مقالات

الصخرة … والثيران : اسحاق أحمد فضل الله *

4-Nov-2010

المركز

– ونحدث صباح الاحد القادم عن خطة(اجتياح الخرطوم بعمل يساوي مائة ضعف قوة خليل ابراهيم)..وما بين القوسين هو حديث احد قادة الحركة الشعبية لاجتماع شيوعي ليلة 20/10/2010 والرجل يحدث الاجتماع السري جداً عن (مباركة مسز كلنتون للامر) و(سوف اشعل الفتيل ولو برصاصة في الخرطوم يطلقها سكران) هذا ما قاله لكن الى صباح الاحد نرجئ الحديث هذا.

واحوار اخرس فصيح .. واعمى وثاقب البصروضخم جداً ولا يراه احد.. الحوار هذا هو ما يدير المسألة السودانية الآن ويدير الخطوات الحاسمة القادمة.- وحدث عسكري صغير..وخطير جدا ًيقع في منطقة (كرهاتيب) شمال ود الحليو.. بشرق السودان.-والحدث الذي .. لضآلته .. لم يسمع به احد تبلغ خطورته الحقيقة درجة تجعل قادة السودان وارتريا يجتمعون تحت الليل منتصف الشهر الماضي.- وضخامة الحدث تجمع موسى رابعة حاكم اقليم القاش الارتري وهيلي صامويل (تشاين) قائد المنطقة العسكرية والعميد (تحلا) قائد الحدود ويوناس بوطو قائد الاستخبارات.. وزحام من المسئولين..!!- ووالي كسلا وقائد المنطقة العسكرية الشرقية وآخرين من السودان.- ولعبة الذكاء تبدأ فصلاً آخر- والسودان يسأل عن معنى اعتداء ارتري منتصف هذا الشهر.- والسيد افورقي: يجزم بان الحادث جاءت به (فصيلة من جنود الخدمة الوطنية) ممن لا علم له بشئ..!!- لكن الخرطوم تجد مواقع ارترية على شبكة الانترنت (موقع النهضة.. وموقع عونا وموقع عدولية.. وغيرها) كلها تحدث عن عدوان عسكري واسع تعد له ارتريا ضد السودان..- والخرطوم لا تعلم ما اذا كانت المواقع هذه تديرها (فصائل من جنود الخدمة الوطنية).. ام ماذا؟ والامر تصبح له ابعاد بعيدة.- والمواقع هذه تنقل عن وزيرة التعاون الدولي المصرية (فائزة ابو النجا) قولها ان ارتريا تعد لعدوان عسكري ضد السودان- والخرطوم تجد مواقع اخرى بكماء وشديدة الفصاحة تقول قولاً مشابهاً- والخرطوم تجد ان جهة ارترية تستقبل عدة آلاف من قوات خليل وعبد الواحد في الشهور الماضية.-وحين تفشل بعض الجهات هناك في اعادة موسى محمد احمد للميدان – للعمل المسلح ضد السودان – تستبدله بعمر طاهر-وجهة من دارفور تستقبلها جهات ارترية وقائدها اسامة يهبط الآن القاهرة.- بينما تجمع حسنين يهبط مندبوه الآن في اسمرا(2)- مثلها كان الخرطوم تقرأ شرح الزوزني على قصيدة اوباما الاخيرة عن تمديد العقوبات وحديث اسرائيل عن ان السودان ولبنان هم عش زنابير القاعدة..!!- ودولة صديقة تؤنس ليل الخرطوم باحاديث وشروح اخرى- والاحاديث التي لا تدري الخرطوم هل تصدقها ام لا تقول ان- افورقي تشنقه الآن امريكا بالقرار الصادر ضده منذ يوليو الماضي بحصار خانق (لم ينفذ لان امريكا تجعل القرار حبلاً في عنق الرجل)-وامريكا التي تسعى لبعثرة شرق افريقيا والبحيرات تجد انه لا يقف في طريقها الا الخرطوم .. وامريكا تشرع في تفكيك السودان لاسقاط الخرطوم- وامريكا تجد ان الاستفتاء يبدو جلياً انه لن يجعل الخرطوم تسقط..ولا الانفصال.. وهكذا لابد من خطوة اخرى في خاصرة السودان- امريكا تشرع في تحويل اسمرا الى ايام 1995 لما كانت المعارضة المسلحة هناك- واوروبا تجد ان انفراد امريكا بكل شئ عمل لا يمكن القبول به.. واوروبا تتحرك- ومصر وسياستها مع الخرطوم سياسة (لا بدورك ولا بحمل براك) مصر هذه تناغي ارتريا وجوبا من جهة.. وتحذر الخرطوم من الخطر القادم من جهة اخرى.- والخرطوم – في الحوار الاخرس- ترد بطريقتها.- والاشتباك الصغير الذي يقع على حدود النيل الابيض كان اشتباكاً لا يستحق درهمين من النيران.. لكن القوات السودانية تسكب اطناناً هائلة من النيران .. حتى يتقدم من شاء عن بينة او يتأخر عن بينة.- مثلها .. حادثة صغيرة جداً في منطقة جنوب الخرطوم تشهد خطبة مماثلة في الاسبوع الماضي.-وفي منطقة جنوب الخرطوم احد ضباط الحركة الشعبية يجلس في مقهى ويطلب الشيشة.- وصاحب المقهى يعتذر بان السلطات منعتها.- لكن الضابط يجلب الشيشة ويجلس بها في الشارع../ يجذب الانفاس.. في تحد ظاهر!!- بعد دقائق كانت شرطة امن المجتمع تعتقله.- بعد دقائق كان جنود من الحركة يتجمعون غاضبين- بعد لخظات كانت عربات القوات الخاصة تحاصر المنطقة كلها..- وترسل _ في الهواء- ذخيرة تكفي لمعركة كاملة.- وكل شئ كان يتحدث بلغة فصيحة ومفهومة.. وواضحة- وبعضهم يوجز مشهد افورقي بان(افورقي مثل رجل يسقط من الطابق العاشر فوق عنق صديقه.. لا يستطيع ان يمتنع اراد ام لم يرد- والخرطوم تقول: مفهوم .. ومعذرة لافورقي لكنه لن يسقط فوق عنق الخرطوم بل في الصخور متسع واسع!!- ونلتقي صباح الاحد كذلك – مع صخور اخرى تسقط فوقها الحركة الشعبية-* صحيفة الإنتباهة الخميس 4نوفمبر2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى