تعيشه إرتريا أزهقت الأنفس وفقدت الأسر المعيل ؟ وألمثل هذا الوضع هجرت بل دمرت القرى والأرياف ؟! إن من يشاهد الفضائية الإرترية وهي تقدم احتفالات العيد الـ (17) تنقدح في ذهنه مثل هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المحيرة حقا!!. تابعت كغيري من آلالاف أبناء الوطن المهجرين والمشردين الفضائية الإرترية لعلني أجد فيها شيئاً مما يمكن أن يسلي المرء به نفسه في مثل هذه المناسبات ، ولكن خاب ظني وأظن الكثيرين من الذين تابعوا سيخرجون بالانطباع نفسه . فالعروض الفنية التي قدمت كانت بدرجة من الاسفاف والهبوط ولم تعبر عن إرتريا الحقيقة التي قدمت فيها تلك التضحيات الجسام ؟!. حتى الاطار الاحتفائي إذا نظر إليه في جانبه الرسمي لا يدل إلا على إن دولة إرتريا في عهد نظام أفورقي تعيش حالة من العزلة والانعزال ويتضح ذلك جلياً في التمثيل الذي شاهدناه على شاشة الفضائية مع كامل التقدير والاحترام للذين يتكبدوا مشاق السفر والقدوم من الخارج لحضور ذلك الاحتفال ( البهيج )!! . وقد كنت شغوفا جدا لسماع كلمة الرئيس في ذكرى الاستقلال لعله يأتي بجديد ، ويتقدم ولو قيد أنملة في اتجاه تجاوز مرارات واحزان الماضي البعيد أو القريب ويقدم ( منوفست ) العملية السياسية الراشدة والمسئولة أو يعلن عن العفو العام لكل سجناء الرأي العام ، والضمير أو …. أو ……. ولكن كل هذا لم يحدث ويبدو أنه لن يحدث بل غير متصور من أفورقي ونظامه المتداعي الذي بدأت تأكل دابة الأرض (منسأته) ، ولكن من الذي ينبؤنا بلحظة السقوط الآتي ؟! . ولكن مما خرجت به من خلال المتابعة لخطاب أفورقي في فقراته الرئيسة فإن المرء يكاد أن يصل إلى القراءة الأولية بأن النظام بالفعل يعيش أزمة حادة في المستويات جميعها سيما الضائقة الاقتصادية خاصة إذا ربطنا خطاب اليوم مع الاجراءات الإدارية التي اتبعها النظام من قبل مع المواطنين بالداخل . وحتى المقابلات التي كانت مصاحبة للاحتفال يبدو على معظمها عدم التلقائية والعفوية وإنما هي مقابلات موجهة تحمل العديد من الرسائل !! ومن أبرز مالاحظته في خطاب أفورقي غياب الهجوم على( الوياني) ، وحتى الانتقاد للأمريكان جاء في هذا الخطاب مرتكزاً على البعد الانساني وليس السياسي أو القانوني ويخلو من روح التعالي والسخرية التي كانت تمتاز بها خطاباته السابقة ! فهل شعر أفورقي بأن ثمة أمورا تجري من تحت أقدامه ؟!! ومن أغرب ما لفت نظري غياب وزير الدفاع عن المنصة الرئيسة ، ولم يظهر على الشاشة وهو يحي العرض العسكري الذي تم ؟! فأين كان ؟!! وماذا حدث ؟! فالمفترض في مثل هذا اليوم أن يكون في المنصة الرئيسة ويحي قواته ويقف إلى جانب الرئيس ولكن لم يحدث هذا ؟ فما الذي جرى له أم أخطأته عيني وهو موجود على المنصة الرئيسة آمل ذلك أم انه ذهب به الآخر إلى العلاج خارج البلاد أم أنه جاءه زوار الليل وضم إلى الآلاف من الذين تغيبوا أو غيبوا عن الانظار ؟! كانت هذه بعض الخواطر التي جالت في الوجدان أردت أن انقلها إلى القارئ الكريم مع خالص تحياتي له . وختاماً حسناً فعلت المعارضة بأن أعادت إلينا الأمل وأوقفت كل الذين راهنوا على فشل المؤتمر وعدم قدرة المعارضة على تجاوز معضلة اختيار القيادة وحسناً فعلت ثانية حيث دعت في البيان الختامي للمؤتمر إلى الحوار الوطني وأطالبها أن تتقدم خطوة أكثر جرأة في هذا الاتجاه وتطرق كل الأبواب المتاحة وتبحث عن غير المتاحة ليلتقي الفرقاء من أبناء الوطن فإن الأمر على ما يبدو اكثر من حجم الجميع إذا ما تمادى الناس بالوتيرة المعهودة . ولم يتمكنوا من ايجاد الحلول الممكنة ولا اعتقد بان فرصة ستأتي اكثر من هذا الظرف الذي تساوى فيه معسكر النظام والمعارضة على حد سواء من حيث الرهق والضيق ولم لا تطرح المعارضة مشروعاً وطنياً للمصالحة حتى ولو كانت الكلفة عالية أم إن ذلك يعد عندها في لغة السياسة ضرب من الجنون؟! وما السياسة إلا ضرب من المرابحة والمخاطرة وأحياناً المجازفة حتى برأس المال فإلى متى ننتظر الآخرين حتى كادت الأعمار تفنى والعزائم تفتر من طول المسير ؟!! فمن يملك الشجاعة ليفعلها أما أفورقي فقد أوصد الأبواب بل حتى أشعة النوافذ ولكن هل لإرتريا أن تجد رعاية مضرية أوكنانية وتخلط أوراق اللعبة من جديد لعلنا نجد ذلك في قابلات الأيام ؟!! ويكون اللقاء في دوحة من دوحات العرب فقد مللنا دوحات العجم ؟!! وأخيراً أنا لـــن أحـيـــد!! :أنا لست رعديداً يكبل خطوه ثقل الحــديدوغداً نعود للقرية الغناء للكوخ الموشح بالكرومونسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنــودوتزغرد الجارات والأطفـال ترقص والصغـاروسنابل القمح المنــور في الحقول وفي الدياروالنخل والصفصاف والسيّال زاهية الثمــارلا … لن أحيـــــد عن الكــفاح !! وكل عام وأنتم بخير Alisaed30@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى