مقالات

كسلا هبة القاش : جمال عثمان همد

4-Nov-2006

المركز

لعله من حسن الطالع أن يصدر قرار فتح الحدود بين السودان وإرتريا وانا في مدينة كسلا لأرى بأم عيني الحركة التجارية التي عمت مدينة كسلا وبالتأكيد نظيرتها مدينة تسنى في إرتريا ، كما لاحظت أن هنالك ارتياح لهذه الخطوة المهمة بين كافة قطاعات المواطنين .

في مدخل مدينة كسلا تطالعك لافتة كتبت عليها ( كسلا هبة القاش ) وهى عبارة مستوحاة من عبارة قديمة قالها هيردوتس ( إن لم تخني الذاكرة ) يقول فيها ( مصرهبة النيل ) والعبارة صحيحة فالقاش يمثل وجدان كسلا وروحها المادية والأدبية فكسلا تعيش بين قسوة التاكا وصلابته ورقة القاش وإنسيابه ( هذا في غير موسم الفيضانات المدمرة طبعاً ) للإشارة إلى متضادات الكون كالحياة والموت والماء والنار والليل والنهار .لكن من جهة أخرى تظل كسلا هبة الحدود الإرترية فهي أكثر ما تجسد ما بين البلدين من تواصل وتداخل ، ومع فتح الحدود ترى الابتسامة تجتاح مدينة كسلا وأهلها ، وتعمر أسواقها وتزدهر حركة تجارتها ، وطبعاً يصدق ذلك مع مدينة تسني الإرترية .نخلص إلى القول إن قرار ولاية كسلا بفتح الحدود أمر طبيعي انتظره الجميع بفارق الصبر وسيكون له مردوده في البلدين على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .يظن الكثيرون أن هذه الخطوة ستعمل في إطالة عمر نظام اسياس ، نقول لهم أنتم واهمون أو لا تقرأون حركة التاريخ ، النظم الدكتاتورية مثل نظام اسياس تعيش في غرف مغلقة بين الفطريات ، لا تحتمل الضوء والحدود المفتوحة ، هي مع الكبت والإغلاق افتحوا الحدود وحينها ستدخل الرياح لتقتلع تلك العروش التي ترتكز على أعمدة من الخوف والوهم ، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح .نشرت هذه المادة في عمود مفاتيح في صفحة رسالة ارتريا في صحيفة الوطن بتاريخ 3/11/2006م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى