مقالات

مصر تقوم بالترحيل القسري لمئات اللاجئين الإرتريين: طاهرمحمد علي *

16-Jun-2008

المركز

ترجمة تقرير منظمة العفو الدولية والتعليق عليه
مادفعني للكتابة في هذا الموضوع التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية يوم الخميس 12/6/2008م ، ونشر بالإضافة الي موقعها الرسمي في العديد من المواقع المهتمة بالشأن الإنساني

عامة والارتري خاصة وجاء التقرير بعنوان (السلطات المصرية تقوم بممارسة العودة القسرية ضد طالبي اللجوء من إرتريا ) وفي مايلي سأقوم بترجمة مختصرة لأهم ماجاء في التقرير الذي ورد في صفحتين.اشار التقرير بأن السلطات المصرية قامت بإعادة مجموعة تتكون من (200)شخص قسريا الي إرتريا ، وذلك في ليلة الحادي عشرمن يونيوالجاري ، كما أن السلطات المصرية تواصل استعدادتها لإعادة حوالي (1400)إرتري في الفترة القادمة ، ويتم ذلك بعد رفض مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بمصرقبول اي طلب لجوء لهؤلاء بالرغم من المناشدات التي قدمت اليهم من مختلف الجهات ، وبالرغم من علم السلطات المصرية تعرض هؤلاء الارتريين لخطر التعذيب بعد عوتهم لإرتريا ، الا أن السلطات المصرية ماضية بالإستمرار في عملها حيث حددت موعدا اخرا للقيام بعدد من الرحلات الجوية الخاصة الي إرتريا ، وفي هذا الإطار علمت منظمة العفو الدولية بأن مجموعة أخري تتكون من (169)شخصا من طالبي الجوء قد تم ترحيلهم قسرا الي إرتريا وذلك في ليلة يوم 12من يونيوالجاري ، وقد تم نقل هؤلاء من معتقل نصرالنوبة للشرطة والذي يقع بالقرب من مدينة أسوان الي سجن قوات الأمن المركزي بمنطقة شلال –جنوب سيناء ، كما اشار التقريرالي وجود ميئات من طالبي اللجوء في سجون عديدة بمدينة أسوان ، كما يوجد عشرات أخرون في معتقل القناطر والذي يقع بالقرب من مدينة القاهرة ،واضاف التقرير أن حوالي (700)معتقل إرتري يوجدون في مدينتي الغردقة ومرسي عالم اللتان تقعان بالقرب من البحر الأحمر ، وجاء في التقرير ايضا نقلا عن محاموا الدفاع لهؤلاء المعتقلون في مدينة أسوان أن السلطات المصرية قامت بنقل (200)شخص من هؤلاء الذين كانوا يتواجدون في سجن مدينة الغردقة الي أسوان تمهيدا لترحيلهم الي إرتريا.وورد في التقرير أيضا أن عدد(200)ارتري الذين تم ترحيلهم الي إرتريا في الحادي عشر من يونيوالجاري كانوا معتقلين في سجن الامن المركزي بمدينة أسوان ، ونقلا عن محامي الدفاع بأنهم قيل لهم سيتم نقلهم الي مكتب المفوضية السامي للامم المتحدة لشئون اللاجئين بالقاهرة ، الا أنهم اخذوا مباشرة من السجن الي مطار أسوان خلاف ماوعدوا به حيث تم وضعهم في طائرات خاصة ونقلهم قسريا الي إرتريا ، وقد حاول محاموا الدفاع الوصول اليهم في ذلك المساء لكنهم منعو من ذلك . وجاء في التقرير إن إعادة هؤلاء الي إرتريا يعني تعريض حياتهم الي الخطر حيث يتم وضهم في السجون الإنفرادية في ظروف قاسية لمدة غير محدودة يعرضون فيها للتعذيب ومعاملات سيئة للغاية بدون محاكمات . وجاء في التقرير أن طالبي اللجوء تدفقوا الي مصر منذ فبراير الماضي عبر حدودها الجنويبة مع السودان اوعن طريق البحر ، وأن بعض هؤلاء من الذين تحصلوا علي حق اللجوء في السودان لكنهم فروا الي مصر لتجنب اعادتهم قسرا الي إرتريا من قبل السلطات السودانية . وقد وجهت الي المئات من هؤلاء تهمة الدخول الي مصر بطريقة غير شرعية ، وحكم عليهم لمدة شهر مع وقف التنفيذ الا أنهم ما زالوا في السجون رهن الاعتقال بأمر من وزير الداخلية المصري . واكتفي بهذا القدر من التقرير بالرغم أنه تضمن معلومات اضافية اخري لكن أهم مافيه والملح بالنسبة لنا هو ماأوردته . وتجدر الإشارة بأن السلطات المصرية قامت بهذه المهمة الأجرامية متجاهلة الدعوة التي صدرت من مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة للشئون اللاجئين ، حيث دعا كافة الدول الي عدم الترحيل طالبي ا للجوء الإرتريين الي بلادهم في وقت سابق ، وذلك نسبة لسجل حقوق الإنسان السيئ في إرتريا ، وهي الدعوة التي لبتها إسرائيل التي وصل عدد اللاجئين فيها الي (2000)شخص خلال الفترة الماضية ، وذلك بالرغم من الطلب الرسمي الذي قام به سفير إرتريا لدي إسرائيل(تسفارماريام تخستي) بتسليم هؤلاء الي إرتريا لكي يساهموا فيما سماه عملية تنمية البلاد ، وهذا الطلب رفضته إسرائيل بعد إستشارة سفيرها في إرتريا والذي رد قائلا (أن مصير هؤلاء بعد عوتهم سيكون وضعهم في صفوف واطلاق النار عليهم او وضعهم في غرف التعذيب) . وهو ما أغضب السفير الارتري في إسرئيل حيث قدم مذكرة احتجاج الي الخارجية الاسرائيلية ، الا إن إسرائيل لم تعطي اي أهمية للاحتجاج الارتري ، واصدر وزير الداخلية الاسرائيلي قرار بمنع تسليم أي إرتري مبررا ذلك بطلب قدم اليهم من الامم المتحدة ، واعطاء عدد (500)إرتري في المرحلة الاولية اقامات مؤقتة واتاحة فرص عمل ومأوي لهم . ونختم هذا الموضوع بتسجيل الملاحظات التالية : 1/ هذا الموقف غير إنساني وغير كريم ويتنافي مع كل المواثيق والإتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان ولاسيما المتعلقة منها بحقوق اللاجئين . 2/ كان لجمهورية مصر العربية مواقف مشرفة تجاه القضية الارترية تأريخيا ، فما كان لها أن تقوم بمثل هذا العمل المشين المسيئ ، والذي يعد مشاركة عملية في ممارسة التعذيب النفسي والجسدي ، واهانة حقيقية لكرامة الإنسان الإرتري وتعريض حياته للخطر . 3/ تحويل النظر في المخالفات لهؤلاء اللاجئين من سلطات الشرطة الي سلطات الأمن المركزي مباشرة بعيدا عن الأجهزة العدلية والقانونية يعد إجرءا غير قانونيا وغير عادل وغير مبرر. 4/ حجب معلومات اساسية عن محامو الدفاع واعطائهم معلومات خاطئة ومضللة يعد إنتهاكا صريحا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، لاسيما اللاجئين الارتريين كانوا تحت التحقيق .5/ نناشد كل التنظيمات والقوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني الارترية بأن تتطلب من مصر الترا جع عن خطوتها غير الانسانية فورا. * مركز دراسات القرن الإفريقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى