مقالات

رسالة الي الديكتاتور.. مت او ستموت بقلم / محمد قناد

14-Sep-2014

عدوليس

ارضيت غرورك عشرون عاما او يزيد، نفخت في اذان الممسوخين طرباً وغناء، وتحت الارض جعلت سكن ضيق للاحرار، وفوقها فتيات المدارس يرسمن البسمة علي شفاه تخاف لو عبرت ما بداخل النفس ان يكون مصيرها تحت التراب، وعلي اطراف الشوارع نثرت اعينك، واصبح الكلام همساً تخاف القلوب ان تسمعه الحيطان، جعلت الوطن مأتماً اسود لعويل الأمهات وصراخ الذين تعذبهم من أجل إطعام سادية جندك الأجلاف.

كل شيء اصبح اسود في عهدك حتى البحر، وسهول الزرع تغير لونهم بعد ان غابت شمس الحياة، خنت صخور الساحل التي حمتك من رصاصة الاستعمار، بعت الوطن في المزاد، وبأسم الوطن هدمت المقدسات، قتلت وسحلت حتى اصبح الشعب في عينيك -ذات الشرر- اعداء يبحثون عن القاتل الذي هو انت، لم تحترم دم الشهداء ورفقاء الميدان واشجع الرجال، غدرت ببعضهم حين واجهوك بالجرم واختلقت حرباً لمن تبقى منهم كي تزفهم اعراسا في سبيل الوطن.الان وقد انقشع الضباب، و أحلك الليل منذراً لك بالنهايات، ومفرحاً للمقهورين بتباشير الصباح، الان أيها الغارق في دماء الأبرياء قد أفل نجم الصباح الخداع، والشمس تهب الضياء لاجساد تتوق لاشعتها كي تحيا من جديد بعد الممات، الأن تبكي علي صفحات التاريخ بعد ان عرفت النهايات، والان كل ما تحتك مسجور ينتطر الأنفجار، ايام وليالي مضت علي سبيل الخداع، غازلت الاشياخ والبحر وصخور الساحل الصماء، وكل الذين جمعتك بهم سنين النقاء، حتى النوارس غابت من بحرنا تنتظر موسم العودة حين تطلق رصاصات الفرح في سماء الوطن المستباح من ذئابك.جئتنا تقول دستور وعهد جديد، حرية وقضاء، صحافة و ادباء، تقول كل الذي كان حلم الثورة بعد ان اضحيت انت المستعمر وتشكل جبل هدير الثورة من جديد في صدورنا، لن ننسى لك شيئاً مما فعلت، لن نتسامح او نغفر لك في القصاص، نطلب الثأر، ونطلب ان يأخذ كل ذي حق حقه، فأنت أول المدعوين للمقصلة، وانت اول الذين يتقدمون صف التصفية التي انتهجتها علي رقاب من خالفك، التاريخ لن يرأف بك، لن يتسامح مع امثالك من غدروا بكل شيء، لن يغفر لمن خان الشهداء، وجعل الارض بورًا تتصحر بظلمه وتهجرها ربيع الازمان.أدري بانك ترى الصبح في اعين المسجونين وتقهرك نظراتهم وهم مقيدون، وانهم حتماً ثائرون علي مجدك الزائف لا محال، لذا جيئتنا تطلب الغفران، هذا محال ايها المحتال، لا نملك صك غفران ولا تميمة من شيخ دجال يخدعنا بأسم التسامح والرحمة التي لا تستحقها، فالدم في عرفنا وتقاليد الاجداد وشرايع السماء دين في الرقاب يبرئ به للديان، فلن تفلت ولن تهرب، فالأرض ستضيق عليك فإما تموت بيدك او بأصوات الثورة من أثر الخوف حين يتضخم في صدرك هول المشهد ليقفل شرايين الهواء.خذ دستورك وعهدك وكل الذي اعدت حياكته من جديد ليأتي علي مقاس نعليك او خصر ولي العهد علي طريقة بيونغ يانغ، خذه بعيداً عن اعين اليتامى، ومن لا يعرفون أين الأب والأخ، اماتوا ام احياء، هؤلاء لن يصطفوا في صفوف ديمقراطية زائفة، انهم ينتظرون من يقدم لهم السلاح كي يعزفوا من جديد لحن الحرية ويدكوا سنين التيه وتوهان الشعب بعد الحرية، سيعيدون البوصلة الي مكانها والرصاصة ستتوجه الي صدر كل الذئاب وما اكل حلم الثورة من اسباع البراري التي ادخلتها مدن كانت يملؤها الورد في الصباح.خذ بعضك وارتمي في الجحيم، هناك سكنك واصدقائك من هم رسموا دربك من اشباهك الذين صنعوا الاثنين الاسود، ارتحل اليهم واعبر معهم خط الظلام كي يبتلعك وحش اعددته وخلقته بيدك، فلا صلح ولا تصالح، لا عهدا ولا ميثاق مع امثالك، فالعهد للرجال الأوفياء، والميثاق يعقده اولي الشرف، من يتقدمون الصف في يوم صبيحة، واعلم كل من يهادنك الان قد باع القضية، وسيرتحل ليس خلفك بل معك في ذات الهلاك الذي ينتظرك، بعث الثورة مستطاع وموت العدالة مستحيل…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى