مقالات

مفاتيح : فتح الحدود لمصلحة من ؟!!.. جمال همد

27-Apr-2007

المركز

قادم من داخل البلاد من الذين يقيمون في المنطقة الغربية لإرتريا سألته عن تأثير العلاقات السودانية الإرترية وتسهيل حركة الحدود على حياتهم فقال ، إنهم الآن أكثر راحة دون شك حيث يمكنهم التنقل بسهولة مقارنة بالماضي

ولكن حياتهم لم يحدث فيها تغيير لأنهم في المنطقة الغربية يعتمدون على تربية الأنعام أو التجارة فيها ، ويعتبرون كسلا سوقهم الرئيسي لتسويق تلك البهائم وكانوا يستفيدون من فارق السعر بين العملتين ( الجنية والنقفة ) لمعالجة مشكلاتهم ، لكن الذي حدث هو أن الحكومة الإرترية الآن لا تسمح بمرور المواشي وقد منعت بيعها حيث يلزم المالك أو التاجر ببيعها لشركة حكومية تحتكر الاتجار في المواشي ، ولأنها تملك ذلك الامتياز فلا تدفع لهم غير القليل وهو ما لا يمكنهم من تغطية متطلباتهم اليومية ،وبالتالي يكونوا قد تعرضوا لخسارة مزدوجة ، وهي بهائمهم من جهة والسعر المتدني الذي لا فكاك منه من جهة أخرى ، وبالتالي لن يحدث تغيير في حياتهم لكنه أضاف أن هنالك سلع لم تكن متوفرة في السابق توفرت بالأسواق الآن ولكن يمكنك أن تقول إنها للعرض فقط فلا يستطيع العامة شرائها للظروف التي ذكرتها لك ، هذا نموذج لمن سيحصل على الفائدة من فتح الحدود ولكن يبدو أن الحكومة الإرترية تعطي بيد وتأخذ بالأخرى ، صحيح من حق أي حكومة أن تعتبر تلك التجارة تجارة بينية بين الدول وتفرض بعض القوانين لتنظيمها لكن أن تحتكرها شركة واحدة تتسلط على رقاب المواطنين مستغلة حاجتهم فذلك ما لايقبله إنسان لأخيه ، مع أن الكثير من الدول تسهل للقبائل المشتركة أمر الحركة وتبادل السلع المحدودة التي لا تتجاوز ربط محدد يهدد اقتصاد البلاد .لا أدري هل يحس الوزراء وأركان السلطة في إرتريا بمعاناة المواطنين ، فكل الأنشطة التي تدر دخلاً محدوداً على هؤلاء قد حاصرتها الحكومة وحزبها الحاكم ، فالزراعة متوقفة نتيجة استنفار جميع الطاقات في الجبهات العسكرية ، والتجارة محتكرة بيد شركات الحكومة والحزب ، والرعي كذلك ، والتجارة الحدودية ممنوعة بحكم القانون ، فمن أين يعيش المواطن .إن الأرقام التي تتحدث عن ما يقارب الـ 50% من الشعب الإرتري ينتظر الإغاثات وحتى هذه الإغاثات لا تتحصل عليها إلا بعد أن تعمل المرأة المسنة أو الشيخ الكبير في نقل الحجارة في مشاريع السخرة التي أصبحت برنامجاً ثابتاً للفضائية الإرترية وأصبحت مصدر تهكم الآخرون إذ تساءل أحدهم قائلاً ( إنتو حجارة بلدكم دي ما تنتهي كل ما نفتح التلفزيون نلقى ناس ينقلوا حجارة ) يعمل الرجل أو المرأة المسنة في تلك المشاريع ليتحصل في نهاية اليوم على ( 2)كيلو من القمح أو غيره وهو ما أشارت إليه المنظمات الداعمة ورفضته . معلوم أن الشعب الإرتري شعب كادح لا يحب الكسل وبالتالي هو منتج ولكن إلى ماذا تهدف سياسات النظام التي جعلت من هذا الشعب البطل متلقي للإعانات وماداً يده إلى الكفاف ؟ .* نشر في صفحة رسالة إرتريا التي يصدرها المركز اسبوعياً في صحيفة الوطن 27/4/2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى