أخبار

المركز ينشر إحدى الحوارات التي أجراها مع المناضل سيوم عقبامكئيل

18-Dec-2005

المركز

حاوره : عبدالرازق كرار – جمال همد – أحمد عوض
سيوم عقانكئيل رئيس جبهة التحرير الإرترية ـ المجلس الثوري شخصية فرضت نفسها على مسرح الأحداث ، والحوار معه هو تقليب لذاكرة صقلتها تجارب التاريخ ، وأكسبتها معايشة الواقع في الداخل والخارج البعد الكافي للتشخيص واقتراح الحلول . سيوم يذهلك بدقة اختياره لمفرداته وانتقائه لمصطلحاته ، وترتيب أفكاره وانتقاله السلس عبر الترتيب الموضوعي للأحداث .قد تتفق أو تختلف معه ولكنك في كل الأحوال تحترمه وتقدر عطاءه .هادئاً واثقاً من طرحه ، استجاب للقائنا والإجابة على تساؤلاتنا ، اذا هذه سياحة في أفكار الرجل ومواقف التنظيم فإلى مضابط الحوار.

نهنئ الشعب السوداني بالسلام وسينعكس إيجاباً على إرتريا والمنطقة لا توجد سياسيات اقتصادية في إرتريا والأمر أشبه بعصابات المافيا والنظام يعتمد على التهريب المنظم المعارضة الإرترية الآن أكثر نضجاً وخبرة وسيكون لذلك انعكاساته الإيجابية ملف حقوق الإنسان كان أول ضحايا النظام القمعي في إرتريا الأستاذ/ سيوم في تقديركم ماهي انعكاسات السلام في السودان على الوضع الإرتري بصفة عامة والمعارضة الإرترية على وجه الخصوص ؟توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية هو حدث تاريخي وطبعا جاء نتيجة لحوارات جادة طويلة وعميقة ، ويعتبر إنجاز كبير في مجال السلام والاستقرار وتطور الحياة في السودان ، ونحن كمجلس ثوري وكل الإرتريين نهنئ الشعب السوداني بهذا الإنجاز وهذه المناسبة العظيمة .أن تأثير الاتفاق على إرتريا هو تأثير إيجابي لأن السودان يعتبر خلفية وظهر للسودان وبالتالي أي عدم استقرار أو ضعف يؤثر في الوضع في إرتريا ، نحن كمعارضة إرترية ننظر لهذه الاتفاقية باعتبارها نموذجاً يجب أن تحذوه الدول الأفريقية ، لأن معظمها تعاني من مشكلات داخلية تستنزف مواردها البشرية والاقتصادية ، نأمل أن تستفيد هذه الدول من هذا النموذج ، كما نتمني أن يوفق الطرفان للالتزام وتنفيذ الاتفاقية كما وفقوا في إيجادها ، ونأمل إيجاد ذات النموذج في إرتريا حتى يعم الاستقرار والسلام والديمقراطية .كنتم داخل التحالف الوطني وأنتم الآن خارجه ما هي أسباب خروجكم وما هو تأثير ذلك عل قوى المعارضة الإرترية ؟المجلس الثوري هو من المؤسسين لتجمع القوى الوطنية الإرترية التحالف الوطني لاحقاً وبدأت الفكرة من خلال مشاورات ثنائية بين التنظيمات هذه الاتصالات هيأت الجو لقيام تحالف وهو ائتلاف لتنظيمات مختلفة في البرامج والأفكار ، ورغم هذا الاختلاف جاء التحالف كضرورة موضوعية مرتكزاً على نقاط الاتفاق بين التنظيمات الوطنية ، فمهما اختلفت هذه التنظيمات تتفق على ضرورة إسقاط هذا النظام الديكتاتوري ، وإنجاز مهام المرحلة الانتقالية حتى تسلم السلطة للشعب ، والعمل على تحقيق السلام والتنمية والوفاق السياسي والاجتماعي ودمقرطة الحياة السياسية لكل ذلك جاء التحالف .الفترة الماضية من عمر التحالف كانت فترة بناء ثقة بين مكونات التحالف أكثر من كونها فترة تنفيذ برنامج عمل مشترك ، لأن تنظيمات التحالف كان بينها عبر التاريخ كثير من الصدامات والمرارات استمرت لسنين ، هذه الخلفية كانت فعلا تحتاج لمرحلة بناء ثقة بين الأطراف المختلفة ، الاجتماع الخامس لهيئة القيادة العليا للتحالف كان منوط به الانتقال إلي مرحلة تنفيذ برنامج عمل مشترك ، وقد دخلنا الاجتماع بعقل وقلب مفتوحين ولكن ( تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ) فحدثت سلسلة من الأحداث أدت إلى حالة من التناقض بيننا وبين الاخوة في التحالف لأننا رأينا أن ذلك يتعارض مع المبادئ الأساسية لوحدة الشعب الإرتري ، ولذلك سجلنا موقف وهذا الموقف فهم منه أو أريد تفسيره بأنه انسحاب من المجلس الثوري رغم تأكيدنا المستمر بأننا أعضاء في التحالف ، ونحن في النهاية لم نخرج من التحالف من تلقاء أنفسنا ولكن أتخذ قرارا بتجميد عضويتنا .الآن وقد تجاوز الزمن تلك المرحلة نؤكد أن الحوار هو الحل لكل المشاكل ، هذا الحوار يجب أن يستند إلى الاحترام المتبادل بين الجميع واحترام خصوصيات التنظيمات ، لكل تنظيم خطوط حمراء لا يستطع هو تجاوزها ولا يسمح للآخرين بتجاوزها كذلك ( حرية الفرد يجب أن لاتتعدي بيئة أنف الغير ) نحن في المجلس الثوري عبر تاريخنا الطويل دفعنا ثمناً باهظا للحفاظ على خطوطنا الحمراء ومبادئنا لأنه لا يجوز في تنظيمنا التعامل تكتيكياً مع هذه المبادئ مهما حصل .أن استعادة المجلس الثوري لعضويته في التحالف أمر قد تجاوزته الأحداث والتنظيمات اليوم خارج التحالف الوطني الإرتري تكاد تساوي التنظيمات التي في داخلة بالتالي لابد من إيجاد صيغة جامعة للكل في ائتلاف يوحد معسكر المعارضة لتوجه مهام المرحلة بجد واقتدار .يتحدث الخطاب السياسي للمعارضة دائما عن انهيار نظام أسياس أفورقي لكن عملياً ليس هنالك ما يؤكد هذا الادعاء ؟أولا : عندما نتحدث عن انهيار النظام يجب أن نضع في الاعتبار المرتكزات والعناصر الأساسية التي يعتمد عليها النظام مثل الرضا الشعبي الوضع الاقتصادي والمكانة الدولية وعلاقات الجوار ، هذا النظام خلال هذه الفترة فقد كل تلك العناصر التي تجعله يستمر في إدارة البلاد ، الآن هذا الوضع يختلف كلياً عما كان عليه في عام 1991م إبان الاستقلال حيث كانت النظرة للجبهة الشعبية حينذاك بأنها فصيل تحرري استطاع أن ينجز عملية تحرير التراب الإرتري ، لكنه استغل هذا الوضع وهذا التعاطف في توطيد أقدامه على حساب القوى الأخرى وأصبح يستفز الجميع بأنه الذي جلب الاستقلال وأنه الأدرى بمصالح الجميع .ثانيا : كان هنالك دعم واسع من قبل دول الجوار والمجتمع الدولي واستطاع النظام في بداية التسعينيات من خلق علاقات ، لكن هذه العلاقات لم تستمر طويلا بفعل تصرفات النظام الخرقاء وهكذا النظام يفقد كل يوم عنصراً من عناصر بقائه نتيجة لسياسته الهدامة وحروبه الطائشة ، هكذا دمر النظام فرصة العلاقات والاقتصاد والجماهير وبهذا نستطيع أن نؤكد أن عملية الانتحار تسير بسرعة فائقة .الانهيار هو عملية مستمرة يفقد فيها النظام كل يوم عنصراً من عناصر بقائه أما يوم السقوط الذي يصبح فيه النظام رماداً فهو تتويج لتلك العملية المستمرة وهو آت ولن يكون بعيدا ً.الأستاذ/ سيوم نرجو أن تحدثنا عن الأوضاع والسياسات الاقتصادية في إرتريا ؟ابتداءاً لا نستطيع أن نستخدم كلمة اقتصاد بكل مدلولات الكلمة ، ولايمكن أن نتحدث عن تقدم الاقتصاد أو تراجعه لأنه لا توجد سياسية اقتصادية ولا توجد معايير لتشخيص الاقتصاد الإرتري ، لأن الاقتصاد يسير وفق قرارات يومية تصدر من مكتب الرئيس ، الأمر أشبه بعصابة المافيا ، حيث لا توجد قواعد اقتصادية للصادرات والواردات ولا للملكية ولا لتوزيع الأراضي ولا للاستثمار ، أي اقتصادي يزور البلاد يدرك تلك الحقائق ، فلا يمكن أن نحدد مؤشرات لسياسات زراعية أو صناعية أو بيئية ولا يمكن أن تلك السياسات بأنها جيدة أو سيئة .يعتمد هذا النظام على شركات تساعده في استغلال موارد البلاد عبر اتفاقات سرية أشبه بعمل اللصوص وهي اتفاقات غير قانونية وغير شرعية بطبيعة الحال .كذلك هذا النظام فصل بين مقومات الإنتاج فصل بين الإنسان والأرض كل الشباب هم الآن إما في معسكرات التدريب والسخرة أو في جبهات القتال ، أي زيارة لريف الإرتري المنتج لن تجد سوى العجزة من النساء والرجال لهذا يعتمد الشعب الإرتري على الاغاثات وفق أخر التقارير الصادرة من المنظمات الدولية .أما في المدن فإن النظام هو المسيطر على الواردات وحتى البيع بالتجزئة تتم عبر كوادر النظام ولا أبالغ أن قلت حتى بيع الطماطم في الشوارع تتم عبر ذات الكوادر .الأمر الآخر يعتمد هذا النظام سياسة التهريب كمورد أساسي لجلب العملات الصعبة فهو يدخل في صفقات تجارية مع شركات لتصدير الإبل والبن والسمسم والصمغ العربي ويعمل على تهريبها من السودان وإثيوبيا ثم يصدرها على أنها منتجات إرترية ، لا يكتفي بذلك بل يعمل على تخريب اقتصاديات الدول المجاورة عبر تهريب العملة المزورة السودانية والإثيوبية لكل من السودان وإثيوبيا .هذه إشارات عامة فنحن لا نملك كمعلومات تفصيلية لأن طبيعة النظام من الصعوبة أن تتحصل معها على المعلومات ، هذا النظام فاق كل الأنظمة الديكتاتورية عبر التاريخ وحتى أنظمة مثل ( هتلر) يمكن تقييم نظامه الاقتصادي ولكن في إرتريا يصبح ذلك مستحيل .ملف حقوق الإنسان في إرتريا ملئ بالتجاوزات هل يمكن أن تحدثونا عن ذلك ؟مشروع السلطة الذي أتت به الجبهة الشعبية هو مشروع يكبل الأيدي ويقصي الأخريين ، وبالتالي كان ملف حقوق الإنسان أول ضحايا هذا النظام ، فالحرية تعني استرداد الكرامة بالدرجة الأولى وليس طرد المستعمر فقط ، معاني الحرية هي استرداد هويتنا الوطنية وكرامتنا الإنسانية وحقوقنا كبشر ، لكن كل ذلك لم يكن في أولويات النظام بل كان كل همه الانفراد بالسلطة ، اليوم الإرتري يعيش في بلده ككتلة من الدم واللحم دون كرامة ودون حقوق .إرتريا أصبحت سجناً كبيراً ، إذا سلمت على شخص تراوده الشكوك ويفسر هذا السلام ، أما الحديث عن تنظيم الإرتريين أنفسهم في نقابات أو منظمات هو من المحرمات ، الخيارات أمام الإرتري أما العيش دون كرامة أو الفرار من البلاد ، لذلك نجد أن اكثر من نصف سكان إرتريا يعيشون خارجها الآن ، لم يكن أحداً يتوقع أن يتجاوز الشعب الإرتري كل تلك المحن والمآسي ليصل به الحال لما وصل إليه الآن.الأستاذ/ سيوم : هل صحيح أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية قد حجبوا الدعم عن النظام الإرتري نتيجة تجاوزاته في ملف حقوق الإنسان ، وهل استطاعت المعارضة الإرترية بناء علاقات مع هذه القوى الدولية ؟هنالك تطورات إيجابية في الموقف الأمريكي وكذلك موقف الاتحاد الأوروبي ن قبل سنوات كان من الصعب إقناع الأمريكيين والأوروبيين بأنه توجد ديكتاتورية في إرتريا تحطم كل قواعد الحياة ، وكان المسئولين في هذه الدوائر يقابلوننا باستنفار ورفض لهذه الحقائق ، لأنهم كانوا يعتقدون أنه من المبكر الحكم على هذا النظام ، وعلى هذا الأساس كان الدعم مستمراً، نحن واصلنا من جانبنا بكل صبر مد هذه الدوائر بالمعلومات التي تؤكد قناعتنا ، ساعدنا في ذلك تصرفات النظام الغير مسئولة في تعامله مع الآخرين واستهتاره بالأعراف والقوانين الدولية .السفارة الأمريكية في بريطانيا مثلا رفضوا كل الحقائق والمعلومات التي قدمناها لهم عن طبيعة هذا النظام في منتصف التسعينيات وقالوا أن وصف النظام بالديكتاتورية مبكر جدا ، جادلنا نحن لتأكيد وجهة نظرنا ، الآن في آخر لقاء معهم موقفهم تغير تماما وقالوا أن النظام في إرتريا أكثر من ديكتاتوري ، ومع ذلك لا نستطيع أن نقول انهم أوقفوا دعمهم للنظام كلياً ، ولكن يمكن أن نقول أنهم أوقفوا دعم مشاريع التنمية لأنهم وصلوا لقناعة أن أي دعم للنظام يذهب لتقوية أجهزته القمعية ، خاصة وأن كل المؤسسات التي مولت مشاريع في إريتريا اصطدمت بعقلية النظام التي تطالبهم بتسليم الأموال في حين يطالبون هم بالإشراف على المشاريع حتى يتأكدوا من سير المشروع ، لكن الدعم الاغاثي مستمر لتفادي المجاعات وتكرار تجربة اللجوء مرة أخري وحينها يضطر المجتمع الدولي لانفاق أضعاف المبالغ التي يقدمها الآن .هذا الوضع بالتأكيد في صالح المعارضة ولكن هذا لايعني أنهم بمجرد أن فقدوا الثقة يتحولوا لدعم المعارضة فالأمر ليس ميكانيكياً بهذه البساطة بل الأمر يحتاج إلى حوار وجدية من المعارضة حتى يقنعوا هذه القوى بأنهم البديل المناسب والديمقراطي لهذا النظام القائم . نحن كمجلس ثوري من خلال اتصالاتنا تدرك هذه القوى بأن تنظيمنا يمتلك قاعدة جماهيرية وعلاقات دولية وطرح موضوعي يعتمد على الديمقراطية ، لكن معرفتهم بتنظيم واحد لايعني معرفتهم بالمعارضة كلها رغم محاولاتنا لتبديد المخاوف والشكوك لدى هذه المراكز .الأستاذ/ سيوم إذا أكدنا بأن النظام يعاني من عزلة جماهيرية وعزلة إقليمية ودولية ، وفي ذات الوقت أرتفع سقف توقعات وطموحات الجماهير الإرترية ، انتم كمجلس ثوري ما هو تصوركم لصيغة العمل المشترك تلبية لأشواق الجماهير وارتقاءاً لتحديات المرحلة ؟بالتأكيد النظام يعيش هذه العزلة وهو في حالة سقوط وانهيار مستمر ، لكن الحلقة المفقودة في هذه السلسة هي عمل مؤثر للمعارضة الإرترية ، وهي الحلقة المكملة لانهيار النظام ، نحن كمجلس ثوري من خلال تقييمنا لمعسكر المعارضة نعتقد أنه الآن أكثر نضجاً وخبرة من أي وقت مضى ، أنا عندي أمل كبير من أن هذا النضج والخبرة ستوفر مناخاً أفضل للعمل المشترك ونستطيع أن نلخص رؤيتنا للعمل المشترك في الآتي :1/ استنادا إلى تجربتنا الماضية لابد من الالتفاف حول المسائل الجوهرية والأساسية التي لا جدال فيها وهي مسائل الإجماع ، ونبتعد عن المسائل الخلافية التي تؤدي إلي مزيد من التعقيدات .2/ بناءاً على الاحترام المتبادل وتمسكاً بالأهداف والمبادئ محل الإجماع نتفق علي إطار سياسي جامع والاسم لايهم كثيرا يمكن أن يسمي تحالف أو جبهة متحدة أو أي أسم آخر .3/ علينا أن نتفق على برنامج عمل من خلال هذا الائتلاف لإسقاط النظام والاتفاق على كيفية إدارة المرحلة الانتقالية .هذه الخطوات الثلاثة هي مرحلة ( وحدة الطليعة ) وهي وحدة مهمة للنضال الجماهيري ، لكنها ليست بديلا عن الوحدة والوفاق الجماهيري ، بوحدة الطليعة يمكن أن نلج إلي مرحلة المؤتمر الوطني الجامع وهو خطوة في طريق الوحدة الجماهيرية ويقربنا أكثر من التصالح والوفاق الاجتماعي ، ولكن لايمكن أن ندخل المؤتمر دون وحدة الطليعة لأن اختلاف الطليعة تنتقل إلي الجماهير ولا يعقل أن ندعو مثقفينا ومنظمات المجتمع وشيوخنا وقساوستنا ثم نقول لهم قد اختلفنا فتعالوا اختلفوا معنا ، لكن الصحيح هو أن نتفق ثم ندعوهم ونقول لهم قد أتفقنا فتعالوا ساندونا ادعمونا والتفوا حول ماأتفقنا عليه ، في هذه الحالة هذا المؤتمر سيكون مدخلا حقيقيا وصحيحا للوفاق الوطني ، ولكن لايمكن أن ندع خلافاتنا تتسبب في مشروع مثل هذا لأن الجماهير لا تحتمل الفشل في هذه المرحلة .نقطة أخيرة هي أننا متأخريين جداً على الأحداث فبدلا من أن نكون صناعها أو نواكبها في أسوأ الأحوال نحن ننجر خلفها بمسافة بعيدة لذا يجب أن يتم كل ما ذكرت بأسرع ما يمكن وإلا فلأحداث لا تنتظر أحداً .نشر في صحيفة الحياة السودانية بتاريخ 4/7/2004 م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى