مقالات

سراج موسى عبده : في وداع مناضل طليعي* : ياسين محمد عبد الله

6-Oct-2012

المركز

طليعي آخر يرحل قبل أن نتمكن من أن نعبر له في حياته عن تقديرنا لما قدم من مساهمات في مسيرة نضالنا من أجل الحرية. كنت أتمنى ان أكون حاضراً بينكم لأشارك في أمسية الوفاء هذ لرجل كرس سنوات شبابه من أجل حرية إريتريا.

سراج موسى عبده أول رئيس للاتحاد العام لطلبة إريتريا والعضو القيادي في الحركة الطلابية المناضلة أبان أكثر سنواتها عطاءاً والمناضل في صفوف جبهة التحرير أيضاً أبان أكثر سنواتها عنفواناً ومجداً يرحل ويدفن بعيداً عن الوطن الذي حلم به وأعطاه جهده وفكره في شجاعة ونكران ذات. لقد لعب الطلاب الإريتريون دوراً محورياً في إطلاق النضال الإريتري وفي تمتين مسيرته. فالذين أسسوا في القاهرة في عام 1960 جبهة التحرير الإريترية كانوا كلهم – ما عدا واحدا هو الزعيم الوطني الكبير إدريس محمد آدم- طلاباً يتقلون العلم في الجامعات والمعاهد المصرية. والدفعات الأولى من الإريتريين التي تلقت دورات عسكرية متقدمة في الخارج كانت أيضاً من الطلاب الذين يدرسون في القاهرة وقد التحق هؤلاء بعد تلقيهم التدريب بالميدان ولعبوا دوراً قيادياً كبيراً في الثورة. وقام البعض الآخر من الطلاب في تلك المرحلة وبينهم الراحل العزيز سراج موسى عبده بمهمة التعريف بالثورة الإريترية في المنطقة العربية والعالم وقد يكون إنجاز هذا الجيل الأكبر بعد تأسيس الاتحاد العام لطلبة إريتريا في مطلع عام 1969 هو وضع الثورة الإريترية في مكانها الطبيعي في إطار حركة التحرر الوطني العالمية من خلال اكتساب عضوية اتحاد الطلاب العالمي واتحاد الشباب الديمقراطي العالمي والمشاركة في المؤتمرات والمهرجانات العالمية وإقامة علاقات تضامن وصداقة مع مناضلي حركات التحرر الوطني في العالم.وفي الداخل لعب هذا الجيل دوراً كبيراً في عملية انتقال جبهة التحرير الإريترية إلى تنظيم يمتلك رؤية وبرنامج واضح من خلال مشاركته في الإعداد للمؤتمر الوطني حيث كان الراحل العزيز أيضاً بجانب طلاب آخرين عضواً في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الأول أحد المحطات الانتقالية المهمة في مسيرة الجبهة. ولاحقاً اتبع هذا الجيل أدوره الخارجية بخطوات أكثر ثورية بالتحاق العشرات منه بعد التخرج في مطلع عقد السبعينيات بالميدان فعززوا مسيرة الثورة وطابعها الوطني الديمقراطي. وقد كان الراحل الكبير أحد هؤلاء أيضاً حيث التحق بعد تخرجه بالميدان وعمل مسؤولاً عن تحرير مجلة ( سبتمبر) الموجهة لجيش التحرير الإريتري.برحيل المهندس سراج موسى عبده تنطوي مرحلة مجيدة من العطاء ونكران الذات، مرحلة قدم فيها الإريتريون تضحيات عظيمة وكان سراج أحد روادها بما تميز به من تصميم وشجاعة ووعي. ستبقى ذكرى المناضل الطليعي سراج موسى عبده منارة تضىء طريقنا نحو تحقيق الأهداف العظيمة للثورة الإريترية، كما أن هذه الذكرى العطرة تقدم أقوى الردود على حملات التشكيك في الطابع النبيل والوطني والمجيد لنضالنا من أجل الحرية.الشكر لأصدقاء ورفاق الراحل الكبير على إقامة هذا الحفل التأبيني.والمجد والخلود لذكرى سراج موسى عبده ولكل شهداء نضالنا العظيم.ياسين محمد عبد الله•النص أعلاه رسالة بعثت بها لحفل تأبين المناضل سراج موسى عبده الذي أقامه أصدقاء ورفاق الراحل في برمنجهام بتاريخ 29/9/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى