مقالات

البعد الطائفي لوثيقة نحن وأهدافنا : محمد عمر مسلم

30-Apr-2009

المركز

تعجبت كثيرا للدفاع المستميت الذي أبداه كل من الأخوين ( سيد ، وأبوراي ) عن منظمة سدري ذات التوجه والتركيبة النصرانية وإن وجود سليمان وسيد وأبوراي فيها لن يغير من تلك الحقيقة، السدريون يرفعون شعارات براقة مثل حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، كما ضمنت مجموعة أفورقي وثيقتها أهدافا نبيلة ستعمل على تحقيقها في المجتمع وهي 🙁 خلق مجتمع لا يسوده الاستغلال الاقتصادي أو الاضطهاد السياسي، بناء دولة تتمتع بالرخاء، وتعمل من اجل التطور في مجال التعليم والزراعة والصناعة، تأسيس جبهة وطنية متحدة دون اعتبار للدين أو العرق أو الجنس.)

وكان ذلك من باب الخداع والمكر بالمسلمين، فعندما تمكنت مجموعة أفورقي تنكرت لتلك الأهداف المعلنة، وعملت لتحقيق أهدافها الطائفية التي دمرت البلاد والعباد، والسدريون لن يختلفوا عن سابقيهم في هذا المجال، وإلى أن تأتي ساعة التمكين فشعارهم المرفوع سيكون الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان، يحضرني كلاما للمناضل إبراهيم محمد على في مقاله ( الوحدة الوطنية الإرترية – بين الأمس واليوم ) الذي نشر بتاريخ (1/9/2004م ) في موقع المجلس الثوري الذي غير اسمه إلى حزب الشعب، حاول فيه المناضل إرضاء النصارى على حساب المسلمين يقول ( إلا أن الدعوة للانضمام إلى إثيوبيا كانت تعبر في جوهرها عن مصالح طبقية وشخصية ضيقة للقيادات الرجعية في المجتمع الإرتري بشقيه المسلم والمسيحي، يتميز المجتمع الإرتري بثنائية دينية متوازنة بحيث يتساوى فيه المسلمون والمسيحيون في الكثافة بصورة تكاد تكون فريدة، إن مواقف قيادات حزب الأندنيت الموالية لإثيوبيا لم تمثل الإرادة الحقيقة للسواد الأعظم من أبناء المرتفعات، وإذا كان للمسلمين الإرتريين أن يفخروا بكونهم السباقين في المطالبة بالاستقلال والمبادرة بالكفاح المسلح في سبتمبر 1961م فاءن من حق المسيحيين الإرتريين أن يفخروا هم أيضا برفضهم الاغراءات والامتيازات التي حاول الاحتلال تقديمها لهم على حساب إخوانهم المسلمين ) هذا شأن من يسير في ركاب النصارى يدافع وينافح عنهم وإن أدى به ذلك إلى فقدان الصدق والمصداقية، فهذا ابوراي في مقاله فهمي للمشكلة والحل في إرتريا (1) يقول ( الذي وقع عليه الظلم هو المجتمع بأسره، إذا الكل مظلوم والكل معني بالأزمة وحلها ) ولنا أن نسأل إذ الكل مظلوم فمن الظالم يا أبوراي؟ وكأنك تريد أن تقول إذ الكل مظلوم فالكل ظالم انطلاقا من نظرية المساواة التي عرف بها كل من سار في ركاب القوم، ولا أدري كيف يكون الكل مظلوم وظالم في آن واحد ؟ إنه منطق التابع الضعيف لإرضاء من ظلموه، المناضل إبراهيم حاول في نهاية مقاله أن يقول الحقيقة التي إبتعد عنها في بداية مقاله، وهي أن هناك ظلم وقع على المسلمين من قبل النصارى، ولكنه أتى بلفظة ( القلة المسيحية) حتى لا يثقل على النصارى ويتجنب غضبتهم، يقول المناضل إبراهيم ( إن تظلمات المسلمين الإرتريين خاصة من ممارسات القلة المسيحية الذين شاركوا في الحكم تحت نظام هيلي سلاسي، وتحت غطاء الفيدرالية في الماضي ومن ممارسات القلة المسيحية في السلطة حاليا بقيادة أفورقي، هذه التظلمات لها ما يبررها ويجب الاعتراف بها، وأن نستخلص الدروس والعبر من تأريخنا في حاضره وماضيه، وأن يعترف الجميع بأخطائه وتجاوزاته، وأن يدين ما ارتكب باسمه من جرائم وتجاوزات سواء بحق الوطن أو بحق الآخر دون حساسيات أو مكابرة أو مغالاة ). ما يجعلني أسلط الضوء على الماضي مهما يكن مؤلما ومخزيا للبعض، هي الرغبة لمعرفة الأسباب الحقيقية لما نحن فيه اليوم من معانات، ومعرفة الأسباب الحقيقية لانعدام الثقة بين الشركاء في الوطن، أيضا لقناعتي بأن التشخيص الصحيح لمشكلات المجتمع يؤدي بنا إلى العلاج الصحيح، كما أن التشخيص الخطأ للمشكلات يؤدي بنا إلى تبني معالجات معلبة خاطئة، أيضا من الدوافع رغبة في تمليك حقائق الماضي للأجيال القادمة حتى لا تكرر في مسيرتها الوطنية أخطأ السلف، أيضا ليتم تجاوز الماضي بعد محاكمة أدبية ليعرف كل طرف دوره في المأساة والمعانات التي يعيشها شعبنا، أيضا نريد بهذا التسليط قطع الطريق على المزورين لحقائق التاريخ، أيضا نهدف من تسليط الضوء على الماضي دفع من كان سببا في المعانات للاعتراف بأخطائه والاعتذار للشعب، فبدلا من إدانة النظام والوقوف إلى جانب الشعب المقهور، نجد النحب النصرانية تستنفر أوباشها وأبواقها نصرة للنظام الذي ارتكب جرائم طائفية ضد المسلمين، الأمر الذي عرى تلك النخب التي تتمسح صباح مساء بشعارات حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، إن الشريك المسلم يملك من الشجاعة ليعترف بأخطائه ويعتذر عما يثبت عليه من جرائم تجاه النصارى، فهل الشريك النصراني يملك من الشجاعة ما يجعله يعترف بأخطائه التاريخية وجرائمه ويعتذر لشركائه المسلمين أم سيراوغ كعادته ؟ النخب النصرانية بقيادة أمثال برخت هيلي سلاسي، المعروف بعدائه للغة العربية ما زالت تمارس لعبة المراوغة وتزوير الحقائق والاستخفاف بذاكرة الشعب، لعلها تحافظ على أمجاد هيمنتها عبر منظمتها الجديدة، وأنا أقول للنخب النصرانية تعقلوا ولو لمرة واحدة في تاريخكم ولا تضيعوا الفرصة فيضيع الوطن من الجميع ولا تستفزوا مشاعر المسلمين حتى لا نحتكم إلى السلاح بدلا من العقل والحكمة، وتفطنوا للحقيقة المرة أنكم خنتم في الماضي شركائكم، وتمكنتم في الحاضر فظلمتم، وحكمتم ففشلتم. في الأربعينيات من القرن الماضي طالب المسلمون بالاستقلال عبر ممثلهم الرابطة الإسلامية، وطالب النصارى بالانضمام لأثيوبيا، عبر ممثلهم حزب الاتحاد ( اندنت ) ثم قام المسلمون بالثورة بعدما رفض طلبهم وتعرضهم للملاحقات والسجن والقتل وسلب وحرق الممتلكات، أما النصارى اطمأنوا وركنوا إلى المحتل الإثيوبي واستبشروا به خيرا، الثورة كانت رد المسلمين على الاحتلال، بينما كان رد النصارى الترحيب بالمحتل والتحالف معه للقضاء على ثورة المسلمين، الثورة تاريخا وجهدا ورموزا تمثل سهام المسلمين في حرب التحرير، بينما كانت سهام النصارى في كنانة المحتل للقضاء على الثورة ، وعندما فشل مخطط القضاء على الجبهة في مهدها، وصارت قوة مهيبة الجانب، عندها وضعت النخب النصرانية خطة لاختراق الجبهة للقضاء عليها وتأسيس تنظيما طائفيا على أنقاضها، وقد أخذت منهم الخطة جهدا ووقتا طويلا كما جاء في وثيقة المجموعة ( لقد بذلنا منذ وقت طويل جهداً لكي ننشر شيئاً عن موقعنا الثوري ووجهة نظرنا بالنسبة للأوضاع السياسية في بلادنا) وعندما تهيأت الظروف لصالح المجموعة نفذت خطتها بقيادة أفورقي ( ونحن نعتقد أن الوقت قد أصبح في صالحنا وتوفرت الظروف التي تمكننا من الطرح التاريخي لموقعنا وذلك تحت عنوان ( نضالنا وأهدافه ) )، وأصدرت المجموعة المنشقة بيانها المشهورة ( نحن وأهدافنا ) الذي حددت فيها منطلقاتها وخلفياتها وتوجهاتها ورؤيتها، وقد حظيت الوثيقة بأهمية خاصة لأسباب أهمها أن من أصدروها ما زالوا يحكمون البلاد، كما أنها حظيت بعناية من حرروها لتعطي توصيفا دقيقا لتوجهات وأهداف من أصدروها، وقد أشارت المجموعة عن أهميتها بقولها ( ونحب أن لا يقلل كل من يهمه الأمر من قيمة هذا البيان فهو يعني أكثر من مجرد طرح لنضالنا الثوري ونؤكد لكل المهتمين بصدق أن إريتريا ونضال شعبها قد شرحا بوضوح ودقة.) أيضا تضمنت الوثيقة المشروع الطائفي الذي يحكم به النظام البلاد والعباد، لذلك ما يقوم به النظام من سياسات وممارسات الحرمان والإقصاء ومصادرة الأراضي، ومحاربة الثقافة الإسلامية تجده يتطابق مع ما جاء في بيان المجموعة وللمقال تكملة سأتناول فيها البعد الطائفي لما جاء في وثيقة ( نحن وأهدافنا ) فإلى ذلكم الحين لكم مني التحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى