أخبار

المعتقلون والمختفون قسراً .. في معتقلات نظام اسياس افورقي بقلم/ الحبيب حامد محمد شريف

30-Aug-2015

عدوليس ـ ملبورن

تحل علينا الذكرى السنوية لليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري في الثلاثين من أغسطس سنويا؛ والنظام الاريتري لا يزال مستمراً في ممارسة أبشع الانتهاكات لحقوق الانسان دون أدنى مراعاة لأي قوانين دينية او عرفية او حتى القانون الدولي الذي يجرم هذه الأعمال الشنيعة، ولا يبالي ان هناك اهتماماً عالمياً بهذه القضية، حيث يتعمد النظام الحاكم في اريتريا بالنيل من كل صاحب فكر وكلمة.

إن ممارسة الاختفاء القسري للمعتقلين مازالت تشكل جزءاً من الانتهاكات المستمرة في إرتريا وهو ما يعتبر مخالفة صريحة للقوانين الدولية لحقوق الإنسان والمعاهدات والمواثيق التي تعتبر أن ممارسة الاختفاء القسري وما ينجم عنها انتهاكاً خطيراً لميثاق الأمم المتحدة وبشكل خاص الإعلان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 18 يناير 1992 والخاص بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري واعتبر كل عمل من أعمال الاختفاء القسري جريمة ضد الإنسانية. وفي تجاهل تام لجميع هذه المبادئ.. يقوم النظام الحاكم في إرتريا باعتقال آلاف المواطنين بحيث لا يتاح لهم إمكانية الاتصال بالعائلة أو طلب المساعدة القانونية؛ ولا تصرح الجهة الأمنية التي تقوم بالاعتقال عن نفسها أو عن سبب الاعتقال، وأحيانا يحدث الاختفاء بعد أن يتم استدعاء الشخص المطلوب إلى أحد الجهات الأمنية وذا تم السؤال عنه من قبل ذويه يتم إنكار وجوده لديهم، و يتم الحاق الأذى بمن يسأل عن أقاربه لدى الجهات الأمنية.هذا ما يعانيه الشعب الإرتري منذ بواكير تحرير اريتريا من الاحتلال الاثيوبي في العام 1991م اذ اعتقلت العصابة الحاكمة في إرتريا المئآت من المثقفين والمدرسين لتوردهم في معتقلاتها بلا اي ذنب اقترفوه غير انهم من نخبة الشعب. وعند اعلان استقلال اريتريا في العام 1993م فرح الناس بالاستقلال وتراقصوا وهللو وكبروا فرحا وأُنسا بنيل (وطنهم) اريتريا استقلاله إلا أن النظام الحاكم لم يترك الشعب حتى تكتمل فرحته؛ فرأينا افورقي يقلب الوجه الآخر الذي لا يعرفه سوا المتخصوصون والضالعون في السياسة (حيث كان عامة الشعب لا يبالي بمن يحكمه بل كل كل همه ان يكون وطني من عمق اريتريا) .. قلب الوجه القبيح وتجبر وطغى في الأرض فساداً وقتلاً وأسراً للآف المواطنين الابرياء الذين لا حول لهم ولا قوة سوا انهم ممن يشار اليهم بالبنان في البلاد من المدرسين بالمعاهد، والمثقفين، والفنانين، والزعماء .. لم يبقي (بضم الياء) في ارتريا الى المتردية والنطيحة وما اكل السبع.حتى انه لا توجد هناك احصائيات دقيقة تقدر اعداد المسجونين او المختفيين قسرا فضلا عن اماكن ومٌدد احتجازهم.ولم يذق الارتيريون يوما يشعرون فيه بطعم الحياة كسائر الشعوب، يتعرضون للفقر والمجاعة وانعدام الأمن وفرار الابناء والبنات الى المجهول.وهناك معلومات تتحدث عن سجون ومعتقلات تحت الأرض ومقابر جماعية لا تحصى ولا تعد.وتصف منظمة العفو الدولية في تقريرها للعام 2014م الوضع في إرتريا بقولها (هناك قيود مشددة على حرية التعبير وتكوين الجمعيات. وظل التجنيد العسكري إجبارياً، وكثيراً ما كان يُمدد لأجل غير مُسمى. وظل آلاف من سجناء الرأي والسجناء السياسيين محتجزين بصورة تعسفية في ظروف قاسية. وشاع التعذيب وغيره من صنوف المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة. وما برحت أعداد كبيرة من الإريتريين تفر من البلاد).وقد ظلت آلاف العائلات تكابد لوعة الألم والحسرة على مصير ذويها منذ “اختفائهم” تنتظر الفرج بقدوم ابنائها ممن اختفوا قسرا على يد العصابة الحاكمة في اريتريا، نساء لايدرين اين ازواجهن ومتى سيعودون وابناء لم يروا اباءهم البتة؛ وامهات ابيضت أعينهن من الدمع حزناً على ابنائهن الى متى يستمر بنا هذا الحال.قطعاً سينتهي هذا الوضع المأساوي الذي نعايشه يوماً ما، بل ربما في القريب العاجل، اتحدث هنا عن هذه العصابة التي تحكم البلاد، بل وسينتهي الظلم من بلادي الغالية، ونستنشق طعم الحرية لكن لن نسامح المعتدين، وسنعمل على تقديمهم للمحاكمة وحينها نعمر الأرض ونسقي الحرث ويعم الأمن والسلام ربوع ارتريا، والى ذلك الحين أقول يجب على كل الارترتيين، ترك الخلافات القبلية والجهويةوالحزبية جانباً والتماسك من أجل نهاء معاناة الشعب الارتري والتخلص من النظام الجائر الذي يحكم البلاد بالحديد والنار.على الشباب الارتري دوراً كبيراً لتغيير مأساة هذا الشعب المقهور، وذلك بتكوين منظمات لحقوق الانسان ومنظمات لحصر وتوثيق اوضاع المعتقلين والمختفيين قسراً، حتى لا يذهب حقهم سدا، ونضمن محاكمة كل من تسبب في ذلك متى ما تيسر ذلك.وعلى كل اريتري غيور التحرك بحسب قدرته الى تغيير الوضع في اريتريا وجمع الادلة لتقديمها للمنظمات والمحاكم الدولية، والضغط على دول العالم الاول من اجل الضغط عن النظام الحاكم بالكف عن الممارسات التي يرتكبها بحق الشعب الأعزل،عن حتى تنعم البلاد بالامن والاستقرار الذي تستحقه كسائر بلاد العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى