مقالات

عام مضى ….وأطل علينا عام جديد بقلم/ حمد كلُّ

13-Jan-2015

عدوليس ـ ملبورن ـ

عام جديد ، نبتهل فيه الى الله العليّ القدير أن ينجلي عناهذا الكابوس الجاثم على صدر شعبنا ، وتعود البسمه الى تلك الشفاه التي أضناها البؤس والكبت والسجون والتشرد والحرمان . يبدأ عام جديد وكل عواصم العالم المختلفة تستقبله بالأضواء الباهرة والغناء عاليا ً والألعاب الناريه لتشكل ذاك البهاء وتلك البهجه. لكن شعوبنا الغلبانه لا يعنيها بشيء أكثر من انتقال عام بائس الى بؤس آخر . لم يكن عيد رأس السنه بالنسبة لهم أبدا نقطه فاصله . اما الدول فتقدم موازنتها وخططها ومشاريعها لعام جديد للارتقاء باوطانها وشعوبهامن أجل الرفاه .

في ارتريا البلد مأزوم وحاكم متجبر ومعزول سياسيا في الداخل ومعزول في الخارج إقليميا ودوليا ، اقتصاد منهار ، ورائحه الفساد الاداري والمالي تفوح في كل مكان ، وقبضه حديدية تحصي أنفاس الناس ، آصبح الوطن طاردا لأبنائه . حروب مستمره، وغرق في البحار تلتهم فيه الحيتان أجسامهم ، ويذبحون كالشاه في الحدود وفي سيناء لتباع أجزاء من أجسادهم ، أو يساقون كالعبيد من خلال سماسره مسلحين ، مدربين ،منظمين يقايضون بهم أهاليهم مقابل مبالغ خياليه ، وهي مأساه يعيشها هذا الشعب المسكين تشارك فيها مخابرات النظام الارتري هذه الظاهره آصبحت تذكرنا بقصص العبيد في القرون الماضيه التي قرأنا قصصها المحزنه تُكررِ الان في الانسان الارتري . أصبح الانسان الارتري سلعه رخيصه يباع ويشتري فيه. وبالرغم من الجهد المقدر الذي تبذله منظمات حقوق الانسان الارتريه لكشف هذه المأساة امام العالم ، لكن المنظمات الحقوقيه العالمية لم تتخذ موقفا حازما حاسما لتقديم حاكم ارتريه الى المحاكم الدوليه إسوه بكل الذين جرمتهم وقدمتهم للمحاكم الدوليه . والغريب والمثير للجدل ومن خلال متابعتنا لوسائط الاعلام نقرأ أعلان الاتحاد الاوروبي الذي يراقب عن كثب أوضاع حقوق الانسان والحريات في ارتريا .كاثرين اشتونالنائب الاول لرئيس المفوضيه الأوربية وصفت الوضع الإنساني في ارتريا بغير المقبول بعد ارتفاع عدد السجناء السياسين في السجون الارتريه والتي دعت حكوماتها للوفاء بتعهداتها المحليه والدولية فيما يختص باحترام حريات وحقوق الانسان والكف عن التحرش بالمعارضين السلميين للنظام الحاكم .ثالمقرر لحقوق الانسان السيده شيلا كيثاروس زارت معسكرات اللاجئين في اثيوبيا وجيبوتي وأماكن آخر ، ونحن من جانبنا نسأل ….ثم ماذا !!؟ ثم بعد كل هذا يأتينا حاكم ارتريا كعادته بدايه كل عام جديد بفزوره جديد . هذا العام ومن جديد تحدث عن التنميه وكأنه يعتقد ان الناس بلا ذاكره. المهاتما غاندي يقول : ( إنه في اللحظه التي تُثارُ فيها شكوك حول أهداف ودوافع المرء، فإن أي يتحدثُ عنه أو يفعله يصبح موضع تساؤل .) . الدكتاتور كلما استحوذ على المزيد من السلطه صعب على الآخرين أن يصدقوه . عندما تبلغ السلطه المطلقه حدا أقصى تفقدُ الصله بالواقع ، وهذا أسوء أنواع العزله . الديكتاتور في حديثه في المقابله التلفزيونيه، تكلم عن مصادر المياه للزراعة، طاقه كهربائية ،والبُنيه التحتيه، هو نفس الحديث الذي ذكره العام الماضي ، أذكُرُ أنني علقتُ عليه في مقال تحت عنوان( قراءه مغلوطة لحاكم ارتريا ) ،ووأنا أسأل حاكم ارتريا من جديد أين هي خزانات المياه(في القاش وبركه ) ومناطق أخرى ، أين مشاريع قصب السكر ، وما الذي جرى للسوق الحره والمطار الوهمي في مصوع، أين ذهبت المبالغ التي جنيتموها من مناجم الذهب ، إن من يسمع حديثه يعتقد أنه قدم إنجازات كبيره خلال الثلاث والعشرين عاما الماضيه ويسعى الان لإنجاز مشاريع جديده. أنه يحاول ان يضحك على الشعب ، والشعب يضحك عليه. أيها الديكتاتور سيأتي يوما لامحاله وتُسأل أين صُرفت تلك الملايين من التحرير والاستقلال وحتى هذا التاريخ . لكن يمكن القول أن هذه الملايين او المليارات صُرفت على جيوشك الجراره وأمنك ومخابراتك التي الحصر لها لحمايه نظامك فقط . عندما سقط النظام في ألمانيا الشرقيه كان لدى جهازه في المخابرات ٧٩الف موظف و١٧٣الف مخبر في بلد تعداده ١٧مليون نسمه ومع ذلك انهار النظام . ليس النظام بل المنظومه بكاملها .حاكم ارتريا في كل أحاديثه مع الصحافه يمارس التضليل من خلال وعود لا يستطيع تنفيذها ، كيف يمكن أن يتحدث وهو لايملك موازنه، ولا يعلن عن الموازنات السنويه ، ليس له خطه كما تفعل الدول خطه ثلاثيه أو خمسيه تحدد فيها المشاريع التي ستنفذ ، وإن أنجز بعض المشاريع الهايفه التي لاتُذكر فالسخره لها هم شباب الخدمه الوطنيه .وتحدث عن ظاهره هروب الشباب في السابق قلل من شأنها اما في لقاءه الأخير اتهم قوى أجنبيه وراء هذا الهروب ، يماني قبرآب في حديثه للتلفزيون الروسي العام الماضي اتهم امريكا وقال إنها وراء هذا الهروب وقال بلاخجل إنهم سيقاضونها . وبدوره وزير الخارجيه الارتري إتهم منظمات حقوقيه أجنبيه انها وراء هذا الهروب . حاكم ارتريا وجماعته قالوا ان الهدف من الهروب هو لإعاقة التنميه . يقول المثل : اذا لم تستح فأفعل ما تشاء . بعد ثلاث وعشرون عاما نسمع عن تنميه ، إنه شيء مضحك . نقول لحاكم ارتريا ماعاد الناس يصدقون وعودك الكاذبه . وتحدث حاكم ارتريا عن الدستور ، وانه بصدد إعاده بكتابه دستور جديد ، حسناًًًً قديما قلت انك في حاله اللاحرب واللاسلم مع اثيوبيا ولذلك جمدت الدستور وأسكنته في ادراج مكتبك ، وجئت هذه المره لتقول ان الدستور القديم مات . جان جاك روسو يقول 🙁 إن الانسان الغير قابل للتغيير الموضوعي غير قابل لاستيعاب التطور الحضاري ) . واستنادا الى قناعتنا وتجاربنا مع هذا النظام المتحجر الذي لايملك كفاءه وأهليه لإنتاج بدائل سياسيه والتي من شأنها التعاطي مع المطالب الشعبيه الممنهجه والتي لاتخلو من القمع والقهر والكبت من الصعب التعامل معه وتصديقه .وأعلن عن تأسيس لجنه لأعداد دستور جديد، والدستور كما هو معمول به في كل العالم يِقر الكثير من القوانين والتشريعات للتوائم معه والذي يؤس? لتفعيل المشاركه الشعبيه وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في صنع القرار ، في إطار من الحريه والتعدديه وسياده القانون لتحقق أعلى درجات الشفافية والنزاهة . وقبل هذا وذاك ، الدستور هو بمثابه عقد اجتماعي بين المواطنين والدوله، أيريد اسياس من خلال الحديث التلفزيوني عن الدستور القيام بعمليه جراحيه تجميلية لنظامه . نقول لك ….. هذه بضاعه السياسيه والتنموية ردت إليك كاسده وتالفه، فما عادت الشعارات الطنانة والحديث التلفزيوني المنمق يعمي الناس من كثره الظلم والدم المسفوح في شوارع وحواري كل المدن والقرى والسجون المليئة بالوطنين الشرفاء والشباب الذي تُزهق ارواحه في البحار والالآف المشرده في كل أصقاع العالم .قدم بضاعتك هذه فقط لإناس قادمين من عوالم أو كواكب إخرى ، أما الحل الثاني والأمثل هو ان ترحل عنا رحيل أبدي غير مأسوف عليك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى