مقالات

مفاتيح : منظمات المجتمع المدني الارترية بداية في الاتجاه الصحيح:جمال همد

19-Apr-2008

المركز

بعد نقاشات ومجادلات استغرقت وقتا طويلا اتفقت اللجنة التحضيرية لفصائل المعارضة الارترية المجتمعة في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا على الاقرار والاعتراف بـ 24 منظمة مدنية ومؤسسة اعلامية لحضور المؤتمر الذي سنعقد في الخامس من الشهر الخامس القادم .

ودون الدخول في المعايير التي استندت اليها اللجنة التحضيرية للاقرار بهذه المنظمات واشراكها في المؤتمر كجهة مراقبة هو برأي اقرار بواقع كثيرا من تهربت منه هذه الفصائل ، ومن المعروف ان التجربة السياسية الارترية خلال مرحلة النضال المسلح وما بعد الاستقلال كانت لاتسر ولا تقر بقيام مؤسسات ومنظمات خارج الفصائل المسلحة وغير المسلح ، وترى ان يتم ذلك من خلال الاطار التنظيمي والهيكلي الذي يربط هذه المنظمات والتشكيلات الجماهيرية والنقابية والمدنية والاعلامية بالتنظيم السياسي مباشرة ومع ذلك هنالك الكثير من الفصائل التي تصر على مثل هذا الدور والذي يشكل عليها عبئا ثقيلا كما انه يحد من فعالية هذه المنظمات ويعيق أدوارها . واذا رجعنا الى الوراء لفترة الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي نجد ارتريا تحت الاستعمار الايطالي ومرورا بما سمي بالانتداب البريطاني في نهاية الحرب الكونية الثانية والتي انتهت بهزيمة دول المحور كانت ارتريا تتمتع بنظام برلماني وأحزاب سياسية وصحف الكثيربعضها مستقل وتصدر باللغات الانجليزية والعربية والايطالية واللغة المحلية ( التجرنية ) كما تأسست النقابات المهنية والفئوية كاتحاد العمال والطلاب والاندية الرياضية والاجتماعية والفنية والكثير من أوجه الحياة المدينية ، وكانت ارتريا متقدمة على جيرانها كالصومال واثيوبيا وجيبوتي باشتثناء السودان .كل ذلك اطاح به الامبرطور هيلي سلاسي ونظامه الكهنوتي الموغل في الرجعية عندما سمحت الدول العظمى آنذاك مراعاة لمصالحها في منطقة البحر الاحمر وضحت بالنظام الديمقراطي الذي كان ينمو في ارتريا بالاتحاد الفيدرالي . هذا الوضع أثر مباشرة في اشكال المقاومة للنظام الفيدرالي بين ارتريا واثيوبيا فكانت المظاهرات والاعتصامات والعرائض الخ ليفضي بتكوين حركة تحرير ارتريا التي اعتمدت على الشرائح الاكثر تقدما في المجتمع كالطلاب والعمال ورجال الخدمة المدنية و الشرطة ، ولكن النجاحات التي سجلتها حركات التحرر في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية بقوة السلاح دفع بالبعض لتبني اسلوب الكفاح المسلح والذي اعتمد على الحركة في الريف على قاعدة رعوية وريفية ليطاح بالعمل المدني المنظم وتتفوق جبهة التحرير الارترية وكفاحها المسلح على حركة تحرير ارتريا ومن يومها احتكر التنظيم المسلح كل اشكال النضال (ولا صوت يلعو على صوت البندقية ) اردت ان اقول ان عدم اعطاء المجتمع المدني الفرصة والالتجاء الى السلاح اخر الكثير من فعالية المجتمع الذي اصبح ينتظر الحلول من القوى السياسية المنظمة لذا تنعدم اليوم في ارتريا كل اشكال المقاومة المدنية كما تنعدم اشكال العمل السري ومع ذلك ولان حركة المجتمع لاتتوقف فان بروز حركة ( الحرية الآن ) التي اجهضت مبكرا في الداخل يعطي مؤشرا ايجابيا لحركة مدنية تعتمل وتنمو ، كما ان الوجود الارتري في المهاجر والسودان ومنطقة الخليج يكسب الشعب الارتري تجارب تمظهرت في قيام المنظمات المستقلة والمراكز الاعلامية والمتخصصة والتي تنتزع ادوارها يوما أثر آخر . يحسب للكثير من الفصائل الارترية اعترافها المبكر بذلك وهذا المؤتمر تتويج لذلك .تبقى ان نقول ان المرحلة القادمة تلقي بالكثير من الاعباء على عاتق هذه المنظمات والمراكز وننتظر ادوار اكبر من الاكاديمين والشخصيات الوطنية .نشرت في صفحة رسالة ارتريا بصحيفة الوطن السودانية – 18/4/2008م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى