مقالات

آياد ارتريـة بيضـــــاء : محمد صالح مجاوراى

6-Mar-2013

المركز

أسعد كثيرا كلما سمعت بالمساهمات الخيرية التى تقوم بها المنظمات الخيرية التى تأسست من قبل أبنـاء ارتريا فى المهجر والتى تعددت مؤخــرا لتشمل قارات أوروبا واستراليا وأمريكا الشماليـــة. فنرى منظمات مثل ايثار وأراها والمنظمة الأرترية الأسترالية للعون الإنساني ومنظمة بين أند بيبر والمؤسسة الارترية للعدالة الاجتماعية والتنمية وهيلينج بريدجز والمجلس الاسلامى الارترى وغيرها من المنظمات الخيرة تقوم بمشاريع مثل بناء المدارس وحفر الابار وتقديم المستلزمات الدراسيــة وتوزيع المواد الغذائيــة وغيرها من احتياجات ماسة للاجئــين. وهذه جهود مقدرة تساهم كثيرا فى تخفيف المعاناة ولكن تكمن أهميتها فى أنها جهود ارتريـــة خالصـة. لسنــين عديدة ظللنا ننظر لمشاكل اللاجئين واحتياجاتهم على أنها مسئولية محصورة فى منظمات الامم المتحدة والصليب الاحمـــر وغيرها من المنظمات الدوليـــة.

وكان مما يؤسف له أن كثيرا من منظماتنا السياسيـة لم تقدم حلولا عمليـة تساهم فى تخفيف معاناة اللاجئين اللهم الا ماكان من مناشدات تذيل بيانات هذه التنظيمات فى ختام اجتماعاتها ومؤتمراتها تطالب فيها المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته تجاه اللاجئين. لوأحصينا المنظمات السياسية فى الساحة الارترية اليوم لوجدناها قد تجاوزت الثلاثون منظمة. كلها تتحدث باسم الشعب الارترى ولكن المنظمات التى تقدم خدمات ملموسة لهذا الشعب وخاصة فى أوساط اللاجئين الارتريين لاتتعدى أصابع اليد للأسف الشديد. مع قلة عددها تقوم هذه التنظيمات عبر واجهاتها الاجتماعية بجهود جبارة تتمثل فى تسيير العديد من المدارس والمراكز والعيادات الصحية كما تكفل آلاف الأيتام من أبناء اللاجئين. لابد لى هنا – كمتابع لشئون اللاجئين وزائر لمخيماتهم من وقت لآخر – من تسجيل كلمة شكر وعرفان لهذه الأعمال الجليلة التى تقوم بها هذه التنظيمات والتى لاتجد فى كثير من الاحيان تغطية اعلامية تستحقها فضلا عن الاشادة بها. ان الانشغال بالعمل السياسى دون الاهتمام بمساعدة الانسان الارترى فى محنته وتعليمه وتنميـة قدراته لهو جهل بالعمل السياسى. فالعمل السياسى انما يهدف الى اصلاح الاوضاع فى البلاد والقيام بالتغيير المنشود وأداته فى ذلك الانسان الارترى والاسرة الارترية . فكيف للانسان الارترى الذى هو أداة التغيير المنشود أن يقوم بهذه المهمة وهو المنهك فى جسده، لايجد لقمة عيشه، وتمنعه الظروف الاقتصادية حتى أن يبعث بأولاده الى المدارس ، تتخطفه عصابات الاتجار بالبشـر فى المخيمات دون أن يجد حماية. اذا كنا نؤمن بأن الانسان الارترى هو عامل التغيير الأساسى فى العمل السياسى فعلى تنظيماتنا السياسية أن تولى مسألة تنمية الانسان الارترى وخاصة اللاجئين منهم الاهتمام الكافى. والمعادلة الصحيحة هى أنه كلما كان اللاجئ الارترى فى وضع أفضل معيشيا وتعليميا وتنمويا كلما انعكس ذلك ايجابيا فى جهود المعارضة وقوتها. كلما رأى الانسان الارترى هذه التنظيمات السياسية تقف بجانبه فى محنته وتخفف من معاناته كلما ساندها ووثق بها وبأهليتها للقيادة. ان اللاجئين الارتريين كانوا وما يزالو الرصيد المهم للمعارضة الارتريــة لأى عمل سياسى أو عسكـرى تقوم به.جميل أن نرى هذه الصحوة من قبل أبناء ارتريا فى المهجر فى السنوات الاخيرة وأخذهم زمام المبادرة بأنفسهم لمساعدة أهليهم واخوانهم من اللاجئــين الارتريــين فى دول الجوار. جميل أن نؤمن بأننا قادرون على أن نقوم بأكثر من مجرد مناشدات فارغة. جميل أن نؤمن بأننا بتفعيل قوانا وقدراتنا الذاتيــة وتفعيل علاقاتنا مع من حولنا يمكننا من تقديم يد العون لاخواننا فى مخيمات اللاجئين فى السودان واثيوبيـــا وغيرها من دول الجوار. وختاما كلمة شكر واجلال وتقدير لهذه المبادرات الذاتية ولهذه الايادى الارترية البيضـاء.3 مارس 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى