تقارير

زين شوكاي : أقل ما يمكن أن يقال عن حالتنا أنها مخيفة!

26-May-2018

عدوليس ـ ملبورن

زين العابدين شوكاي كاتب و باحث ومترجم ومهتم بل وعامل في علم اللسانيات .. ومترجم صبور.يستغل الإستطلاع ويطرح السؤال أو الأسئلة الصعبة : “بدو أن المعارضة الإرترية في غالبيتها، إن لم يكن كلها، تنتمي لفضاء ثقافي-سياسي عربي/إسلامي، وهذا الفضاء يشهد تراجعًا وانكسارًا لم يشهده حتى في أسوإ مراحله التاريخية، فهل يمكن تفسير عجزنا هذا ضمن ظاهرة إقليمية ودولية سائدة أم أننا لنا وضعية خاصة ” ! هل نحن وضع خاص في هذا العالم ؟

/ هل تتوقعون اختفاء مباغتًا بالموت أو الإغتيال مثلا للرئيس إسياس أفورقي ؟ وماهي هذه الخطط والتدابير التي يمكن اتخاذها على وجه العموم في حال اختفائه ؟
الإجابة: رحيل إسياس بالموت أو الاغتيال سوف يكون مباغتًا دون أدنى شك، وذلك لسببين، الأول هو السرية التامة التي تعم في كل شأن من شؤون الدولة الإرترية سيجعل من رحيل إسياس دراما لا تقل في زعزعتها للأوضاع والثوابت مما حدث عشية استقلال البلاد، بل ربما أصعب، فبرحيل إسياس أتوقع أن يفتح الصندوق أو الصناديق المجهولة والمفتوحة على كافة الاحتمالات، خاصة السيء منها. وهذا ليس تشاؤمًا بل قراءة للواقع البائس والعزلة التامة التي تعيشها البلاد، وغياب المؤسسات التي لا تتأثر برحيل الأفراد، مثل سائر الدول، بما فيها دولة مجاورة لنا واستعمرت شعبنا وأرضنا من قبل، وهي إثيوبيا، التي تحققت فيها انتقالات سلسة للسلطة مرتين، ونأمل أن تستمر في المستقبل، أي بعد رحيل زيناوي وبعد استقالة ديسالينج. فبالنسبة للحالة الإرترية، وكما أسلفنا نسبة لغياب دولة المؤسسات سنجد أنفسنا أمام حالة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مخيفة.
أحد أقوى التدابير التي ينبغي أن تتخذها قوى المعارضة المنظمة هو إعادة بناء هياكلها بشكل كلي، وإذا تعذر بشكل جزئي، للتقليل من مخاطر الاختفاء المباغت لإسياس. المعارضة بكل فصائلها وحتى هذه اللحظة تبدو عاجزة تمامًا عن فهم الواقع الذي سينجم عن الغياب المفاجئ لإسياس، وإذا كانت تدرك ذلك لكنها عاجزة لأسباب أخرى عن الفعل، عليها أن تعتزل العمل السياسي الذي لا يمكِّنها من تأمين أبسط شروط السلامة للعباد والبلاد. يبدو أن المعارضة الإرترية في غالبيتها، إن لم يكن كلها، تنتمي لفضاء ثقافي-سياسي عربي/إسلامي، وهذا الفضاء يشهد تراجعًا وانكسارًا لم يشهده حتى في أسوإ مراحله التاريخية، فهل يمكن تفسير عجزنا هذا ضمن ظاهرة إقليمية ودولية سائدة أم أننا لنا وضعية خاصة، هذه من بين القضايا بجب أن نفكر فيها، ونبحث عن حلول تناسب وضعنا الإرتري، لأن هذا قدرنا وهذه هي مسؤليتنا كقوى سياسية ومدنية ناشطة في هذا الوقت، وترى كم هي المخاطر بوطننا كبيرة وخطيرة.
2/ ماهي السيناريوهات المحتملة للحالة الإريترية الراهنة والتي توصف بغير الطبيعية ..أو مستقبل أوضاع إريتريا برأيكم؟
الإجابة: المستقبل مجهول وغامض للأسباب المذكورة آنفًا، والسيناريوهات المُحتملة كلها سيئة، ولا أحد يستطيع أن يتكهن بمآلاتها. ما يحزنني حقا كمهتم ومتابع لحالتنا الإرترية هو أننا أمضينا سنوات طويلة ونحن جميعًا نلعن الظلام بدل أن نشعل شمعة. أداؤنا على كل المستويات كان أدنى بكثير من التحديات التي كانت تواجهنا. واليوم وفِي طل هذه الفوضى السياسية على مستوى الداخل والخارج، من الصعب استعراض كافة السيناريوهات المحتملة، لكن يمكن أن نقول إن هناك ترتيبات تجري في المنطقة في ظل تغييب كامل للقوى السياسية والاجتماعية ذات المصلحة في حدوث تغيير إيجابي في بلادنا، ولن تسلم من شرور هذه الترتيبات ومساوئها الدولة الإرترية، والشعب الإرتري.
3/ برأيكم هل المعارضة الإريترية في وضع ذاتي وموضوعي يمكنها من إجراء التغيير المنشود؟
أ/ منفردة ؟
ب / بالمشاركة مع قوى الداخل ؟
د/ أم هي خارج ذلك ؟ولماذا ؟
الإجابة: مع الأسف، وأنا أقول ذلك وكلي حسرة وألم، إن المعارضة الإرترية ليست فاعلًا رئيسيًّا في التغيير الذي سيتم ترتيبه لوطننا. المعارضة ليس لها كيان موحد يمثلها ويتفاوض باسمها، وليست لها قوة عسكرية يحسب لها الحساب لتهدد بها وتستخدمها ككرت في الترتيبات القادمة، وليس حليف إقليمي أو دولي يتبنى ولو جزءًا يسيرًا من طرحها وبرامجها، وليس لها ارتباط بالداخل وعلاقات تنظيمية وشعبية يمكن أن تستغلها في اللحظات الحرجة والحاسمة، عليه من الصعب الحديث عن معارضة إرترية تمتلك رؤيا وبرامج، وعلاقات، وتحالفات تمنحها القدرة على فرض أي شيء على أرض الواقع حتى لو كان هذا الأمر صغيرًا نسبيًّا لكنه مؤثر. وبالتالي أعود لصيغة السؤال وأقول إنني لا أرى أن المعارضة في وضع ذاتي وموضوعي يؤهلها لأن تكون فاعلًا بأي صيغة من الصيغ التي تخدم أجندتها السياسية، وأنا لا أشك كثيرًا أن أجندة الغالبية العظمى فيها وطنية وسليمة من الناحية النظرية لكن ليس هناك قوة تسند هذه الأجندة الوطنية السليمة، سواء كانت قوة ناعمة أوغير ناعمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ونتابع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى