أخبار

أفورقي: واشنطن تدعم الدكتاتوريات في الصومال وإثيوبيا وتصور كل شيء عبر عدسات الإرهاب

3-Oct-2007

ecms

أسمرة: جيفري غيتلمان*
رغم أن الكثيرين يعتبرون ان الرئيس الاريتري أسياس أفورقي، بأنه دفع بنفسه إلى زاوية ضيقة، الا أن الرجل ما زال متسما بالاسترخاء.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي بوش، قد اعتبرت بلاده دولة إرهابية، كما اقتربت اريتريا مع جارتها إثيوبيا التي يزيد عدد سكانها بـ15 مرة من الحرب مرة أخرى، ومع ذلك تصارع البلاد مع قضايا شاقة تتعلق بالتنمية، مثل كيفية توفير الغذاء.ولكن في يوم الاثنين الماضي كان أفورقي يجلس في كرسي في فيلا إيطالية قديمة وسط العاصمة أسمرة، وتحدث لمدة تقرب من ساعتين حول كل الصراعات التي تغلب عليها بلده الذي يواجه المصاعب، وكيف أن اريتريا ستفعل ذلك ثانية.وقال في مقابلة نادرة «انه ليس من السهل القتال ضد أنظمة مدعومة من قوى كبرى. ولكننا قمنا بذلك».وتباهى بالانسجام الذي يتمتع به شعبه، الذين نصفهم من المسلمين والنصف الآخر من المسيحيين.وتوجه باللوم إلى دور اميركا في المنطقة، متهما إياها بدعم الدكتاتوريات في الصومال وإثيوبيا، وتصور كل شيء عبر عدسات الإرهاب ومكافحة الارهاب.والتمعت عيناه مثل النار البرتقالية المنبعثة من المدفأة القريبة منه، عندما كان يتحدث عن هواياته في النحت والحفر على الخشب. وقال «انه من الجيد إن يقوم الانسان اضافة الى العمل على اعادة شحن بطارياته، والا فإنه سيكون ضحية للهواجس».ووفق كل الحسابات لدى أفورقي الكثير مما يفكر به. اريتريا الواقعة على امتداد البحر الأحمر على حافة أن تصبح دولة منبوذة بعد أن اتهمتها وزارة الخارجية والأمم المتحدة بنقل الأسلحة الى المقاتلين الاسلاميين في الصومال وهو ما ينفيه افورقي تماما. وقال ان «هذا يشبه مطاردة الساحرات».وهناك مواجهة بين عشرات الألوف من قواته مع اثيوبيا حول شريط صخري حدودي سبب حربا بين البلدين في اواخر التسعينات. والنزاع القائم أدى الى مصرع 100 ألف شخص ويوصف النزاع باعتباره لا معنى له حيث ان رجلين اصلعين يتقاتلان حول مشط.وعدا عن ذلك اعترف أفورقي بالتحديات التي تواجه بلده مثل الدخول الى الاقتصاد العالمي والدمقرطة.وقال ان «الديمقراطية ليست مجرد وضع ورقة اقتراع في الصندوق. انها تدور حول الفرص».ولكن الاريتريين لم يشهدوا صندوق اقتراع لمدة سنوات. وانتقد مسؤولون في وزارة الخارجية أفورقي على مواصلته عدم اجراء الانتخابات. فقد ظل رئيسا منذ 14 عاما. وانتقدته جماعات حقوق الانسان على سجنه الصحافيين والمعارضين.واعتبر أفورقي المشاكل الداخلية نتيجة لـ«التهديدات الخارجية»، وقال ان «عمليتنا السياسية رهينة» بيد قضية الحدود التي قال إنها خطأ الزمرة الصغيرة التي تحكم إثيوبيا.أما الإثيوبيون فيسخرون من ذلك. وقال زميدكون تيكل، المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية «انه دكتاتور. وبينما لا يعتبر نظامنا السياسي مثاليا فإننا بدأنا، على الأقل، السير في طريق الديمقراطية».وعلى خلاف معظم العواصم الأفريقية، حيث صور الزعيم معلقة في كل مكان، من الصعب ان نجد مثل هذه الصور في أسمرة. والنصب الرئيسي في المدينة ليس لأفورقي وانما لزوجين عملاقين من الصنادل، وهو رمز لما يسميه الاريتريون «الصراع».وفهم هذا الصراع يعني فهم تحدي أفورقي. وكانت اريتريا، التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، مستعمرة ايطالية، واحتلها البريطانيون ثم سلمت الى الاثيوبيين الذين حكموها بقسوة لمدة 30 سنة، أولا بمساعدة الأميركيين ثم بمساعدة السوفييت.وقاد أفورقي، 61 عاما، حرب عصابات شيدت مدنا تحت الأرض ودربت نساء على القتال في واحدة من الحركات الانفصالية الناجحة القليلة في القارة. ونالت اريتريا استقلالها عام 1993، ولكن يبدو انها ما تزال، بمعنى ما، تقاتل في سبيله. وابتعد أفورقي عن المساعدات الغذائية قائلا انه لا يريد ان يكون متكلا على أي شخص، ورفض تهديد العقوبات الأميركية، مشيرا الى ان اميركا تمارس عزل اريتريا اقتصاديا.وعندما سئل عن سبب مواصلة الدول القوية، عبر التاريخ، الوقوف ضد اريتريا، أجاب قائلا «نحن دولة صغيرة، وأعتقد أن ذلك يزعج الآخرين».* خدمة «نيويورك تايمز»المصدر:الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى