مقالات

ملاحظات حول حديث أحمد القيسي في برنامج “محطات” باذاعة صوت المنتدى. بقلم صالح حليبو

6-Apr-2016

عدوليس ـ ملبورن

لاشك ان الاستاذ أحمد القيسي كاتب واعلامي ضليع وانا من المعجبين بمقالاته ويذكرني بما كان يكتبه الاعلامي المصري الراحل محمد حسنين هيكل في ستينيات القرن الماضي وعموده الشهير “بصراحة” والتي كانت تذاع مساء كل جمعة في اذاعة صوت العرب، كما كان ينشر في الصحف المصرية .في بداية حديث الاستاذ القيسي الذي تناول كتاب السيد محمد طاهر بادوري والذي صدر مؤخرا بعنوان (رحلة في الذاكرة) ، يقول الاستاذ القيسي منعت السلطات الاريترية النسخة التجرينية من الطبعة ، وعلى حد

علمي هذا غير صحيح والذي حدث ان بادوري لم يقتنع بالترجمة لانها لم تتوافق مع النسخة الاصلية والتي كتبت بالعربية، وعلى هذا الاساس تم تجميد طبع النسخة التقرينية ، علما ان في اريتريا لم يطبع اي كتاب الا بموافقة المكتب المركزي للحزب الحاكم، ومن المفيد ان نشير ان كتاب السيد بادوري بنسخته العربية تم تدشينه في فندق (امباسويرا) بحضور العديد من الشخصيات ، ولهذا فان منع النسخة التجرينية من الطبعة كلام جانبه الصواب.واذا كان هناك من كلمة حول كتاب السيد بادوري فإنني اؤكد ان من حق اي شخص ان يدلي بشهادته ويكتب تجربته التي عاشها وبالتاكيد هي اضافة للمكتية الاريترية ، وفي الوقت نفسه ينبغي على الكاتب ان يكون صادق مع نفسه اولا بعيدا عن الحساسيات وتصفية الحسابات الشخصية بحيث لا يفقد الكتاب اهميته، وانا هنا اقول بكل صراحة ان السيد بادوري لم يكن منصفا في حديثه حول تجربة جبهة التحرير الاريترية ، بل اساء لها وتطاول على الرموز الوطنية . من حقه ان يبدي ملاحظاته حول الإخفاقات، ولكن ليس من منطلق الانتقام ، وانا هنا اقر بان اي تجربة بشرية تعتريها الاخطاء والاخفاقات ، ولكننا يجب ان نحاكم اي تجربة وفق المراحل الزمنية وظروفها تلك، ولا يمكن ان نحاكم تجربة الستينيات بتاريخ اليوم ، كما على الكاتب ان يكون منصفا ولا يركز على السلبيات فقط.اما كتاب السيد ابراهيم توتيل فك الله اسره كان من الطبيعي ان يعرض الكتاب الى المكتب المركزي للحزب الحاكم لاخذ الموافقة للطباعة ، وأثناء المناقشة مع الحزب طلب منه شطب بعض الفقرات إلا انه رفض وعلى هذا الاساس تم تجميد طابعته، ، وانا واثق بان هذا كتاب توتيل سوف يريان النور يوما ما .في حديثة سابق من برنامجه حمل السيد احمد القيسي جبهة التحرير الاريترية مسؤلية الحرب الاهلية ، وانا ارى بانه لم يكن منصفا في ذلك البتة، مع اقرارنا باحقية السيد القيسي بالدفاع عن تجربته ، فان مؤتمر “ادوبحا” العسكري كان هدفه وحدة جيش التحرير الاريتري، وبالفعل خرج المؤتمر المذكور بصيغة واضحة لوحدة الجيش ، حاولت بعض العناصر اعاقة تلك المسيرة لاغراض خاصة بها.اما نتائج المؤتمر الوطني الأول فقد ناقش ازمة الجبهة بعمق لمعالجة الانقسامات التي وقعت في الساحة، وكان التركيز على وحدة الصف ، وقد اوصى المؤتمر القيادة التي انبثقت منه ان تجري حوارا مع جميع القوى السياسية في الساحة كل على حدى ، ومن اجل تحقيق ذلك الهدف تم تكوين وفد ، والذي التقى بجميع الاطراف ومن المؤسف لم يجد اآذان صاغية ، وعكس ما جاء في حديث السيد القيسي الجبهة كانت حريصة على تحقيق الوحدة ، اما الطرف الآخر فهو الذي بادر بتفجير الوضع ، وعلى الرغم من ذلك لم تألو الجبهة جهدا من اجل الوصول الى الوحدة، ولكن طرف قوات التحرير الشعبية كان دائما يراوغ ويعمل من اجل تأزيم الموقف ، وكلما تم الاتفاق على التهدئة كان كوادر الجبهة يتعرضون للتصفية والهجوم المباغت ، وعلى الرغم من ذلك لم تتعامل قيادة الجبهة بردود الافعال بل كانت تسعى لايجاد صيغ للتفاهم، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل.هنا اورد موقف وطني للجبهة بعد الانسحاب الاستراتيجي من المدن ، قوات الجبهة الشعبية انسحبت الى اتجاه الساحل ولم يكن لها عمق في الساحل وطلبت من المناضل قبراى تولدي ان يسمح لها بالدخول الى عمق الساحل والذي كان يشكل الخلفية لقوات الجبهة، وكان قبراى القائد العسكرى في الساحل انذاك فارسل برقية لقيادة الجبهة واذكر ان اعضاء اللجنة التنفيذية كانوا متواجدون في الخرطوم منهم المرحوم احمد ناصر، والمرحوم عبدالله ادريس والمناضل ابراهيم توتيل، وعلى الفور وافقت قيادة الجبهة بالسماح لقوات الجبهة الشعبية للدخول في عمق الساحل وارسلت برقية بهذا المعني لقبراي تولدى، هذا الموقف يؤكد حرص الجبهة للحفاظ على قوة الثورة ولم ينطلق من مرارات الماضي ، هذا كان موقف ورأى الجبهة.السؤال الذي يطرح نفسه وفي الوقت الذي كان يتم اتهام الجبهة بانها قوة تصفوية ، ماذا يمكن ان نقول عن الذي كان يجري داخل الجبهة الشعبية ، تمت تصفية خيرة المناضلين من مجموعة ” المنكع” واخرين الذين لم يكن لهم ولاء للطاغية اسياس؟ من اوصل اسياس الى هذه الدرجة الم تكن المجموعة التي كانت توصف بالمستنيرة هي من اوصل اسياس الى درجة طغيانه هذه؟ لم يعترض احد على التصرفات الرعناء للطاغية ألم تكن هذه المجموعة التي كانت تنفذ برنامج اساس ” نحن واهدافنا” كما يقولون كانت تجهل ام تتجاهل وما خفى اعظم.اكتفي بهذا القدر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى