مقالات

في مقام الوداع للمناضل النبيل أحمد سويرا بقلم/ محمد نور أحمد

11-Dec-2016

عدوليس ـ ملبورن

غادر المناضل الجسور احمد إسماعيل الشهير بـ سويرا دنيانا الفانية إلى الحياة الأخرى بعد عمر أفناه في النضال من أجل قضية وطنية الحبيب إريتريا .كان الرجل وطنيا خلوصا لم يملأ ذهنه شيء من أحلام الدنيا من جمع المال أو التفرغ للعلم وهو في ريعان شبابة ، بل كرس كل وقته وتفكيره من أجل تحرير بلده ، بداية من الإنتماء إلى حركة تحرير إريتريا وصولا لجبهة التحرير الإريترية.

عندما أستعصى حل الخلاف بين حركة تحرير إريتريا وجبهة التحرير الإريترية شكل أحمد سويرا مجموعة من رفاقة من أعضاء الحركة تحت إسم وحدة تحرير إريتريا لتوحيد الحركة والجبهة، وعندما لم يتحقق له ذلك أنضم ومجموعته لجبهة التحرير الإريترية وناضل في إطارها حتى تحرير كامل التراب الإريتري.نجا احمد سويرا من يد الأمن الإثيوبي عندما سلمه أمن الجنرال عبود إلى الأمن الإثيوبي في مدينة تسني إلا انه تمكن من الإفلات و تسلل عائدا إلى مدينة كسلا . وقد كان الأمبرطور هيلي سلاسي ونظام الجنرال عبود يرتبطات بإتفاقية تبادل (المجرمين) ويقصد بهم المناضلين الإريترين وما عُرف حينها بالإنفصاليين الجنوبين .شارك احمد سويرا في مسيرات الشعب السوداني في ثورة أكتوبر 1964م والتي أدت لإسقاط نظام عبود وأتت بحكومة إعترفت بنضال الشعب الإريتري وألغت إتفاقية تبادل المجرمين وسمحت لقوى الثورة بعرض قضية شعبهم في أوساط الشعب السوداني فوجدت إنتصارات الثورة الإريترية طريقها إلى وسائط الإعلام السودانية والأحزاب والنقابات فخرجت المظاهرات المؤيدة لنضال الشعب الإريتري وصدرت البيانات المؤيد له أيضا ، وان لم يمتد ذلك لأكثر من ثلاثة سنوات عندما عندما أغلقت حكومة محمد احمد محجوب والشيخ علي عبدالرحمن مكاتب الجبهة وسعت لإحياء إتفاقية تبادل (المجرمين ) وذلك في محاولة لكسب ود وصوت الأمبراطور هيلي سلاسي ومن يلتف حوله من القيادات الإفريقية عندما طرحت مسألة الحرب العرب ـ الأسرائيلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا ان المظاهرات الجماهيرية العارمة والتي إنطلقت من جامعة الخرطوم وأجبرت وزير الداخلية لإعلان بيان على الهواء من إذاعة امدرمان بإطلاق سراح كافة المعتقلين من المناضلين الإريترين في كل من كسلا وبورتسودان.التاريخ يذكر أيضا ان الفقيد الراحل أحمد سويرا قد نجا من القنبلة اليدوية التي ألقيت على مقر حركة تحرير إريتريا بحي السجانة بالخرطوم وكانت ضمن عدد من القنابل التي القيت على مقرات حركة تحرير إريتريا وجبهة التحرير الإريترية وبتدبير من المخابرات العسكرية الإثيوبية التي نشطت في عهد حكومة محمد أحمد محجوب، كما دبرت ايضا عملية إغتيال مناضل وناشط إريتري على شاطيء النيل بمدينة امدرمان وكذلك معارض إثيوبي في منطقة بُري وهو ممن شاركوا في محاولة الإنقلاب التي قادها العقيد منقستو نواي في الستينات من القرن الماضي.الحديث عن نضال هذا الرجل لا تسعه هذه المساحة وهو الفارس المقدام والرجل الجسور والمناضل النبيل.رحم الله المناضل احمد إسماعيل احمد دين واسكنه فسيح جناته من الصديقين والشهداء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى