أخبار

حسين خليفة : أجزنا مسودة للدستور وورقة للحكم اللامركزي .. وهذه هو عبد الله إدريس

24-May-2011

المركز

في ختام تكرس الصفحة لسيرة المناضل الزعيم الراحل عبد الله إدريس محمد سليمان ألتقينا بالمناضل حسين خليفة محمد علي رئيس جبهة التحرير الإريترية والذي خلف الفقيد الراحل في الموقع الأول في الجبهة .

وقد تحدث خليفة في المحور الأول من إفاداته عن سيرة الراحل وأهم ما يميز شخصيته والذي رافقه طوال أكثر من أربعة عقود .كما كشف خليفة عن أهم نتائج مؤتمر الجبهة والذي عقد قبل شهرين تقريبا مشيرا إلى أنهم أقروا مشروعا لدستور إريتري . كما أجاز المؤتمر ورقة حول الحكم اللامركزي وسينشر ذلك لاحقا حسب إفاداته ، واشار حسين لعلاقة تنظيمة بكل مكونات الساحة الإريترية المعارضة والتي وصفها بالجيدة داعيا الجميع لرص الصفوف من أجل استقرار الشعب الإريتري وأمنه . فحول السيرة الذاتية للفقيد الراحل يقول السيد حسين خليفة : (منذ إلتحاقه بالميدان فور تخرجه من الكلية العسكرية بالجمهورية العربية السورية عمل في المنطقة العسكرية الخامسة . رجل عسكري يخطط وينفذ العمليات ميدانيا إستنادا لتقدير موقف عسكري صحيح يتوقع فيه النصر ، بجانب ذلك فهو رجل سياسة من الطراز الأول ، يملك قوة الإقناع فيما يراه يخدم المصلحة الوطنية العليا بعيدا عن إظهار نفسه أو أغتنام ما يقوم به لتحويله لمصلحة شخصية، لذلك تجد بصماته واضحة في كل الخطوات الوحدوية التي بدأت منذ عام 1968 م بين المناطق العسكرية الثلاثة جهد عٌرف فيما بعد بالوحدة الثلاثية والتي اسند قيادتها للمناضل المرحوم محمد أحمد عبده ثم ساهم في تقريب وجهات النظر وتذليل الصعاب بين الوحدة الثلاثية والمنطقتين الأولى والثانية والتي أفضت لمؤتمر أدوبحا 1969م والذي توحدت فيها بندقية جبهة التحرير الإريترية . وبهذه المناسبة ان ساحة مؤتمر أدوبحا كان لقائي الأول بالقائد الشهيد .وقد اسهم الراحل في ما عرف بإتفاقية الخرطوم 1975م بجهود سودانية وعراقية وفلسطينية بين جبهة التحرير الإريترية وقوات التحرير الشعبية وكذلك في إتفاقية 20 أكتوبر 1978م في تونس مرورا بإتفاقية جده وأخيرا أتفاقية الخرطوم في مارس 1999م والتي اثمرت عن النسخة الأولى للتحالف بين قوى المعارضة .عبد إدريس نجم عسكري من طراز فريد قاتل نظامي الحكم في إثيوبيا ــ هيلي سلاسي ومنقستو ــ قاتل في كل الساحة الإريترية ويعتبر باني جيش التحرير الإريتري الذي بلغ قوامه مع المليشات حوالي 39 ألف مقاتل . تم على يده تحرير المدن المدن في سبعينات القرن الماضي منذ عام 1975م ابتداءا من مدينة أم حجر الى قلوج وتسني .. قونيا ، بارنتو وأغوردات إلى عيلى برعد ، مندفرا ، عدخالا مرورا بسنعفي وكل الساحل الشرقي من إيرافلي إلى عصب .عبد الله إدريس كان يرى ان وحدة التراب الإريتري تكمن في وحدة الشعب الإريتري وان التكوين الإجتماعي والديني والعرقي هي مكامن لقوة هذا الشعب وليست عوامل للتفرقة والخلاف لذا كان يركز على ضرورة العمل بين كل تلك المكونات من أجل التعايش والاستقرار والسلام .للقائد الراجل سمات أساسية ميزته عن جميع أقرانه فهو واسع الصدر يتعامل مع الأزمات والإنكسارات والإنتصارات أيضا بمستوى واحد .. متواضع وخاصة مع مرؤوسية من الجنود رغم مكانته الكبيرة عندهم . تميز بقوة الشخصية والفراسه وتشخيص قدرات الأفراد وبالتالي توزيع التكاليف وفقا لذلك . للراحل علاقات عربية وإقليمية لايمكن تعويضها بسهولة ).الجماهير الإريترية في كل مكان كانت وفية لمن يستحق الوفاء دائما ، وقد عبرت عن وفاء قل مثيله لهذا القائد واثبتت ان نضالات عبد الله إدريس لم تذهب أدراج الرياح كما يتوهم نظام الحكم في اسمرا.وهذا جزء من مستحقاقات هذا القائد الكبير لهذا الوطن . هنالك قادة في التاريخ يخدمون شعوبهم في الحياة والموت وعبد الله إدريس ينتمي لهؤلاء القادة . رحيله اعطى دفعة جديد لتلاحم الشعب الإريتري مع المعارضة لتحقيق الأهداف التي ناضلت وتناضل من أجلها جبهة التحرير الإريترية وكل القوى الوطنية ، التي اعطت أرتال من الشهداء والجرحى الأبطال ليستعيد الشعب كرامته وعزته .وأكثر ما اثار الشارع وأحزنه ان يدفن قائدا كعبد الله إدريس خارج الارض التي ناضل وضحى من أجلها . بخصوص علاقتنا بالتنظيمات الإريترية المعارضة هي جيدة على وجه العموم ولم ننقطع من أحد .. والخلافات التي تظهر هنا وهنالك بينا والبعض هي يمكن ان نقول عنها تباين في الجزئيات ولا علاقة لها بالكليات .. وهي ثانيا تباينات في الوسائل وليست في الغايات ، لذا يجب ان تتحول المشاعر الوطنية الصادقة الى مشروع عمل موجه ضد النظام القائم في أسمرا والذي تسبب في الكثير من الكوارث والأزمات التي يعاني منها شعبنا ن هذا النظام الذي يحاول اسدال الستار على نضالات وتضحيات الكثيرين من ابناء الشعب الإريتري .نحن على إستعداد تام لتمتين علاقاتنا وتطويرها مع كل قوى المعارضة وذلك لتحقيق تطلاعات شعبنا وعزته واسترداد كرامته . عقد المؤتمر الثامن للجبهة كضرورة فرضتها ظروف التنظيم ، فكما هو معلوم ان آخر مؤتمر كان قد عقد في 2005م ومنذ ذلك الوقت حدثت متغيرات كثيرة في عموم المنطقة والوضع الإريتري وهذا يتطلب الوقوف عنده وتقيمية فكان لابد من عقد المؤتمر الثامن لتقيم أداء التنظيم وإنتخاب قيادة جديدة تقود المهام في المرحلة القادمة .الظروف الذي عقد فيها المؤتمر ظروف تختلف عن تلك التي عقد في ظلها المؤتمر السابق لذا لم تجد قرارات المؤتمر ونتائجة البلورة الإعلامية ، وبالجملة استطيع القول ان المؤتمر أتخذ جملة من القرارات سوف تسهم أسهاما كبير في تطوير أداء التنظيم وفي دفع حركة المعارضة الإريترية في المرحلة المقبلة وأهم هذه القرارات : 1/ ضرورة وحدة الساحة الإريترية المعارضة وتماسكها في المرحلة القادمة خاصة وان النظام تسبب في إحداث شرخ كبير في الوحدة الوطنية لشعبنا .2/ تفعيل المعارضة الإريترية وتقويتها والنهوض بمسؤولياتها لمقاومة النظام القائم في أسمرا.3/ الإستفادة القصوى من قدرات المنظمات المدنية الإريترية المعارضة للنظام وتسخر كل إمكانيات الشعب الإريتري ممثلا في فصائله لكي تلعب دورها في إزالة النظام وإنجاج المؤتمر الوطني والذي سينعقد في أكتوبر القادم .وأهم قرارات المؤتمر أجازته لمسودة مشروع دستور سينشر نصه لاحقا ، كما ناقش بإستفاضة ورقة حول الحكم اللامركزي وإجازتها ستنشر لاحقا .مجمل القول : ان الجبهة تجاوزت محطة مهمة في وضعها التنظيمي ونأمل ان تساهم بفعالية في القضايا السياسية الكبرى مع الآخرين . ختماما أتوجه بالشكر والتقدير للشعب الإريتري وأقول: حالة الشتات التي فرضها النظام هي التي أورثت الشعب الاريتري الذل والهوان والضعف امام جبروت النظام لذلك ندعو كل الحادبين على مصلحة الشعب الاريتري ان يرصوا الصفوف لمواجهة الخطر الذي يمثله النظام وهذه الدعوة موجهة في المقام الاول للتنظيمات السياسية .نعاهد كل أبناء الشعب ان نقف في مواجهةالنظام بالتعاون مع كل أبناء الشعب الإريتري وقواه السياسية والمدنية والاهلية حتى يتحقق النصر أو نلقى الله شهداء في هذا الدرب .• نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي-صحيفة الوطن السودانية -20مايو2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى