مقالات

الشعب الإرتري وضعف الإحساس بالمآسي .. عبدالرازق كرار

30-Sep-2006

المركز

لازال التقرير الذي اورده موقع عايقا فورم والذي أورد معلومات تفصيلية عن المعتقلين من مجموعة الـ (15) ذكر من بينها ان هنالك وفيات من بينهم الفريق عقبا ابرها وكذلك محمود شريفو ، وهيلى درع تثير قلقاً كبيرا في اوساط المنظمات الحقوقية ،

وبمناسبة مرور خمسة اعوام على اعتقالهم اصدرت كل من منظمة العفو الدولية والإتحاد العالمى للبرلمانين ومنظمة صحفيون بلا حدود وغيرهم من المنظمات الدولية بيانات تطالب بالكشف عن مصير هؤلاء ، إذا كانو احياء أم توفوا عبر لجان مستقلة ، كل هذه الضجة لم تحرك ساكناً في ضمير الحكومة الإرترية فلم تكن مستعد أصلاً لتنفى او تؤكد تلك المعلومات ، كما لم يكن لها استعداد لفتح ذلك الملف حتى يعلم الآخرون مافيه ، ولكن ليس في ذلك غرابة فنظراً للمعرفة الكافية بطبيعة الأشخاص الذين يديرون الدولة كان تلك نتيجة متوقعة ، لكن الذي يحير هو تعامل الوساط الاخرى وأعنى أوساط المعارضة الإرترية مع هذه المعلومات ، فسياسياً إثارة هذه القضية ذات البعد الإنساني تجد قبولاً في كافة الأوساط الدولية وهو ما تفتقده المعارضة الإرترية ، واخلاقياً يعتبر هؤلاء المعتقلون بعد ان خرجوا من معسكر النظام الحاكم جزء من نسيج المعارضة وهذا يقتضى التضامن معهم ، ولكن حتى هذا لم يحدث .الكثيرون يبررون موقفهم السلبي من هذه المعلومات ، وعدم التفاعل معها بان ليس هؤلاء اول المعتقلين الذين لم تتوفر معلومات عنهم ، كذلك فإن ممارسات هؤلاء عندما كانوا في السلطة لاتشجع على التعاطف معهم ، وغنى عن القول باننا لسنا بصدد تفنيد تلك الحجج فهى لاتصمد سياسياً أو اخلاقياً ، وحتى من منظور براغماتي بحت فإن العالم يعرف هؤلاء اكثر من غيرهم فإذا كان بالإمكان أن تعرى نظام اسياس افورقي من خلالهم فلم لا .في اعتقادى الشخصى ان لا الحجج السياسية ولا الأخلاقية هى التي تقف حاجزاً أمام تعاطى المعارضة بكافة مسمياتها أو قطاعات الشعب الأخرى مع هذه القضية ، ولكن اعزو ذلك الى حالة نفسية عمت الشعب الإرتري ، اهم ملامحها هو عدم المبالاة ، وضعف الاحساس بالمآسي باعتبار انه سيان عنده الفرح والحزن ، الاعتقال أو الإغتيال ، هى حالة اشبه بفقدان الأمل الذي هو البوصلة التي يدير الإنسان مؤشره نحوها فتهديه ، أستطيع ان اقول بملء الفم ان هذا اخطرما اوصلتنا إليه الجبهة الشعبية ، إن كل الماسي المادية من لجوء وتشرد وسجون لاترقي ان تنخر في صميم مكوناتنا النفسية ولكن ان يصل الحال الى ما وصل اليه فذلك ما لايجد له علاج في المستقبل .إن قلة الحيلة وفقدان الأمل يتجسد في اكثر من شكل ويتبلور في اكثر من صورة ، منها مايحدث لشبابنا في المحيطات والصحارى ، ومن لم يمت برصاص الشعبية أو بالذئاب مات في صحارى ليبيا او محيطات مالطا والأمر سيان دون ان يهتز الضمير الإرتري الحاكم او المعارض . ولكن ان يصل الأمر الى ان يتسامع الناس بموت قيادات كانت ملئ السمع و البصر ثم يمر الخبر مر الكرام دون رد فعل سلبي كان أو ايجابي ( لا يهم ) فالمسألة لم تعد تحتمل السكوت ، واصبحت اكثر من دكتاتورية تقبع على رقاب شعبنا لتتحول الى فيروس يجردنا من احساسينا ومشاعرنا ويتركنا دون مقاومة ، وإذا كان فيروس الإيدز الذي يجتاح المناعة العضوية لم يجد العلاج حتى الآن فمن المستبعد أن يوجد علاج لهذا الفيروس ، وتظل الوصفة العلاجية المعمول بها أن نقتلع اسباب المرض بدلاً من علاجه بعد الإصابة ، وبالتاكيد ليس النظام الدكتاتورى في اسمرا كل الأسباب . نقلاً عن صفحة رسالة إرتريا التي يحررها المركز في صحيفة الوطن الغراء 29 سبتمبر2006م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى