مقالات

وداعــاً كمـــال شيــخ أري : عبدالمتعال سليمان

18-Mar-2013

المركز

ككثيرين خرجوا من أوطانهم كان الراحل يحلم بالخبز والحرية.. لكنه أيضاً مثل كثيرين عاش منفياً ومات منفياً حتي بعد طرد المستعمر، وفي النهاية تكرر نفس المشهد الذي يحدث مع العشرات من أبناء شعبي،

، إذ لم يجد الراحل بقعة صغيرة من تراب الوطن تحتضن رفاته بعد مماته.. فعلي مدي خمسة وعشرون عاماً أو تزيد عاشها الراحل في أوربا كان الرجل يمثل سفارة شعبية لبلاده.. يعكس وجهها المشرق لدي الأوربيين والجاليات الأخري الشقيقة والصديقة.. بصدقه وأمانته وعفته.. هو من القلائل الذين كلما تحدثت إليهم تجده مهموماً بقضايا شعبه.. واثقاً من حتمية التغيير حتي وإن تأخر.. يتحدث إليك حديث العارف ببواطن الأمور.. لا تمل الإستماع إليه، حين إلتقيته وجدته يتناول الأمور بغير عاطفة.. يختلف عن كثيرين في طرحه، أحسست ذلك في ثنايا حديثه، تحدثنا حول عديد القضايا التي تدور في الساحة.. تجارة البشر.. أوضاع المعارضه.. الأوضاع بالداخل.. أوضاع الجالية بالسويد.. وكثير من القضايا التي كانت تشغل باله.. كانت أفكاره جريئة وخلاقة ومبدعة ولاهثة وراء البحث والمكابدة.. بل كانت أرائه إحراجاً لا هوادة فيه للواقع والموروث على حد السواء.. لم ينتهي حديثنا إلي هنا، وعدته أن نلتقي في مايو القادم.. لكن القدر كان أسرع منا جميعاً.. مؤقنٌ أنا بأن الدنيا لا تأخذ إلا الطيبين الطاهرين هكذا هم دوماً يرحلون خلسة دون أن نشعر بهم.. ألا رحم الله (كمالاً) بقدر ماقدم لوطنه وأهله وشعبه، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وألهم ءآله وذويه الصبر وحسن العزاء. صادق التعازي لأبنائه وزوجته ووالدته وعموم آل شيخ أري المنتشرين في كل مكان من هذه المعمورة .. وللشعــب الإرتـــري في مصابهم الجـلل.. ولا أراكم الله مكــروهاً في عــزيز لديكم.. عبدالمتعال سليمان Abdulmootal_sheikhary@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى