تقارير

أسمرا والرياض وحرب الارهاب ..!! تعليق كتبه / جمال همــد

23-Dec-2015

عدوليس ـ ملبورن

كان غريبا جدا ظهور رئيس وزراء أسرائيل في مسيرة تدين وتندد بالأرهاب في باريس قلب مدينة النور ومهد الأفكار التي نادت بصيانة حقوق الإنسان ، عقب العملية الإرهابية التي شنها متطرفون ضد جريدة (شارلي إيبدو ) الساخرة في السابع من يناير الماضي معللين العملية بالدفاع عن الإسلام.لذا لا يبدو الأمر غرائبيا عندما تعلن أسمرا اسياس افورقي دعمها للحملة السعودية لمحاربة الإرهاب في المنطقة ! فقد اكدت أسمرا دعمها المطلق للمملكة العربية السعودية في مشروعها لإقامة حلف عربي إسلامي لمحاربة الإرهاب، ذلك في تصريح صدر يوم14 ديسمبر الجاري من وزارة الشؤون الخارجية في أسمرا، وقبله حملت الأنباء ان اسياس افورقي سيبحث مع العاهل السعودي كيفية التنسيق لمحاربة الأرهاب في المنطقة!.

تصريح وزارة الشؤون الخارجية الإريترية لم يقل ان اسياس افورقي الممسك بملف الشؤون الخارجية بعد وفاة المرحوم علي سيد عبدالله سوف يبحث عن كيفية تصفية خصومه في المنطقة وفي المقدمة أديس ابابا والخرطوم ، فالأولى عدوه اللدود والثانية له ثأر قديم تناساه لاعتبارات تكتيكية.وسوف تعرض اسمرا خدماتها منفردة للرياض بعيدا عن الحلف المعلن والذي اعلن في ديسمبر الجاري وسط دهشة بعض متابعي مجريات الأوضاع في المنطقة.واسمرا التي عرضت خدماتها مبكرا لواشنطن سوف تجدد الآن ذات العرض للرياض مع تعديلات تتناسب مع المرحلة والشريك الجار.ففي 2001 أبدت إريتريا رغبتها غير المشروطة بإستضافة القاعدة الأمريكية لمحاربة الأرهاب ـ أرهاب القاعدة ـ آن ذاك ، وقال اسياس لوزير الدفاع الأمريكي الاسبق رامسفيلد” ان إمكاناتنا متواضعة ولكننا على أستعداد لتسخيرها لمحاربة الأرهاب ” حسب ما ورد في تقارير إخبارية نشرت حينها .هذا السخاء الإريتري لم يقابل بترحاب أمريكي ، فقد قررت واشنطن ان تتخذ من جيبوتي مقرا للوحدات الخاصة “أفريكوم ” التي كانت ترابط بالقرب من المياه الأقليمية الجيبوتية وأديس ابابا كمقر لإدارة العمليات والتدريب … الخ. ترافق ذلك مع الحملة التي شنتها أسمرا ضد مناوئيها من الإصلاحيين أو ما عرف بمجموعة الـ ( 15 )في نهاية 2001م وإتهام أمريكا ودول الغرب بالوقوف خلف ما سماها بزعزعت الأوضاع في البلاد.إريتريا الخارجه لحظتها من حرب عبثية مدمره مع جارتها إثيوبيا شنت حملة واسعة ضد معارضيها وزجت بالآلف منهم في السجون والمعتقلات ، كانت تبحث عن من يمول مشاريعها الفاشلة وخزينتها الخاوية والطريق لذا ليست سهلا خاصة وإنها لاتملك الترحيب اللازم من المجتع الدولي فكان السبيل للأسلوب القديم / الجديد .. التهريب والصفقات المشبوهة وغسل الأموال والسمسرة الدولية والوساطات القذرة .. الخ. فمن إيصال السلاح والمواد التنموينية لنمور التاميل لتدريب الحوثين إلى أستضافة المهرب الدولي للسلاح الروسي (فكتور بوت ) الشهير بتاجر الموت والذي تم القبض عليه في تايلاند في 2008م الخ. كما كشف أكثر من تقارير اإقليمي ودولي عن ما توفره أسمرا لحركة الشباب الصومالي ،كما تحدثت تقارير دولية عن ان اسمرا كانت الوسيط لكل التمويل الدولي ومن جهات ودول في المنطقة لجماعة الحوثي وتخلت عنهم لان لعابها سال للدعم الأماراتي والسعودي .هـذه الدولة التي يحكمها اسياس افورقي منذ 1991م بحزب واحد محدود الصلاحيات وبي حلقة ضيقة من الرجل لايمكن ان تكون جزء من خطة إقليمية أو عالمية لمحاربة الارهاب.وحيثيات ذلك لا تحتاج لدليل فهي ضالعة في كل الأحداث التي تجأر منها دول الجوار والأهم من ذلك العلاقة التي تربط اسمرا بما سمي بحركة الشباب الصومالية التي إنتقلت من ولاء القاعدة والظواهري إلى الدولة الإسلامية ( داعش ) والبغدادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى