مقالات

مفاتيح : جمال همد : الرئيس الإرتري والمفهوم الجديد للديمقراطية *

26-Aug-2007

المركز

يصر الرئيس الارتري اسياس افورقي إصراراً يحسد عليه على تذكير الناس بان فترة النضال المسلح والنظرية الثورية لازالت تؤثر في نمط تفكيره وأساليب حديثة وطرائق إدارته للدولة .

وكما قال الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد في بعض أحاديثه أن الرئيس اسياس ما انفك يتعامل مع وزراءه ومرؤوسيه من وكلاء الوزارات والمدراء كأنهم كوادر تنظيمية ، وكأنه لازال يعيش فترة الكفاح المسلح وبمعنى آخر لازالت عقلية الثورة تغلب على عقلية الدولة ، وذلك تعليقا على عمليات الإقالات والتنقلات والتعيينات التي لم تصدر في مراسيم رئاسية طوال السنوات الماضية إلا فيما ندر . كما أن مجلس الوزراء الارتري لايجتمع أسبوعيا كما درجت العادة في كل حكومات العالم ، بل وتنفرد ارتريا بنظام يشبه الإقامة الجبرية في البيوت لمسئول ما حيث يتم سحب كل صلاحياته لصالح مسئول آخر ، ويكون أحيانا لعدة سنوات في حالة انتظار لوظيفة أخرى ويشمل ذلك قيادات الجيش والشرطة والأمن العام ولذلك تبرير ( منطقي ) من السيد الرئيس ، فهو لا يحب أن يقلد ما درجت عليه الأعراف المرعية ، بل يسن قانونه الخاص به ، ومن ذلك مثلا التعرض والسخرية من الدول والمنظمات والأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية … الخ ، ففي أول حضور له لمؤتمر القمة لمنظمة الوحدة الإفريقية سابقا والاتحاد الإفريقي لاحقا ، شن الرجل ومن على منصتها هجوما عنيفا على المنظمة أثار دهشة الزعماء الأفارقة وكذا فعل مع الإيقاد ولايزال ويتعمد الإساءة للأمم المتحدة ومجلس الأمن …. الخ ويطلق أوصافاً ونعوتاً لا تليق والمكانة الرفيعة لهذه الشخصيات العالمية كما فعل مع الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي انان ، وآخر هذه الخروقات المتعمدة الإساءة للهند في معرض حديثة للفضائية الارترية مساء الأحد 19 أغسطس الجاري المعادي للديمقراطية . فقد ضرب الرئيس اسياس مثلا بفشل الديمقراطية كنظام للحكم في العالم فقال إن الهند تعتبر اكبر الديمقراطيات في دول العالم الثالث ومع ذلك يعيش أكثر من 250مليون هندي دون حق المواطنة ويقصد فئة المنبوذين ليلخص إلى السؤال أين الديمقراطية إذاً ؟ ، خالطا النظم المجتمعية التي لاتقرها الهند الرسمية ، بل وزاد الطين بله ليقول أن غاندي محرر الهند العظيم لم يحاول فعل شيء لتعديل هذا الوضع .وبغض النظر عن صحة حديث الزعيم الارتري من عدمه فان مثل هكذا حديث يعرض مباشرة علاقات الهند ببلاده إلى أزمة دبلوماسية قد تصل للقطيعة ، علماً بأن هنالك علاقات رسمية بين البلدين وكذلك اتفاقيات تجارية وثقافية . فما الذي دفع الريس لإيراد هذا المثل للتدليل على فشل الديمقراطية كنظام ؟ لا نملك إجابة شافية سوى ما ورد في صدر المفاتيح . ومن المعروف أن الروساء يتوخون دائما اللياقة والكياسة في أحاديثهم ، وكذلك كل ما من شأنه المحافظة على الأعراف والتقاليد المرعية في العالم حتى لايدفعوا ثمنا باهظاً وهنا يأتي دور فئة المستشارين حول الرئيس وفي ارتريا لا مستشار لسيادة الرئيس سوى ما تطلقة بعض الصحف السودانية والعربية عندما لا تجد صفة للمسؤول الارتري المعين . أخيرا نقول أن الرئيس اسياس افورقي هو الرئيس الوحد في العالم الذي يجاهر بعدائه المطلق للديمقراطية .يذكر هنا أن الرئيس الارتري تحدث ولمدة ساعتين تقريبا حول سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وفشلها في منطقته ، والعالم مؤكدا على نجاح السياسة الارترية إقليمياً ودوليا مشيرا للاستقرار السياسي في ارتريا !!! . * نشرت في صفحة رسالة ارتريا بصحيفة الوطن عدد 24/اغسطس 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى