مقالات

المعارضة : طفح الكيل ولا دور للحكماء .. !! جمال همـــد

8-Aug-2015

عدوليس ـ ملبورن

في الوقت الذي جددت فيه “العنقاء” الإريترية نفسها ونفضت الغبار والرماد لتنطلق من جديد ،تفجرت الصراعات العبثية في الجسم العليل أصلا للمعارضة الإريترية ! صورة مغايرة مبنى ومعنى للحركة الجماهيرية التي كسرت الإطار وجددت الصورة المشرقة للنضال الإريتري .ولولا جزعي من الشطط لقُلت أنهم فجروا صراعاتهم لمسخ الصورة التي أعلنت عن نفسها في جنيف!.

ومصطلح “صراع ” هنا إستخدمه لعجزي عن توصيف الحالة وتخفيفا على القاريء وإحتراما له أمسك عن إستخدام توصيف آخر ، لأن الصراع عادة يتم حول رؤى وأفكار وبرامج وبين إتجاهات إيدولوجية وفكرية ، وتصورات سياسية .كيف نفسر إحتدام الإصطراع في كل مرحلة تلوح فيه فرصة يانعة للإغتنام وتتبددت في الهواء لغياب المعارضة سواء المنظمة منها أو المدنية ؟. ليس عصيا رصد تلك الفرص التي أُهدرت والتي أتت على طبق من ذهب . سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي ناهيك عن ما يعتمل في الداخل ويعبر عن نفسه بأشكال إنفجارية ، وما يقارب المليون إريتري تعصف بهم رياح المنافي والصحارى والمحيطات ، لتقف لهم برلمانات العالم حدادا والجهة المعنية تكتفي ببيانات سمجة .الأزمة التي تحيط بالمعارضة الإريترية هي أزمة مركبة ، يعاد إنتاجها بإصرار منقطع النظير .البدايات الخاطئة تؤدي لنتائج خاطئة بالضرورة ، تاسيسا على ذلك يمكن القول دون مواربة ان الطريق الذي سلكته المعارضة الإريترية من الإعداد لما سُمي حينها بـ “ملتقى الحوار الوطني ” والذي أدى لمنحدر سحيق في وداي غير ذي زرع ، توهم حينها الناس انه سيمهد الطريق لأسمرا و” إسقاط ” النظام . ومع إرتفاع الصوت العالي لطبول المؤتمر ، لم تسمع أصوات أخرى نادت بالتصحيح المبكر ، وإعتبرت حينها نشازا ،وصنفت حينها ضمن الذين يقفون ضد ( مصالح المعارضة ) حسب رأيهم ، والآن يحصدون الحصرم .ليس المجال هنا مجال شماته ، لكون لا شماته مع السياسة ، لكنها للأسف هي الصورة التي لايمكن تجاوزها وتعتيمها . ومن حينها والمجلس يدور في حول نفسه مما افقده التوازن لينفجر الصراع بين مكتبيه التنفيذي والتشريعي ، وبذلت جهود جبارة أثمرت عن انعقاد إجتماع المجلس التشريعي لتتكون تنفيذية جديدة ومكتب تشريعي ولجنة تحضيرية للإعداد للمؤتمر الثاني الذي طال أمده ، وبدلا من العمل الدؤوب لعقد المؤتمر إنفجر صراع من نوع آخر ، ولينتقل به ما يمكن ان نسميهم ” قادته ” لغرفة (بالتوك) ويشتمون بعضهم بهذا الشكل المريع والمخجل ! . يأتي هذا التطور بعد فشل لجنة الترويكا الثلاثية والتي عجزت عن رأب الصدع وتشاكى الإطراف لمكتب الجنرال الممسك بالملف الإريتري الذي طلب منهم بشكل لائق حل مشكلاتهم خارج مكتبه حسب بعض المصادر .الخلاف الذين يبدو في السطح بين اللجنة التنفيدية للمجلس الوطني ولجنته التحضيرية ويتمحور حول شخصيتي كفلي يوهنس / بشير ظاهريا ، ليس خلافا حول “صلاحيات ” أو خلاف شخصي بينهما ، بل خلاف بين أطراف وتكتلات داخل المجلس ، وهو حصيلة تراكم طويل من الأخطاء والتعقيدات التي أنتجها مؤتمر ” أواسا ” ، كما هو نتيجة طبيعية لمنهج ونهج تفكير ساد قبيل المؤتمر وهو تفكير واسلوب دون إستحقاقات الشعب الإريتري . ولتأكيد ذلك راجعوا كل “المقالات والكتابات ” في تلك المرحلة في عدد من المواقع الألكترونية الإريترية . نهج أستخدم مصطلح خاطيء ليفسر كل المعضلات التي تواجه شعبنا ، من تعريفه لماهية النظام القائم في أسمرا وإنتهاء بالخلافات التي تكتنف عمل المعارضة ، لتسود مرحلة سوداوية شديدة القتامة لا تتناسب ونضال شعبنا وإرث ثورتنا ، وتنكبت قوى التغيير السياسي الطريق المؤدي للتصدي لما تفرزه السياسات الرعناء للعصبة الدموية الحاكمة على كل الأصعدة وأهمها التخريب المتعمد للنسيج الإجتماعي ، لتأتي الطامة الكبرى بإنسحاب المثقفين والأكاديمين من المشهد تاركين الساسة و (الأونطجية ) يفعلون ما يريدون ، مع تسجيل الإعتزاز هنا بالقلة التي تكابد من أجل التصحيح ولا يسمع صوتها حتى الآن ، كما أفتقد دور الحكماء ومجالسهم . ما حدث في غرفة ( سمر 4 ) للحوار أطاح بالقليل من الآمال التي كان يتحصن خلفها البعض ووافقهم عليها الكثير لكون لا عاقل من يقف ضد الأمل .وحرق الجمع مراكبه في الوقت الذي كان فيه رئيس المجلس التشريعي للمجلس الوطني ونائبه يستعدان للتوجه لأديس ابابا للبحث عن سبل للحلول وهي ممكن كما صرح لـ (عدوليس ) وضع طرفي الصراع العربة أمام الحصان ، لتزداد مهمته تعقيدا . إنطلاقا من المصلحة العامة وتأسيسا على مصالح الشعب ومنعا لإنهيار المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي وأنصراف عضويته كيفيا ، اتقدم مرة أخرى بعدة اقتراحات أراها عملانية تمهد الطريق للدخول للحلول وتسهل مهمة رئيس المجلس ونائبه وهي :1/ إنعقاد إجتماع سريع وطاريء لرؤساء التنظيمات و يسمى إجتماعا تشاوريا لبحث صيغة توافقية للتحضير للمؤتمر ، بالتنسيق مع رئيس المجلس ونائبة .2/ على ان يتم الأتفاق على مؤتمر يقوم على أسس جديدة تأخد في الاعتبار المتغيرات في الداخل الإريتري والمحيط الأقليمي .وبالعموم اقول لكل قوى التغيير هل من مراجعة نقدية وشفافة، تعاد معها البوصلة ، بدلا من السياسات النيرونية المدمرة ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى