أخبار

وزير خارجية الصومال: مجلس الأمن سيناقش طلبا بفرض عقوبات على اريتريا

15-Jun-2009

المركز

المصدر:الشرق الأوسط
قال محمد عبد الله عمر وزير الخارجية الصومالي لـ«الشرق الأوسط» إن مجلس الأمن الدولي سيناقش فرض عقوبات على اريتريا استجابة لطلب من منظمة دول الإيقاد ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي على خلفية اتهامات موجهة لأسمرة بالتدخل في الشؤون الداخلية للصومال وتقديم الدعم العسكري والمالي واللوجستي للمعارضين للسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد.

وأبلغ عبد الله «الشرق الأوسط» في حوار خاص من القاهرة عبر الهاتف من العاصمة البريطانية «لندن» التي وصلها أول من أمس قادما من مدينة نيويورك الأميركية حيث مقر مجلس الأمن، أن اريتريا تخوض حربا أيضا ضد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي عبر دعمها للمتمردين الذين يشنون هجمات عليها في العاصمة الصومالية مقديشو.. وفيما يلي نص الحوار: * فهمت أنكم تتحركون دوليا ضد اريتريا، هل لهذا علاقة بزيارتكم إلى مقر مجلس الأمن الدولي؟ ـ كنت في نيويورك للقاء مسؤولين وممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن والسيناريو في المجلس كما نتوقعه يمضي لصالح معاقبة اريتريا، نحن كحكومة في الصومال نتطلع إلى كبح جماح الموقف الاريتري. إنهم في اريتريا يلعبون دورا سلبيا وضارا في الصراع الداخلي في الصومال، وهم الحكومة الوحيدة في العالم التي ترفض الاعتراف بالحكومة الصومالية ودعت علانية في بيان أصدرته وزارة الخارجية في الثالث والعشرين من شهر فبراير (شباط) الماضي لمطالبة العالم والشعب الصومالي بالإطاحة بهذه الحكومة. إنها حكومة أصدرت بيانا علنيا، ومنذ هذا التاريخ انتهكوا المجال الجوي للصومال، ووفروا مقاتلين أجانب وقدموا ملايين الدولارات إلى كل من الحزب الإسلامي وحركة الشباب ومنحوهم سلاحا وذخيرة أيضا، ومنذ عودة الشيخ (حسن طاهر) أويس (زعيم الحزب الإسلامي) قادما من أسمرة، 400 شخص ماتوا ومائة ألف شخص هربوا من منازلهم بمن فيهم النساء والأطفال، فقط إن اريتريا تمارس هذا الدور وتساعد المعارضة الصومالية. لذلك نحن الآن نطلب من مجلس الأمن فرض عقوبات على اريتريا، وهذا طلب رسمي. * هل سلمتم خطابا رسميا إلى المجلس؟ ـ نعم ولقد التقينا كل الأعضاء. * أعنى هل هذا خطاب مهرته بتوقيعك؟ ما فعلناه هو أننا في العشرين من شهر مايو (أيار) الماضي، ذهبنا إلى منظمة الإيقاد لكي نطلب منهم أن يقدموا الطلب نيابة عنا إلى مجلس الأمن، وقد فعلت المنظمة هذا وأصدرت بيانا يدعو إلى فرض عقوبات، وهذا موقف شجاع لكل دول الإيقاد، وهذا هو نفسه الطلب الذي تم تقديمه إلى الاتحاد الأفريقي وقام مجلس السلم والأمن والتابع للاتحاد الأفريقي أيضا بطلب فرض عقوبات على اريتريا، وهذه القرارات متاحة ومعلنة. نحن ذهبنا إلى نيويورك لتسليم القرارات الصادرة عن منظمة الإيقاد ومجلس السلم والأمن الأفريقي إلى مجلس الأمن، وقد فعلنا هذا والتقينا مع الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن بما فيهم للصين وأيضا الدول غير دائمة العضوية بما في ذلك ليبيا وأوغندا وبوركينا فاسو. * وماذا قلتم لأعضاء مجلس الأمن تحديدا؟ ـ قلنا إن اريتريا تنتهك قرارات مجلس الأمن التي تنص على أنه من غير المقبول تصدير أسلحة إلى الصومال، وأيضا سلسلة القرارات الصادرة من منظمة الإيقاد والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي تدعو كلها أيضا إلى منع تصدير السلاح إلى الصومال، وتنص في المقابل على دعم الحكومة الصومالية، كل المنظمات الإقليمية تدعم حكومتنا والشعب الصومالي. * تريدون معاقبة أسمرة لخلافاتكم معها؟ ـ ربما أنت محق في جانب من التفسير، لكنى دعني أقول هنا بكل وضوح، إن الأمر ليس قاصرا فقط على هذه الزاوية، بل إن اريتريا تدعم الحرب ضد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. * وماذا تتوقع إذن في المقابل؟ ـ نتوقع أن يفرض مجلس الأمن عقوبات على اريتريا. * هل لديكم تاريخ محدد؟ ـ لا هذا هو أول اجتماع لنا مع أعضاء مجلس الأمن وهم استمعوا بتعاطف مع مطالبنا. * لكن حتى الآن لم يصدر أي قرار؟ ـ نعم لأن المجلس كان مشغولا في الآونة الأخيرة بمناقشة ملفات كوريا الشمالية وجورجيا، وإذا نظرت إلى القرار الذي اتخذه المجلس ضد كوريا الشمالية، بإمكانك أن ترى كيف كان القرار قويا ونتوقع قرارا مماثلا ضد اريتريا. * متى تتوقعون هذا؟ ـ نتوقعه قريبا جدا وبأسرع ما يمكن. * هل نتحدث عن أسبوع مثلا؟ ـ نتكلم عن أنه في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون هناك قرار من مجلس الأمن ضد اريتريا لردعها عن ممارسة دورها السلبي في شؤوننا، أنشطة اريتريا في دعم الحرب في الصومال لا يجب أن تستمر، بالعكس يجب أن تتوقف فورا بالنظر إلى حجم الخسائر المادية والبشرية المترتبة على وضع هكذا. * حسنا تتحدثون عن اتهامات متكررة لاريتريا لكن لا أحد يقدم مستندات؟ ـ (مقاطعا) فهمت مغزى السؤال، نحن لا نتهم هذه الدولة من فراغ لدينا ما يثبت أن الطائرة التي حملت طاهر أويس المسؤول رقم واحد عن الحرب الراهنة في الصومال وزعيم المتمردين الإسلاميين، كانت قادمة من العاصمة الاريترية أسمرة إلى العاصمة الصومالية مقديشو، ولدينا أيضا البيان الرسمي الذي أصدرته وزارة الخارجية الاريترية لتحريض الشعب الصومالي على الإطاحة بالسلطة الشرعية في البلاد. وهناك تصريحات منشورة للشيخ أويس يعترف فيها بتقديم اريتريا دعما غير محدود للمعارضة الصومالية ولحزبه تحديدا، وقال إن اريتريا تساعده. * هل لديك معلومات عن إغلاق ميناء العاصمة مقديشو؟ ـ لا ليس هناك تعليق للعمل داخل الميناء أو غلقه كما أشيع، ولكن هناك عملية جارية لإعادة ترتيب العمل في الميناء. * هل لديك علم بأي قوات إثيوبية في الصومال؟ ـ هم تحدثوا في السابق عن أفراد للاستطلاع وهذا يختلف عن إرسال قوات عسكرية مدججة بالسلاح وعلى متن عربات ودبابات، نحن حكومة لم نطلب أن ترسل إثيوبيا أي قوات إلى الصومال، والكل يعلم أن القوات الإثيوبية خرجت بالفعل من بلادنا وفقا لاتفاقية جيبوتي للسلام التي ترعاها الأمم المتحدة، ليس بإمكانهم العودة إلى الصومال مجددا وإلا لاعتبر ذلك انتهاكا لاتفاقية جيبوتي ولعملية السلام. ليس هناك أي قوات في الصومال تحت أي مسمى، تواجد القوات الإثيوبية عسكريا مختلف عن مهمة استطلاع عادية مكونة من خمسة رجال فقط في ظل هذه الظروف. * هل تعتزم المشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب؟ ـ لا قد أتغيب لأني أعتزم التوجه إلى واشنطن ، للقاء مسؤولين من هيئة المعونات الأميركية، لكنى سأكون في القاهرة ربما نهاية هذا الشهر أو مطلع الشهر المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين في مصر والجامعة العربية في إطار حرصنا على التشاور المستمر والدائم مع مختلف العواصم العربية حول تطورات الوضع في الصومال. * هل تنوي لقاء هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية؟ ـ أتطلع حتما إلى ذلك، لكنى لا أنوي هذا الآن، ربما إذا أتيحت الفرصة للاجتماع سأفعل لكن زيارتي لواشنطن ستركز على مسألة المساعدات الأميركية لبلدنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى