مقالات

قراءة تحليلية لأخبار الوطن : علي محمد

19-Aug-2009

المركز

إن من يتابع أخبار إرتريا “الوطن” وطبيعة الاحداث المتسارعة ويقارن كل ذلك بالضغط الذي يعيشه الإنسان الإرتري الذي لم يتذوق طعم الحرية ولم يعيش أجواء الأمن والسلام منذ حقب حيث قطع نظام أفورقي بسمة فرحة تحرير إرتريا من المستعمر في الشفاه قبل أن ترتسم وأحال فجر التحرير الى عذابات وويلات فعاش الإنسان الإرتري في غربة ثقافية وغربة إجتماعية ومن رفض ذلك كان مصيره التغريب والحرمان بل حتى الإغتيال والإعتقال والتشريد وما زالت أجهزة إعلام النظام خاصة الفضائية تصور إرتريا للرآين كأنها جنة وارفة الظلال حتى كاد البعض أن يصدق ممن يعيشون بعيداً في ديار الغربة ،

ويأتي كل ذلك و أفورقي يمضي في غروره وجنونه يمارس هواياته المهعودة في تضليل وخداع الرأي العام المحلي والعالمي من خلال تلك المقابلات المدفوعة الثمن ولكن مهما طال ليل الظلم وإزدادة وقعة الجلاد فإن فجر الحرية حتماً سيبزغ ما دامت الإرادة متوفرة ومقاومة الظلم والظالمين تتموضع وتتشكل هنا وهناك . من خلال متابعتي لأخبار الوطن وأحداثه المتعاظمة إستوقفتني جملة من الأخبار فحاولت في هذه الأسطر أن أتوقف عندها وأشرك القراء معي في هذه الوقفات. والأخبار التي إخترتها ذات إتجاهات ودلالات متباينة وإن كانت كلها تخص الوطن بشكل مباشر أوغيرمباشر ويمكن تصنيفها الى أخبار تتعلق النظام وأخبار تتعلق بالمعارضة ، وأخبار أخرى . وكثرة للمنشور عن الوطن قمت بإختيار هذه الأخبار من جملة المنشور لحين البدأ في هذه الكلمات مما نشرفي الإنترنيت . ودون مراعاة لتواريخ النشر فالاخبار هي : 1- التفاهمات بين تنظيمات المعارضة الإرترية وتداعيات ذلك 2- ورشة الحوار الوطني إلارتري وما تمخضت عنه ، وإجتماع القيادة المركزية للتحالف الديمقراطي 3- محاولة إغتيال أفورقي 13/8/م2009حسب مانشر موقع عونا 4- إعتقال الطلاب والمعلمين في أسمرا (30) 13/8/ 2009 م (عونا نقلاً عن أخبار عواتي ) 5- وثيقة مسرية تفيد بأن (9) من مجموعة ال(15) قد توفوا في فترات 15/6/2009 م ( النهضة ) 6- أخبار الهروب شبه اليومي اللإ رتريين من الوطن 7- خبر محاولة النظام الإرتري تحويل مجرى نهر النيل 8- زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية لنيروبي وشرق إقريقيا 13/8/2009 م 9- طرد دبلوكاسي إرتري تابع لسفارة النظام في نيروبي خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية لمخالفته للأعراف الدبلوماسية . القراءة والتحليل:- وقبل القراءة والتحليل ينبغي التنبيه الى أن جزءا من الأخبار أعلاه لايجزم الكاتب بصحته وأعني بها أخبار الداخل ولكنني أتعامل معها بإعتبارها أخبار تحتمل هذا وذاك . ويمكن تسجيل نقطة قبل القراءة أيضاً وهي إن معسكر المعارضة لإرترية عموماً يشهد حراكا سياسياً حتى ولو كان بطيئاً الأمر الذي ينبغي الإشادة به ودعمه من قبل أهل الرأي والنخب أينماوجدوا، وأن يغفروا ماقد تبدوا هنا أو هناك من أخطاء في الممارسة أوالتعبير فالحركة هي أصل الحياة والسكون قرين الموت وكا يقال ( كل حركة فيها بركة ). وتأسسياً على ذلك استبشر خيراً بالتفاهمات والتقاربات بل حتى ظهور لاعبين جدد في مسرح العملية السياسية في معسكر المعارضة وعلى الرغم مما صاحب هذه الظاهرة شيئاً من التجازب والتباين من قبل الكتاب إلا أن ذلك يعد من وجهة نظري ظاهرة صحية لاينبغي أن نتضايق منها ونحن نعيش في عصر المعلوماتية وشيوع المعرفة فإن لم نستطع التواصل والتلاقح وتمحيص الآراء ووجهات النظر والتوجيهات عبر الحوار فلايمكن أن نصل الى أمر ذي بال مستقبلاً وسياسة تكميم الأفواه قد ثبت فشلها وواقع التجربة الإرترية خير برهان على ذلك . إذن فلتتسع الصدور وتتبلور الأفكاروفي الختام لايصح إلا الصحيح ، وأنا اعتقد إن تجربة الشعب الإرتري ستمكنه من التفريف بين ما ينفع الناس وبين ما يمكن أن يعدا غثاءأو جفاءاً . أرحب بكل ذلك بقطع عن المقاصد والمآلات فعالم السياسة يتعامل معه على الواقع المتحرك ، ويتعاطي قضايا الراهن ولا علاقة له بالنيات أو ما وراء القصد أ، فكل للاعبين في مسرح العملية السياسية الإرترية يلتقون في تقاطعات ويفترقون في خصوصيات ولاعيب في ذلك مطلقاً من وجهة نظري الخاصة .فكل التداعيات التي صاحيت الحراك السياسي في معسكر المعارضة أعده ظاهرة حصية أذا تجاوزت عهدالاغتيالات السياسية والإقصائيات . ورشة الحوارالوطني بأديس ومحطة إجتماع القيادة المركزية للتحالف أولا ً: أسجل هنا شكري للأخوة الذين بذلوا الجهد الجبار الإدخال الناس الورشة في وقت إعتبره قياسياً وأردف الشكر الى الإخوة القائمين على أخبار إرتريا في الفضائية الإثيوبية فعبرها كنا نتابع مجريات الأحداث فقد قاموا بالتغطية للازمة رغم قلة الإمكانات فيما يظهر للمتابع فشدوا من أزرهم وأتمني لهم مزيدا من التقدم والازدهار في عكس معاناة إرتريا للرأي العام . إن إنعقاد الورشة في يوليو المنصرم وما صاحب ذلك من تغطية إعلامية سواء بإستضافت المشاركين أو تغطية الفريق العامل في جهاز إعلام التحالف يعتبر نقلة نوعية ،أعاد للإنسان الإرتري روح الامل وإمكانيةحدوث التغيير قريباً ، خاصة إن المخرجات المتمثلة في توصيات الورشة تعد خطوة مهمة في الإتجاه الصحيح وعلى القوى السياسية الإرترية الإسراع نحوالخطوات العملية وكل الذين يهمهم أمر إرتريا عدم الإكتفاء بالمنجزالحالي فالمهمة كبيرة جداً والوضع في الداخل لايطاق فإسقاط نظام أفورقي بأي صورة أصبحت ضرورة فوق الملحة . وآمل أن لا ينتهي العام 2009 م إلا وأن تصل القوى السياسية والعاملين في مجال التغيير الإيجابي العملي في إرتريا الى نقطة مهمة ومحطات في التغيير العملي وتجاوز مربع التنظير الى العمل الجاد الذي يكمن أن يضع حداً لهذه المعاناة الحقيقية التي يعيشها شعبنا وإذا فشلنا نحن النخب علينا أن نترجل وندع المجال لمن يعمل أكثر مما يتكلم!! . من أكثرالأخبار إثارة للجدل هو النبأ المنشور في موقع عونا بتاريخ 15/8/2009م والذي أفادة بأن محاولة إغتيال قد تعرض لها أفورقي ، وحدد بحسب الخبر الزمان ولم يحدد المكان وأورد إسم الشخص الذي قام بالمحاولة وإنه لقي حتفه ، وعلى غير العادة فقد نفت حكومة أفورقي الخير عبر ال ( BBC) العربية وقالت بأنه من ترويجات المعارضة الإرترية . وما يكمن الوقوف عنده هو قيام النظام بنفيه للخبر من أصله والذي يمكن أن يعني: 1- إن قبضة أفورقي بدأت تتفكك شيئا فشيئاً 2- إن متابعة النظام الإرتري وأجهزته المختلفة لما ينشر في وسائل الإعلام الإرترية المعارضة هو إعتراف قوي من نظام أسمرا الذي كان ينفي دوماً وجود معارضين له 3- إن نفي النظام عندي مما يمكن أن يعزز مصداقية الخير وإحتمال حدوثه أكثر من عدمه (الما فيها شق ما بتقول طق، وكذلك لا أي قمدت أي طيني بالتجرى) .!!! 4- إذا قمنا بالربط بين خبر محاولة الإغتيال ، وما نشر من أسماء المعتقلين بحسب الوثيقة المنشورة يتاريخ 15/8/2009 في موقع عونا نقلا عن موقع بالتجرينية وأولاً أمل أن تكون هذه المعلومة غير صحيحة ، ونرجوا لهولاء السجناء الصحة والعافية ويتم أن تحريرهم قريباً ، وكذلك أخبار موجات الهروب وقلة التمويلات في الوقود والنقود للمتنفذين و ماقيل بأن هناك توجهاً من المؤسسة العسكرية في النظام تريد حلاً للمشكلة الإرترية حيث راجت هذه الأخباربكثرة قبل فترة ثم اختفت وما تسرب عن بعض المصادر بأن أفورقي قرر نقل وزير الدفاع الى رئاسة حزب الجبهة الشعبية لكن وزير الدفاع لم ينفذ هذه التعليمات ، إن كل هذه الأخبار إذاما نسجت في خيط واحد تفديد بأن هناك أصوات داخل النظام معارضة ربما تزيد في مقبل الأيام مع صعوبة الوضع وشراسة القمع والتصفيات الجسدية التي يتعرضون لها ، ولكن كل ذلك سيهون إذا قدم ثمناُ للحرية وإن يدل فيما يدل على أن القوة والكبت ليس هو الطريق لحل مشكلات المجتمع وفي ذلك دورس للأخرين الذين يعملون في خندق المعارضة مستقبلاً . أما وقد وصفت بالوثيقة السرية فلاأريد التعليق على هذا الخبر وأمل أن لا يكون صحيحاً كما قلت ، ولكن من هانت عليه الدولة وشعبها كله لايستبعد أن يقوم بكل ماهو فظيع وشنيع حتى لووصلت به الأمور إلى درجة الإعتقالات أو القتل والإختطاف ، وهذا هو السجل الذي تمتاز به الجبهة الشعبية قديماً وحديثاً فكم هم الذين قضوا في هذا الطريق بمثل هذه الطريقة المستهجنة والمنكرة من كل العقلاء ..؟ وفي ذات اليوم الذي نشرت فيه خبر إغتيال أفورقي، وما قيل من موت سجناء الرأي من السياسين نشر خبر إعتقال 30 من طلاب و معلمي المعاهد الدينية ( الإسلامية ) وقد أورد الخبر موقع عونا نقلا عن عواتي في (نيوز قيداب) وجاء في ثنايا الخبرإن من جملة المعتقلين شيخ طاعن في السن يبلغ ال(70) عاماً اذ لم تشفع له شيوخوخته فإعتقل هو الاخرلانه أفزع النظام وهدد الأمن القومي في العاصمة الإرترية أسمرا !! والشيخ عبدالله أحد خريجي الأزهر الشريف وكان يقدم دروساً تربوية في مسجد الخلفاء الراشدين في أسمرا أولا نسأل الله له ولرفاقه السلامة من بطش هولاء المجرمين، وثانياً أعاد عندي هذا الإعتقال حوادث إعتقالات التسعينات .والذين تجاوزا ال(250) معتقلاً من الدعاة ومعلمي المعاهد الدينية ويأتي على رأسهم الشيخ محمد إبراهيم شيدلي ، فماذا يعني هذا الإعتقال وفي هذا الظرف بالذات ؟ وأين يوضع كلام أفورقي في المقابلات الإعلامية وقوله بأن حكومته هي حكومة الشعب وللشعب فهل من كان للشعب ومن جاء به الشعب يعتقل جزءا منهم ويشرد آخرين وستخدم الشباب في أعمال السخرة التي تعرضها فضائية النظام على أن ذلك إنجاز من إنجازات التنمية فلم تسلم من هذه الممارسات حتى النساء !. فإذا إمتلك النظام الشجاعة في نفي خبر محاولة الإغتيال التي تعرض لها أفورقي لماذا لم ينف خبر إعتقال هولاء الطلاب والمعلمين علماً بأن الخبرين في الموقع نفسه ؟!أم إن ذلك أيضاً من إدعاءات الإعلام المعارض .؟ ! أين المنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان ألا يستحق هولاء الوقوف والدفاع بقوة ضد نظام أفورقي ؟! ألا يسحق هولاء موقفاً قوياً من قوى المعارضة ووقفةجادةو تبني قضايا المعلمين والتحرك بها في داوئر القرار الدولي ؟ وهل توجد فرص أكبر من هذا لإيقاف النظام عند حده ؟!أم قوى المعارضة ولم تتمكن بعد من التعرف على شفرة الدخول الى دوائر للاعبين الرئيسين ؟! أم هذه المطالب لم ترق الى مستوى التغيير الكبير والعاجل في إرتريا………أم ؟ ما الذي يمكن أن يحدث لوطال عمر النظام ألا تخشى قوى المعارضة من إنهيار الدولة الإرترية ومن ثم حدوث حالة أقرب الى الدول التي نراها في العالم المماثل ؟! ألا تستحق تحذيرات وزيرة الخارجية الأمريكية للنظام موقفاً سياسياً يمكن أن يستثمر لصالح المعارضة الإرترية ؟! إن الفرص السياسية من خلال هذه الأحداث وغيرها ماتزال تتوالى على معسكر المعارضة لكن يبدوا بأنها ماتزال تبحث عن لقمان الحكيم ليوصل السفينة الى بر الامان !!. وجاء في الأخبار أيضاً طرد كينيا لدبلوماسي إرتري وهرولة وزيرخارجية إرتريا لا حتواء الموقف لا أعتقد أنه خبر عادي أيضاً إذ يمكن أن يوظف لصالح المعارضة إذا ما تعاطت مع العملية السياسة بسلاسة وسرعة إيقاع وتجاوز النمطية في التفكير والإدارة . أما خبر محاولة تحويل مجرى نهر النيل فهو خبر غريب وعجيب.خاصة إن المصدر الذي أورد الخبر نسبه الى مسؤل سوداني مختص في مجال المياه وإذا صح الخبر فلا يعدو أن يكون بالون من العيار الثقيل وإن الكيان الصهيوني مازال حاضراً وبقوة في إرتريا وهذه واحدة من الأذرع التي يمكن أن يلوي بها دول ذات وزن في المنطقة ويمكن النظام من خلال هذه التصريحات والتصرفات أن يلفت إليه الانظار ويضيف ملفاً جديداً بالإضافة الى الملف الصومالي وبهذين الملفين يمكن أن يمارس ضغوطاً على المستوى الدولي اوالإقليمي فالنظام الإرتري يجيد اللعب على التناقضات لكن ملف المياه على ما يبدوا سيكون صعباً عليه ، ويمكن أن يشكل له بداية النهاية إذ إقترب منه هذا إذا لم تكن هذه التصريحات مدفوعة الثمن . وأخيراً قال الكواكبي ” مابال الزمان يضن علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس يفكرون بحزم ويعملون بعزم ولاينفكوا حتى ينالوا ما يقصدون ” أنا أراجع التصحيح وصلني خبر العملية المشتركة التي قامت بها الوحدات العسكرية المشتركة المكونة من تنظيمات جبهة التضامن وبعد التهئنة لهؤلاء الأبطال الذين قاموا بالعملية أعتقد أن هذه العملية ذات دلالات عميقة ورسائل متعددة ينبغي المضي قدماً في هذا الإتجاه حتى نصل الى مرحلة توازن القوة في قواعد اللعبة السياسية وعندها لكل حادث حديث.Alisaed30@hotmail.com 18/8/2009م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى