مقالات

المؤتمر الوطني السادس لجبهة التحرير الارترية / المجلس الثوري

27-Jun-2006

ECMS

كانت جبهة التحرير الارترية هي أول تنظيم في الساحة الارترية يعقد مؤتمراً، فالمؤتمرات العسكرية التي بدأت بمؤتمر أدوبحا ( 1969م ) ثم عواتي ( 1971م )، تطورت الي نقلة نوعية تمثلت في انعقاد المؤتمر الوطني العام الأول الذي عقد بمنطقة آر في 14 / 10 – 13 / 11 / 1971م،

وسرعان ما أخذ تقليد عقد المؤتمرات مكانه البارز بين تقاليد السياسة الارترية، سواء في عهد الكفاح التحرري المسلح أو بعد التحرير، حيث لم ينشأ بعد ذلك المؤتمر من تنظيم سياسي ارتري جديد إلا ووجد نفسه مضطراً الي المرور عبر محطة المؤتمر، إذ يرى في عقده توطيداً لأركانه السياسية والتنظيمية والدبلوماسية.إن فكرة عقد المؤتمرات لم تنطلق من فراغ، فللفكرة جذور ضاربة في تاريخ وثقافة شعبنا، إذ كان الشعب الارتري مجتمعاً يدير نفسه بنفسه منتظماً في قرى ومحافظات وأقاليم، ويحل مشكلاته عبر مجالسه العامة دون الحاجة الي تدخل الشرطة أو السلطات الحكومية، وفي تلك المجالس الشعبية التي تعقد لعامة سكان القرية أو الحي كان الجميع يتعلمون الحكمة ويرتشفون كؤوس الفطانة والرزانة من أفواه الحكماء من الأعيان والشيوخ، بل خرجت من تلك المجالس الشعبية التي غالباً ما كانت تعقد لحل المشكلات ومعالجة سوء التفاهم بين الناس الكثير من القوانين العرفية والدينية الكاملة التبويب والتصنيف.ويبدو أن الثورة الارترية بدورها أخذت بتلك التقاليد الشعبية التاريخية العريقة، لذلك كثيراً ما كان أمر المشاكل والصعوبات يحال الي المؤتمر، أياً كان طابع تلك المشكلات، فردياً، أو وطنياً سياسياً شاملاً، وبصفة خاصة اضطر المؤتمر الوطني الأول الي حمل أعباء حل ومناقشة كل مشكلات وتعقيدات الفترة التي سبقته من عمر الثورة على كاهله، وهذا ما يفسر طول المدة ( شهر ) التي استغرقها ذلك المؤتمر، أما بعد ذلك فقد ازدادت الثورة معرفةً وغنىً في التجربة، فأصبحت مؤتمراتنا تركز على القضايا الكبرى التي تهم الشعب والوطن، سياسياً، دبلوماسياً، اقتصادياً واجتماعياً، فكان أن ظهر اثر ذلك التطور الإيجابي في مظاهر عدة، على رأسها قلة وتقلص الفترة الزمنية التي تستغرقها المؤتمرات، هذا فضلاً عن التقدم الممرحل والمواكب للحقبة والظروف السائدة والمتطور بتطورهما والذي انعكس في البرامج السياسية والهياكل واللوائح التنظيمية التي كانت تعكس في كل مرحلة أو مؤتمر وجه الأوضاع السائدة في هذا أو ذلك الحين.اليوم نحن على أبواب المؤتمر الوطني العام السادس، وفي هذه الآونة تبرز على مسرح الأحداث تطورات كبيرة ومقلقة على مستوى الوطن، المنطقة والعالم، ولابد لمؤتمرنا أن يتطرق الي تلك القضايا والتطورات بالتقييم الموضوعي والجاد، وأن يعد من الوسائل والترتيبات ما يعينه على ذلك التقييم. الكل يذكر قرار الاجتماع الرابع للمجلس الثوري ( الهيئة التشريعية للتنظيم ) في يوليو 2004م والقاضي بتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر، بيد أن الظروف التي حالت دون انعقاد المؤتمر السادس في موعده الدوري الذي صادف العام 2005م أدت بدورها الي عدم إنفاذ قرار إنشاء اللجنة التحضيرية إلا في مارس 2005م، لتبدأ أعمالها الرسمية منذ سبتمبر 2005م.الي جانب تقديم برنامج المؤتمر الخامس السياسي الذي سوف يقدم للمؤتمر كمشروع للبرنامج السياسي للمؤتمر السادس، هناك أجندة وأطروحات أعدتها لجنة الدراسات التي كونتها اللجنة التنفيذية ورأت القيادة إضافة بعض القضايا الخاصة التي ترى ضرورة مناقشتها وإنزالها الي القواعد لمناقشتها وإثرائها بأفكارٍ جديدة، وقد بدأ ذلك بالفعل، أما بعد فراغ القواعد من الإدلاء بمقترحاتها وتوصياتها سوف يناقش اجتماع المجلس الثوري الذي سوف يعقد قبيل المؤتمر تلك الآراء والمقترحات ليخرج منها بالتعديلات التي يرى إداخالها على مشروع البرنامج ليقدم ما اجتمع لديه من حصيلة الي المؤتمر كمشروع برنامج سياسي مقترح.إن ما يميز المؤتمر الوطني السادس عن سابقيه من المؤتمرات، هو أنه الي جانب عضوية المؤتمر العاملة المكونة من الوفود القاعدية المنتخبة وكل من يخول له موقعه التنظيمي حضور المؤتمر، رأت القيادة أن تشرك في المؤتمر بصفة المراقبة عناصر وجهات لها أهميتها ودورها في إثراء المؤتمر، مثل مراكز ووسائل الاعلام الارترية، مراكز ومنظمات حقوق الانسان والشخصيات الوطنية العامة، هذا بالإضافة الي أن اللجنة التحضيرية وفق التوجيهات الصادرة اليها من المجلس الثوري سوف تركز وتبذل الجهود الحثيثة لإشراك قطاعي المرأة والشباب بأكبر قدرٍ ممكن. كذلك سوف يتطرق المؤتمر الي قضايا وأحاديث الساعة الراهنة التي تهم الشعب والتنظيم، مثل قضايا الوحدة الوطنية، قضية القوميات، العلاقة بين الدين والسياسة وقضية الدستور، وغيرها من القضايا السياسية، الاجتماعية والإدارية.وبهذه المناسبة ندعو شعبنا وقواه المحبة للسلام والديمقراطية والعدالة ألا يدَّخروا جهداً في تقديم كل ما يرونه مفيداً ومعيناً على تطوير وتنمية العملية السياسية الارترية عموماً وجبهة التحرير الارترية / المجلس الثوري خصوصاً، من الأفكار والآراء حول مشروع البرنامج السياسي أو القضايا الأخرى، كما لا يفوتنا أن نذكــِّــــــرهم الي جانب جهدهم الفكري أن يبذلوا أيضاً جهدهم وإسهامهم المادي في السعي الي إنجاح المؤتمر الوطني السادس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى