مقالات

تجمع صنعاء الى اين؟ تقرير: ياسر احمد عمر

17-Feb-2008

صحيفة الوسط

اعتبرته اريتريا تجمعاً مناهضاً لها يستهدف أمنها واستقرارها عندما أعلن خلال القمة الثلاثية التي ضمت السودان واليمن ورئيس الوزراء الاثيوبي (مليس زناوي) عن قيام تجمع صنعاء الاقليمي في اكتوبر عام 2002م باعتبار ان اريتريا في حالة عداء وتوترات مع كل دول التجمع

الدعم المتبادل للمعارضة مع السودان والنزاع حول جزر (حنيش) اليمنية والحرب مع اثيوبيا بسبب الخلاف حول ترسيم الحدود.ولذلك قالت اريتريا على لسان وزير خارجيتها حيئنذ ان بلاده لا يمكنها الانضمام الى تجمع كون للتآمر ضدها بينما اصدر الدكتور احمد دحلي مدير المركز الاريتري للدراسات الاستراتيجية المقرب من الرئيس الاريتري ثلاث دراسات بعد الاعلان عن تجمع صنعاء حملت عناوين قمة تعاون او تآمر، محور صنعاء محور تآمر تاريخي، قمة صنعاء الثلاثية قمة تعاون او تآمر، محور صنعاء على خطى حلفا عدن ، واعتبر مدير المركز ان الدول الثلاث مؤسسة التجمع تحمل اجندة مختلفة لا يجمعها سوى العداء لاريتريا، هكذا كان الموقف الاريتري من تجمع صنعاء لدى تأسيسه رغم ان قادة التجمع قالوا ان التجمع لا يستهدف احدا وليس ضد دولة بعينها ودعوا دول منطقة جنوب البحر الاحمر والقرن الافريقي للانضمام الى التجمع باعتباره تجمعا اقليميا مفتوحا لكل دول المنطقة على حسب مبادرة الرئيس اليمني على عبد الله صالح. ولكن !.. استمر الحال لمدة عامين من تكوين التجمع الى ان جاء عام 2004م وفي الدورة الثالثة لقمة تجمع صنعاء التي انعقدت بالخرطوم، تقدم الرئيس عبد الله يوسف احمد رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية بطلب انضمام للتجمع، وتم قبول الصومال عضواً بتجمع صنعاء بالاجماع.ويعتبر المراقبون انضمام الصومال لدول تجمع صنعاء محاولات تمسك بالقشة لتمنع نفسها من الغرق بعد فشل جامعة الدول العربية ومنظمة (ايقاد) والاتحاد الافريقي. وحتى الاتحاد الاوربي، في معالجة المشاكل التي تواجهها الصومال. لان تجمع صنعاء حسب رأيهم لا يستطيع ان يفعل لها شيئا ولن يبادر سوى للاستماع الى همومها ومخاطبة الجهات الدولية لدعمها. واقصى ما فعله تجمع صنعاء للصومال هو مطالبة اليمن بانشاء صندوق بالجامعة العربية لدعم الصومال. وهو لم يتجاوز طور المطالبة ولا شيء بعد ذلك.ومن التحديات التي يواجهها تجمع صنعاء دولة جيبوتي التي تقع على رأس القرن الافريقي، ورغم دعوة قادة دول التجمع بتوسيع الدول الاعضاء، الا ان هناك مخاوف يمنية قديمة من انتشار للقوات البريطانية في جيبوتي. رغم ان جيبوتي لم تفكر في الانضمام للتجمع واختارت سياسة منفردة لكسب الدعم الخارجي والمعروف ان جيبوتي تحولت منذ سنوات الى نقطة ارتكاز وتواجد امريكي قبل الغزو العراقي. وانشأت فيها امريكا نظاما اقليميا للرقابة البحرية والجوية لمنع تسلل عناصر القاعدة الى الشواطيء اليمينة او الصومال او الكينية. بجانب ان وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية اطلقت صاروخاً محمولاً على طائرة اقلعت من جيبوتي تسبب في اغتيال (6) من افراد تنظيم القاعدة في محافظة مأرب اليمنية.وجيبوتي نفسها كما يقول المراقبون لاتري حلولاً للفقر الذي تعانيه. وقال (محمود على يوسف) وزير التعاون الدولي في جيبوتي في تصريحات له (منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001م التزمنا جانب الحرب ضد الارهاب واعطينا الامريكيين كل ماطلبوه منا. ولم نحصل حتى اليوم على شيء في المقابل) لكنه برغم ذلك يرى ان بلاده لم تصل بعد مرحلة الاقتناع بالانضمام الى دول تجمع صنعاء. وقال (مازالت جيبوتي تحاول البحث عن خيار استراتيجي اخر يوفر لها الدعم المادي).وتم فيما بعد اعتبار جيبوتي دولة مراقبة بجانب الصومال.وايضا بمبادرة من الرئيس اليمني الذي دعا للمصالحة بين اثيوبيا واريتريا والسودان بغرض التهيئة لانضمام اريتريا وجيبوتي والصومال لعضوية التجمع، وبعد ان اطلق مبادرة ركزت على قبول اثيوبيا بالقرار الدولي بشأن النزاع الحدودي مع اريتريا والتزام السودان وارتريا بعدم دعم معارضة البلدين والتزام الدول الثلاث السودان واثيوبيا واريتريا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، وجاءت هذه المبادرة عقب الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الاريتري اسياسي افورقي الى صنعاء وادت الى اعلان انهاء الخلاف بين البلدين. في حين اعلن (افورقي) الموقف الجديد لاريتريا تجاه دول تجمع صنعاء بقوله (ان موقف اريتريا ثابت في هذا الاتجاه لم ولن نعتقد ان هذا محور يستهدف اريتريا اطلاقاً).وكان تجمع صنعاء انشىء بهدف شراكة تضم (110) ملايين نسمة وناتج اجمالي يصل الى (30) مليار دولار سنوياً واحياء منطقة القرن الافريقي حتى الوصول الى التكامل الاقليمي بين دول القرن الافريقي وجنوب البحر الاحمر وفق (10) مباديء منها تقوية علاقات التعاون الاقتصادي والمالي والتجاري وتكاملها على الصعيد الثنائي والجماعي والاقليمي والدولي .- تحديد مصادر التمويل الرسمي الخارجي والداخلي وتمويل المشروعات المشتركة.عقد اتفاقيات مشتركة في مجالات الاستثمار وحماية التجارة ومكافحة التهريب والغش التجاري وتجارة المخدرات وغسيل الاموال وتنسيق الاجراءات الجمركية والضريبية.- التعاون في المجالات السياسية وتطوير انظمة الحكم باعتماد مباديء الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية واحترام حقوق الانسان والتسامح الديني والارتقاء بمفهوم الشراكة السياسية.- تنسيق السياسة الخارجية في مجالات التجارة الدولية وتشجيع التجارة البينية وتطوير الاداء المؤسسي الدبلوماسي وانشاء هياكل للتدريب والتأهيل المشترك والمصالح الوطنية العليا للدول الاعضاء.ومن ابرز وقائع القمة الخامسة لقادة دول تجمع صنعاء للتعاون الاخيرة التي انعقدت بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، دفاع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن الوجود الاثيوبي في الصومال وقال اسمحوا لى ان اشكر حكومة السيد ملس زناوي والشعب الاثيوبي الذي وقف بجدية الى جانب الحكومة الشرعية الصومالية واضاف كان البعض يقول بان ذلك يمثل تدخلاً في الصومال ونحن نقول ان ذلك تم بدعوة من الحكومة الصومالية الشرعية التي طلبت الدعم الاثيوبي.رئيس الوزراء الاثويبي ملس زناوي شكر بدوره الرئيس اليمني وقال (نؤكد ان روح التعاون بين دولنا ستثمر في السنوات القادمة).الرئيس البشير أكد حرص السودان على التجمع من اجل الوصول الى تحقيق غاياته.الرئيس الصومالي عبد الله يوسف دعا المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة للصومال بما يتناسب مع التطورات التي تشهدها الصومال حالياً لاعادة اعمار ما دمرته الحرب وبناء مؤسساته الامنية والدفاعية لخدمة الأمن والاستقرار الاقليمي.ومن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال القمة الاخيرة (الخامسة) اتفاقية انشاء مقر وسكرتارية التجمع.اتفاقية انشاء مقر مركز الثروة الحيوانية.اتفاقية التجارة الحرة.بروتوكول التعاون في مجال المناطق الحرة.اتفاقية التعاون في مجال الشؤون المالية والمصرفية وتناقش القمة مشروع ربط دول التجمع باتصالات موحدة قدمه الجانب السوداني.ولكن يتخوف المراقبون من ان يتحول التجمع الى عبء اضافي يضاف الى مجموعة الاعباء التي تتحملها دوله، لانه لم يحقق أياً من اهدافه حتى الآن 0نقلا عن صحيفة الوسط الاقتصادي عدد 17فبراير 2008م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى