مقالات

مفاتيح : جمال همد : لاجئون في الشتات *

6-Oct-2007

الوطن

يواجه أكثر من 400 ارتري خطر الإبعاد إلى بلادهم قسرا من الجماهيرية العربية الليبية . فقد تباهى وزير الخارجية الارتري بذلك أمام عدد من منتسبي الحزب الحاكم والوحيد في ارتريا بمدينة نيويورك ، وقال إنهم بصدد الترتيبات النهائية لعودة هؤلاء .

ليس هنالك مخلوق في الدنيا يرفض العودة إلى حضن بلاده سوى الجاحد والارتري الأول بسبب جحوده والثاني لان النظام في بلاده افقده كل شيء نكرر كل شيء في بلد دفع الثمن غاليا لينعم بالحرية وليعيش فيه مكرما وتساوى في ذلك الكل بمختلف أعمارهم ومهنهم ذكورا وإناثا .عرف الشعب الارتري ظاهرة اللجوء في عامي 1976 و1975م في الأولى نزح جلهم من الريف بجانب عدد قليل من شباب المدن جراء سياسة الأرض المحروقة التي مارسها امبراطور إثيوبيا وفي الثانية في عهد العقيد منقستو هيلي ماريام وكانوا من الشباب ومن الحواضر وكانت الأسباب واضحة .. الريف لأنه دعم الثورة والشباب لأنهم مخزون النضال كل ذلك في العهد الاستعماري وعندما تهيأ الشعب الارتري للعودة من دول الشتات ليتفيأ بظلال الاستقلال بانت حقيقة النظام الحاكم في البلاد وظهرت قبضته الفولاذية لتضرب الجميع وتدفع بهم إما إلى خنادق القتال أو نحو الحدود بحثا عن الأمن وذلك منذ العام 1997م أي بعيد سنوات قليلة من الاستقلال وإعلان الدولة وليشمل ذلك كما أسلفنا من التلميذ وحتى الكهل الذي يدب على ثلاثة من الراعي وحتى كبار موظفي الدول من مدنيين وعسكريين ليترحم الجميع على أيام الامبراطور هيلي سلاسي والعقيد منقستو هيلي ماريام في مفارقة مأساوية .اندفع هؤلاء وهم لا يلوون على شيء نحو التراب السوداني ومنه وعبر الصحراء الكبرى إلى ليبيا ومن ثم ايطاليا ..ومن مصر وعبر سيناء إلى اسرائيل .. وعبر الجو إلى الهندوراس إلى أمريكا عبر طرق شائكة وخطره إلا أنها مفضله لديهم من العيش في وطن يتعمد إهانة كرامتهم دون أسباب موجبة يواجه هؤلاء خطر الموت في كل لحظة ويتحدونه للوصول إلى غاياتهم أو الموت دونها ومن هؤلاء يوجد أكثر من 400ارتري ينتظرون الترحيل إلى بلادهم وهنالك توجههم فرق الموت والسجون والمقاصل .مع إقرارنا بحق السلطات الليبية في أن تتخذ الإجراء المناسب لمن دخل أراضيها متسللا إلا أننا نقر أيضا – كما أن القوانين الدولية تؤكد ذلك- إن من حق اللاجيء أن يغاث ويوفر له الأمان ، كما يحق للهارب من الموت أن يسلك كل الطرق..ومشكلة هؤلاء ليست اقتصادية لكي يبعدوا إلى بلادهم بل هي سياسية وأمنية وأي محاولة لإفراغ موضوعهم من أسبابه الحقيقية هي محاولة مجرمة تحرمها الشرائع السماوية والتشريعات الأرضية .نتوجه بنداء حار إلى الشعب الليبي لمساندة هؤلاء كما نتوجه إلى السلطات الليبية من اجل التراجع عن اتفاقها مع سلطات الأمن الارترية وان تبحث عن حلول مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو تعيدهم إلى التراب السوداني لأنهم يحملون وثائق تثبت أنهم طالبي لجوء في السودان . كما نتوجه بنداء للجاليات الارترية للقيام بحملات تضامن مع هؤلاء وتصعيد مشكلتهم أمام الرأي العام العالمي . 2كتب الأستاذ إبراهيم قدم مقالة صغيرة الحجم كبيرة المضمون على احد المواقع الارترية على الشبكة العنكبوتية يطالب الارتريين برد الجميل للقرى السودانية التي استضافة الثوار إبان فترة الكفاح المسلح كما وعددها بالاسم واقترح أن يكون أسلوب رد الجميل بحفر الآبار أو فتح مدرسة …. الخ هي مبادرة تستحق الاهتمام إذا تلقفها ممن توجه إليهم الأستاذ قدم كما وإنها تعزز العلائق التي تربط شعبنا بهذه القرى وسكانها في ظل ممارسة لا تتناسب وما قدمته هذه القرى من قبل اسمرا قبل اتفاقية سلام الشرق وبعدها كما تنفيذ الاقتراح يعني حفظ جزء من تاريخ ثورتنا ومناضليها ..فهل من يستجيب لأسلوب جديد لمواجهة سياسة محو التاريخ التي تسعى لها شعبية السيد اسياس .* نشرت في صفحة إرتريا بصحيفة الوطن عدد الجمعة 5/10/2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى