مقالات

مفاتيح :( القديم تخثر والجديد لم يولد بعد )*: جمال همد*

17-Sep-2011

المركز

قبيل أيام قلائل أنهى ( سمنار ) ما يسمى بـ ( النخب ) الإريترية أعماله في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وصدر بيانه الختامي باللغة الإنجليزية فقط.انتهى ( السمنار ) دون أن نعرف الهدف الأساسي من انعقاده ووفق أية معايير تم أختيار عضويته ومن الذي يحدد ذلك وما علاقته بما يسمى بالمفوضية الوطنية التي يقودها ( أمها دومنيكو ) الذي أقسم إلا أن يسلم السلطة للشعب ولا ندري أي سلطة وأي شعب !! .كما لم تتضح حتى الآن علاقة ( السمنار ) بالتحالف الديمقراطي الإريتري ــ المظلة الجامعة ــ كما يحب أن يوصفه اصحابه فقط .

أي فوضى تلك تعيشها الساحة الإريترية ؟؟ هنالك أزمة نعم ولا يريد البعض ان يعترف بها لأنه جزء منها ، وخائض فيها حتى عنقه ويمكن أن ندلل على ذلك بأكثر بأكثر من مشهد وأكثر من واقعة .واليكم بعض هذا الوقائع : منذ أربعة سنوات تقريبا وعمليات شق التنظيمات القوية تزداد بفعل فاعل وبدعم خارجي . يعقد ملتقى للحوار ويذهب الجميع هناك دون مراجعة أفاعيل لجنته التحضيرية ثم يتحول الملتقى لمؤتمر ويصدر قرارات ورؤساء التنظيمات والأحزاب يتفرجون، بعد ذلك تصدر نفس هذه التنظيمات بيانات تتنصل فيه عن مخرجات الملتقى الذي تحول لمؤتمر وعلى رؤوسهم ، تذهب نفس تلك القيادة لحضور دعوة ( لسمنار ) دعا إلية الجنرال مسفن الممسك بالملف الإريتري في القيادة الإثيوبية ، دون أن يخطرهم بأجندته ويشتبك المكتب التنفيذي مع رئيسه الذي ينفي معرفته بالأجندة والبعض من أعضاء المكتب التنفيذي يغلق جواله وباب منزله ولا يظهر إلا في قاعة السمنار الذي قاده مستشار رئيس الوزراء الإثيوبي سيمون برخت وعدد من القيادات النافذة في القيادة الإثيوبية ، ولم يصدر حتى الآن ما يفيد عن نتائج ( السمنار ) . تبع ذلك إنعقاد لـــ ( سمنار ) آخر تبرع البعض بتسميته بسمنار النخب الإريترية استمر لعدة أيام وأنتهى بصدور بيان باللغة الإنجليزية إمعانا في ( نخبويتهم ) المزعومة . أمها دومنيكو القائد الذي صرح بأنه سيسلم السلطة للشعب كما أنتخب من الشعب في ملتقى الحوار ـــ لا أدري أية سلطة وأي شعب ــ أوضح في تصريحات صحفية ان السمنار عقدته المفوضية وبتمويل من حلف صنعاء من جهته أوضح مسؤول إعلامه أن المفوضية كان لها أجر توجيه الدعوات فقط ولا علاقة لها بترشيحات عضويته ولا بمخرجاته . رؤساء الفصائل والتنظيمات والحركات كانوا حضورا كمراقبين في السمنار دون أن يبدو أي رأي حول سير المناقشات .جبهة الإنقاذ الوطني التي يتصدر مقعدها الأول المخضرم احمد محمد ناصر بعد طول صمت وقبيل مؤتمر التغيير بأسابيع تصدر بيانا تعرب فيه عن قلقها من مسودة الدستور التي أعدتها ( المفوضية ) وتمت مناقشتها حسب المفوضية في جميع أنحاء العالم ، علما بأن الجبهة عضوا كامل الأهلية في المفوضية ومن المنافحين عنها . هذا نموذج أولي والتنظيمات الأخرى تتململ من المفوضية التي هي اصلا لجنة تحضيرية تحولت إلى جسم سياسي لها فروع وتجمع اشتراكات ولها لجان مساعدة وأعطيت مكانة خاصة في ( سمنار ) النخب .ما يسمى بالنخب -ولا أشك في قدرات بعضهم ونخبويته – يذهبون لسمنار دون أن يعرفوا أجندته ومن أعد أوراقه وما هو الهدف من انعقاده يذهبون هكذا !، وياخذون وقتا طويلا في تعريف ماهية النظام هل هو ديكتاتوري أم طائفي أم شمولي أم أم .. ليخلصوا إلى أنه نظام استبدادي وذلك بعد جدل أكاديمي طويل يعتمد على الذاكرة وشحذها وفذلكة المختبرات السياسية واللغوية ، وتعريفات مدارس الكادر الحزبي القديمة . وكما ورد في التقرير المنشور في مكان آخر في الصفحة هب البعض للتحذير من مثل هذه السمنارات ذات الأجنده الأجنبية والتنصل من نتائجها مسبقا مع أنهم شاركوا في سمنار التنظيمات وممثليهم شاركوا في سمنار (النخبة) .وألمح البعض إلى شيء خطير يحضر له في الخفاء وأنهم سيتصدون له كما فعل القيادي بجبهة التحرير حسن أسد ، بينما قال الكاتب عمر جابر قولا فصلا في ذلك وهو الذي دعا قبل أسابيع لضرورة المشاركة في مؤتمر الحوار لأنه طوق النجاة …. الخ .كل ذلك وغيره يحدث والطاحونة تدور ولا مغيث لشعب يتوزع بين البحار والصحارى ومخافر حراس الحدود وأقبية النظام القائم في اسمرا .. عصابات علنية تبتز اللاجئين وتتركهم في العراء وتتمختر في طرقات كسلا وبورسودان ومخارج البلدات الحدودية الإريترية ولم نسمع بأي فعل من (ناس الكفاح المسلح ) حتى مجرد تهديد كان يمكن أن يجدي !! .تعيش التحالف وملحقاته حالة انعدام وزن وفوضى سياسية عامة من معنى تعريف التنظيم السياسي إلى استخدام المصطلحات والتعريفات الأكاديمية والمعجمية للمعاني والمفردات السياسية إلى الخطاب السياسي .. إلى كل شيء يخلط متعمدا بين السمنار وملتقى الحوار والمؤتمر والاجتماع والإملاءات والنصائح ، وتعريف المنظمات المدنية ووو و …. الخ . أختم بقول أستاذي الراحل سيد احمد خليفة : كان الله في عون الشعب الإريتري .* العنوان مأخوذ من مقولة للفيلسوف الإيطالي غرامشي .* نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية -16سبتمبر2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى