مقالات

وداعاً جمعية علي نور:ياسين محمد عبد الله

14-Mar-2011

المركز

-1-
كالصاعقة وقع علىَ خبر رحيل جمعية( أم نديم) الأخت والصديقة، والدة ندوة ويسار وهدى ومنيف. أخبرني بخبر رحيلها الأخ مصطفى كردي الذي اتصل بي في يوم وفاتها لأمر آخر ثم سألني إذا كنت قد سمعت بوفاة جمعية. عرفت جمعية في مطلع الثمانينات عندما تزوجت من محمد مدني وصار منزلهما في حي الترعة في كسلا منزلاً لي وللكثريين من الأصدقاء؛ خصوصاُ من مناضلي جبهة التحرير الإريترية. كانت جمعية تستقبل الجميع بود إنساني عميق بالرغم من صعوبة الظروف المعيشية للأسرة في تلك السنوات، لم تكن تتبرم من امتلاء البيت بالضيوف، مع ضيق مساحته وضيق ذات اليد، فقد كان قلبها الكبير يتسع لعدد غير محدود من الناس.

وبعد التحرير وانتقال الأسرة إلى أسمرا انتقل طابع البيت معه وبقيت جمعية تستقبل ضيوفها بالود الإنساني ذاته وبالرغم أيضاً، من قسوة الظروف المعيشية لأسرتها في تلك السنوات.تنتمي جمعية لذلك الجيل الذي تفتح وعيه على سنوات النضال العظيم للإرتريين ؛حيث التحقت بجبهة التحرير الإريترية في السبعينيات وغنت لبطولات مقاتيلها ولتطلع الإرتريين للحرية مع أخواتها في الفرقة للفنية للجبهة. وظلت جمعية بعد تفرغها لأسرتها هي نفسها؛ ملتزمة بقضية شعبها، قوية، محبة، وفية لصداقاتها ولعلاقات النضال.عندما التقيتها بعد سنوات طويلة في الخرطوم، بعد أن تمكنت من تهربب أولادها من جحيم أفورقي، لاحظت التغير الكبير في شخصيتها، صارت الفتاة التي كنت أعرف إمرأة ناضجة وأم تعرف كيف تدير، على نحو حكيم، أسرة مكونة من أربعة أبناء كانوا في مرحلة انتقالية. لقد عادوا إلى السودان شباباً بعد أن غادروه أطفالاً، فكان عليهم التكيف مع حياتهم الجديدة اجتماعياً وأكاديمياً وكانت جمعية بحكمة الأمومة، على نحو أذهلني، تساعدهم على ذلك. حدثتني في إحدى المرات عن صفات أي منهم، فعلت ذلك بسخريتها المحببة وقلبها المحب. أدخل ذلك الحديث الاطمئنان إلى قلبي عرفت إنها ستقود سفينتها إلى بر الأمان، وهو ما تحقق لاحقاً عندما نجح أبناؤها، يسار وهدى إلى الجامعة، ومنيف إلى المرحلة الثانوية، وظهر ذلك أيضاً في تماسك الأسرة وفي الحب والاحترام الذي يكنهما أولادها لها.العزاء لآل علي نور ولآل محمود الشيخ.الأ رحم الله جمعية علي نور وأدخلها فسيح جناته وألهم أولادها الصبر والسلوان. ياسين محمد عبد الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى