مقالات

مفاتيح:جمعية الأخوة الإريترية السودانية والدور المفقود :جمال همد*

4-Feb-2011

المركز

ذات مرة اتصلت بالأستاذ فتح الله علي عيسى المحامي ، للتشاور معه في إعادة إحياء جمعية للصداقة الإريترية السودانية .. وهو واحد من القانونيين السودانيين الذين ارتبطوا وجدانيا بالنضال الإريتري .

بعد أن استمع الرجل لمقترحي قال لي : إن هدف جمعيات الصداقة بين الشعوب هو ربط أواصر الصداقة والتعاون بين الشعوب ، وشعبي إريتريا والسودان لا يحتاجان إلى ذلك ، انزل الشارع ستجد أن ذلك محقق بالفعل ولا يحتاج إلى إطار ، لذا أنصحك بصرف النظر عن الفكرة وقد كان . تذكرت هذه الواقعة التي حدثت قبل سنوات في مدينة كسلا وأنا أطالع حوار السيد علي الزاكي رئيس بجمعية الأخوة الإريترية السودانية .. والقيادي السابق في المؤتمر الوطني بولاية القضارف ، في صحيفة ( إريتريا الحديثة ) الصادرة بتاريخ 18 يناير 2011م . الحوار أثار عندي عدد من الأسئلة حول جمعية الأخوة الإريترية السودانية التي يترأسها .. أهدافها وسائلها ومن تستهدف ومن يحق له الانتساب إليها … الخ الأسئلة . من المسلم به ان أهداف مثل هذه الجمعيات هي تعزيز أواصر الصداقة بين الشعوب وتمتينها ، وتنشط في المجالات الثقافية والرياضية والإجتماعية .. الخ . قوامها الأفراد النشطين من الجاليات وينتمي إليها قادة الرأي والمثقفين والرياضيين والفنانين وأساتذة الجامعات .. الخ من واجهات البلد المضيف ، ولا علاقة لها بالسفارات إلا لتسهيل أعمالها فقط . كما تنتصر للشعوب المغلوب على أمرها ـــ وهذا ما حدث فعلا في سودان الستينيات والسبعينيات ، أيضا تتولى تقديم التسهيلات للطلاب الجامعيين بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ، وأيضا لدارسي المرحلة فوق الجامعية . وقد لعبت جمعية الصداقة الإريترية السودانية في الستينيات أدوارا نضالية مهمة في مناصرة الشعب الإريتري وكانت تتكون من رجالات القوى الوطنية السودانية ومن محامين وقادة رأي وشعراء . أما بالنسبة للوضع الحالي نقول إبتداءا أن لا جالية إريترية في السودان كما هو الحال بالنسبة للجاليات المعروفة والعريقة في هذا البلد واقصد ( الإثيوبية واليمنية والصومالية ..) الخ . الوجود الإريتري في السودان يوصف قانونا بأنه وجود لجوء سياسي منذ عام 1967م والى وقتنا الحاضر ، والمسؤولية تقع على المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والحكومة السودانية كطرف مستضيف مناصفة ، ولا توصيف آخر له . وكل المحاولات التي جرت لتسمية جالية إريترية هي محاولات محض سياسية تقوم بها السفارة الإريترية في الخرطوم لتأطير المؤيدين لها في مواجهة المعارضين المنظمين وغير المنظمين ، وهؤلاء دفعوا الثمن غاليا عندما تعكرت الأجواء السياسية بين البلدين . فقد داهمت الجهات المعنية بأمن البلاد في السودان مقرات ما يسمى بالجاليات كمواقع محتملة للتجسس أو أعمال غير قانونية أخرى ، وتم إبعاد عدد كبير منهم في سنوات التسعينات . ينحصر الدور الذي تقوم هذه الجمعية في شقها الإريتري في تقديم الإغراءات لزيارة أسمرا وبضيافة رسمية لبعض رموز المجتمع السوداني من صحفيين وكتاب وشعراء ومحامين .. الخ ويستهدفون من له علاقة قديمة بالنضال الإريتري ..وكذلك الطلاب والجمعيات الأهلية والعمد ورجالات الإدارة الأهلية ، وإحداث اختراقات في الأجسام المدنية للقوى الإريترية المعارضة . علما بأن لا وجود مقابل لهذه الجمعية في إريتريا لكون لا حاجة له هناك ! وتتم استضافة هؤلاء أو من يرسلوهم مباشرة بواسطة رجال الحزب الحاكم والعسكريين . ألم نقل إن الجمعية سياسية بامتياز ؟؟ . إذا وما حوجتنا لمثل هكذا جمعيات ؟ تعمل باسمنا وتجهض قضايانا في الحرية والديمقراطية والاستقرار السياسي . نتوجه بنداء حار للدكتور أحمد عبد الرحمن رئيس مجلس الصداقة الشعبية العالمية لإعادة النظر في تكوين هذا الجسم الذي يستغل لإغراض سياسية لا علاقة لها بتمتين أواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين الشقيقين السوداني والإريتري . * نشر في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية -4فبراير2011م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى