مقالات

مفاتيح : تعاظم المنجوسية.. ركود في الهضبة .. حملات عدائية جديدة !!جمال همــــد

12-Nov-2013

عدوليس

وهذه المرة أكتب مفاتيح من ملبورن بأستراليا ، المستقر الجديد والتي وصلتها قبل نحو 5 أشهر خلون من العام 2013م . الذين ساهموا لأكون في هذا البلد الآمن من رجال العسس والأمن وخفافيش الظلام كُثر ، سوف أفرد لهم مساحة تليق من بياض الورق ومداد الروح .

أريد ان اخصص هذه المساحة للتعليق حول عدد من القضايا أخالها ذات بال وتشغل مجموع الإريتريين في كل مكان . قبل ذلك لازما علي ان أترحم على روح المرحوم العم/ أدالــــه شهــــــــــــابي الذي أنتقل لرحمة الله الواسعة في مطلع الاسبوع الماضي ، وارى جسده الطاهر أهله واحبابه ومجايليه في مديني أغوردات وكسلا . أداله شهابي بقامته القصيرة.. ولفتاته السريعة وردوده القصيرة وجُمله المحببة ببديهة الحاضرة دوما ، شكل حضورا مميزا في مدينة يشحذ فيها كل فرد كل أمكانياته ليميز حضوره في مجالسها . أداله كجيله شارك في النضال الوطني من خلال إنضمامه لحركة تحرير إريتريا .. ثم جبهة التحرير الإريترية عضوا في لجنتها الشعبية في المدينة،. كما كان الفقيد رقما مهما في الأنشطة الرياضية والفنية والاجتماعية في المدينة التي أحب .
رحم الله العم أداله واسكنه الله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء .
الجنرال منجوس :
( التوسع من أجل التوسع هو إيديولوجية الخلية السرطانية ) ــ أدوارد آبي ــ الجنرال تخلي كفلوم الشهير بـ (منجوس ) وفي أوساط الجنود والمجندين المغلوب على أمرهم بـ ( موشي ديان ) جنرال الحرب الأسرائيلي ، منذ عام وهو يتصدر المشهد الإريتري في الداخل . منجوس الذي أصبح رجل اسياس القوي قاد ما سُمي بقوات حرس الحدود ، وهي قوات متعددة المهام من حارسة للحدود لي تدريب وتسليح وإشراف على معسكرات المعارضة لدول الجوار الإريتري والسيطرة على عمليات التهريب خاصة غربا نحو السودان وكذا مسؤولة عن اختفاء معارضين ومناهضين للنظام من داخل مدينة كسلا ، كما لهذا الجيش عدد من المعتقلات والسجون تضم عدد من السودانيين والإثيوبيين والصوماليين . الرجل المسؤول من جرائم قتل معلنة يسيطر الآن على العاصمة بجيش سُمي بـ (الجيش الشعبي ) لا تبعية له بوزارة الدفاع ولا أي مؤسسة حزبية إن وجدت أو حكومية ! آخر الأخبار المنشورة ان الرجل يتغول على صلاحيات الشرطة متهما الجهاز الشرطي بالفساد ! الاجتماع الذي عقده الجنرال أثار الكثير من الأسئلة حول وضع النظام وتماسك هياكله ، مذكرا الناس ببعض تجارب أنظمة العنف في المنطقة ، التي لم تحميها تعدد القوات والأجهزة ذات الطبيعة الأمنية بل أدى مثل هذا التعدد لتضارب التكاليف والصلاحيات.
تخلي منجوس عقد اجتماعات مؤخراً مع القيادات الأمنية والشرطية والعسكرية نفى خلالها مشاركة قوات المعارضة التقراوية في حملات الخدمة الإلزامية رغم تواتر الخبر وتأكيده من قبل شهود عيان ، الجديد هنا التشديد على نفي وجود المعارضة الإثيوبية وخاصة التقراوية ومشاركتها في الأحداث الأخيرة في العاصمة اسمرا ، وهذا مخالف للمنهج الذي ظلت الحكومة الإريترية تسير عليه حيث درجت دائما على الصمت وعدم التعليق على ما يجري ، لذا يجب ان ننتبه لهذا المتغير في مجرى الأحداث في البلاد ، خاصة وأن إقليم تقراي ظل يلعب أدوار مهمة في التاريخ الإريتري .
المعارضة :
الطقس في الهضبة / العقبة الإثيوبية ،التي أوقفت حركة التحالف الديمقراطي الاريتري الذي شاخ منذ بضع سنوات ثم لحق به المجلس الوطني للتغيير ليربض دون حراك بجسده الضخم وفعاليته المنعدمة وشيخوخته المبكرة حتى إشعار آخر . في ذات الطقس ترعد سماء إتحاد شباب ( دبر زيت ) ليتشقق الوليد الذي نما على عجل بمغذيات صناعية ليعلن عن فشله .
في مثل هذه الأجواء وبدلا من ان يفكر الجميع في إيجاد حلول لمعضلات المعارضة ، يقود البعض حملة شعواء على رموز من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا سابقا مما اختاروا مناهضة النظام القائم وانشقوا عنه منذ سنوات ، تتركز الهجمات على مسفن حقوس وحزبه ـ حزب الشعب الديمقراطي ــ وكذا اللقاء التشاوري الذي عقد في بروكسل قبل أكثر من أسبوع تقريبا ، لتعود الساحة الراكده لمرحلة مؤتمر الحوار وأجواء مؤتمر ( أواسا ) من جديد و تطل الاصوات العالية والتي تُظهر المسلمين كأنهم (ضحايا ومساكين ومغلوب على أمرهم ) .. والؤال الذي يطرح نفسه ما الذي أغضب البعض في أديس أبابا من المعارضة الإريترية ومناصريها في بعض العواصم من اللقاء الذي سُمي بـ (التشاوري ) لقيادات سابقة في الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ؟ أليس من حقهم ذلك ؟ وهل يمثل ذلك إضافة أم خصم ؟ . هل المعارضة الإريترية هي ضد الجبهة الشعبية أم أنها تناضل من أجل قيام نظام ديمقراطي تعددي يكفل للجميع حقوقهم ؟ أسئلة كثيرة تتوارد وأنا أطالع ما يدور في السر والخفاء حول هذا اللقاء !! أكيد من حق الجميع ان يتناول بالتحليل أي لقاء تشاوري أو إجتماع أو أي منشط عام، ولكن ليس من حق أحد ان يصادر حق إقامة مثل هذه الملتقيات ، وهنا أتذكر النقد الذي واجه (التجمع الإريتري ( في العام 1999م عندما تضمن ميثاقه على فقرة تنص على منع أي نشاط للحزب الحاكم ـ الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالةــ ومصادرة ممتلكاته .. الخ . مما أضطر لحذف الفقرة لاحقا مكتفيا بمقولة (إسقاط النظام ) ، وهنالك فرق بين الحذف والإقصاء والإسقاط ،مع ان الإسقاط اصبح بعيد المنال الآن . وللخروج من الأزمة التي تحاول بعض القوى افتعالها لتغطية عجزها علينا الضغط باتجاه الآتى :
1.بدلا من إدخال القوى الراغبة في التغيير ، في صراعات دونكشوتية جديدة كتلك التي شهدتها الساحة قبل سنوات ، يجب إعمال مشرط المراجعة المؤلم لتجميع القوى المشتته وهي الغالبية العظمى من أبناء الشعب الإريتري ، وذلك لتجاوز الشكوك والهواجس العمياء ، ليس بهدف تعميق مرارات الماضي بل التطلع للأفق والأمل المرتجى.
2. منع كل المحاولات الرامية لإيقاع قوى التغيير وذلك بأن ترحب الفصائل والأحزاب بما تم في بروكسل وليس بالضرورة القبول به كاملا ، أقول ذلك لأن التعليقات التي صاحبت الخبر في المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي لا تبشر بخير ، وكما يشتم منها … وكذا التعليقات الأولية حول لقاء بروكسل التشاوري .
• وطن تتحسر فيه النساء على فلذات أكبادهن ،ويموت رجاله غبنا كل يوم ، ومع ذلك يريد البعض جرنا لمعارك من غير معترك . الأفضل مراجعــــة ما جرى منذ مؤتمر الحوار حتى ( مؤتمر أواسا ) بدلا من العويل .Homad663@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى