حوارات

سيد احمد خليفة : المعارضة لاتقل ظلما للشعب الاريتري من النظام

24-May-2010

المركز

ارتبط الاستاذ سيد احمد خليفة منذ ريعان شبابة بالقضية الاريترية وتميزت علاقاته بالشعب الاريتري دون سائر الصحفيين السودانيين . فقد آمن بها وسعى الى تبنيها قولا وفعلا ، ولم يرهن علاقته هذه بأشخاص أو تيارات سياسية أو فكرية لذلك ظلت مستمرة . بوابته كانت للإنسان ، ذهبت الأيديوجيات وذهب الأشخاص وظلت علاقته كما هي تزداد بريقا وألقا .

هذا مختطف من حوار طويل اجراه الزميل برهان اسماعيل جابر المشرف على أذاعة الجالية الاريترية با ستراليا . وفيه تحدث الاستاذ خليفة عن عدد من القضايا التي تهم الشعب الاريتري وعن علاقته برموز النضال الاريتري في ستينات القرن الماضي .. وعن رؤيته لأوضاع الاريتريين حكومة ومعارضة وشعبا .بمناسبة الذكرى ال 19 للتحرير رأينا ان ننشر أهم ما تناوله حول أوضاع البلاد في شقيها الحاكم والمعارض .الوضوح والشفافية التي تحدث بها الاستاذ ارجو ان يتسع لها صدر المعارضة الاريترية وتدرك معانيها .حاورة للاذاعة برهان إسماعيل وأعده للنشر : جمال همــدس/ ارتبطتم بعلاقة خاصة بالراحل الزعيم الوطني عثمان صالح سبي والذي رحل في الرابع من أبريل عام 1987م . حدثنا عن هذه العلاقة ؟ج / أنا ارتبطت بالشعب الاريتري والقضية الاريترية منذ منتصف الستينات من القرن الماضي ، وكان المرحوم عثمان هو مدخلي لهذه العلاقة وذلك بواسطة الراحل السوداني محمد ابو القاسم حاج حمد ، والذي كان على صلة ببعض الرموز الاريترية وفي مقدمتهم عثمان سبي . وكنت حينها يافعا في حقبتين حقبة العمر وحقبة المهنة وقد لاحظ الاخ محمد ان من الممكن تجنيدي لخدمة القضية الاريترية وان أكون بعثيا أيضا . فقد كان بعثيا .وبدء معي في تلقيني الدروس . في القضيتين البعث كفكر والقضية الاريترية كقضية . وقد أخترت الخيار الثاني ، وارتبطت بالثورة الاريترية وهذا لسببين الأول لأنني كنت وما زلت متوغل في الصوفية . وتكويني الأسري مرتبط بالصوفية وقد أرتبطت من جهة الأب بالطريقة التيجانية ومن جهة الأم بالختمية وانا بين الطريقتين . وقد رفضت فكر البعث بعد ان فهمت حينها انه الترجمة العربية للماركسية القائم على المادية لذلك وجدت نفسي بعيدا من الخيار الحزبي وقريبا من قضية الشعب الاريتري . المدخل الثاني نحو القضية الاريترية الأخوين محمد نور احمد وسيد احمد محمد هاشم بعد ان قدمني لهما محمد ابو القاسم وكان ضمن الشباب الاريتري في الخرطوم آنذاك ثم بعد ذلك احمد سويرا . ومن خلالهم تعرفت على عثمان سبي وكان ذلك في منزل الأخ محمد سعيد ناود في الخرطوم 3 ، وكان حينها منقسما فكريا ويقود تنظيم حركة تحرير اريتريا والرجل قوميا اريتريا لم يخلط بين توجه الفكري الماركسي وبين علاقاته وخلافاته بجبهة التحرير الاريترية .. جبهة التحرير الأم قبل ان تتحول الى جبهات تحرير وتنظيمات. ألتقيت بعثمان في الخرطوم ثلاثة ، وبعد ذلك كانت علاقة عمر من النضال والقتال والإخاء قلما ربطت بين صحفي وقائد سياسي . من ميزات عثمان العجيبة انه يستطيع ان يخلق علاقات وصلات مع الآخرين تشعرك انك تعرف هذا الرجل منذ فترة طويلة ، كما وانه يستطيع ان يزرع داخلك القضية الاريترية ولا يزرع شخصيته . كما انه كان فوق الحزبيات والأفكار ومع ذلك فان عثمان ظلم بعض الشباب الاريتري بسبب التنازع الفكري من البعثية والماركسية ألخ ومختلف الأفكار التي سادت الساحة الإريترية وكذلك في كل الأقليم . وأكثر من ظلمة هو الاخ اسياس افورقي الذي أتمنه على قيادة الجيش في الداخل ووجه له ضربة كبيرة من داخل الجيش وهو الذي كان في يمثل الواجهة الخارجية حيث كان يقود البعثة الخارجية آنذاك وكان يمثل الواجهة الخارجية للثورة الاريترية . و هذا الانقسام الخاطيء هو الذي ولد الاستقلال الخاطيء .. وهو وضع لايشبه الاستقلال ولا الاستعمار ، ولكنه شكل ثالث .س/ حسب متابعتكم للأوضاع في اريتريا كيف تقيمون الاوضاع في اريتريا وتوصيفكم لماهية النظام القائم في اسمرا ؟ج / بكل اسف اذا سأل أي مراقب أو متابع للأوضاع في اريتريا لا يستطيع إلا ان يشعر بالأسى والحزن لاعتبار بسيط واوضح (ما فيهو سياسة كثير) وهو ان اي مقارنة بين حالتي الاستعمار والاستقلال تأتي لصالح حقبة الاستعمار وهذا شيء مؤسف وذلك بالارقام والوقائع .وأي عمل وطني في أي بلد يجب ان يقاس بمدى ما يحقق من مكاسب للشعب . والشعب الاريتري دفع الثمن غاليا من أجل حريته وقدم تضحيات ضخمة وكان الأحرى ان يرتاح في بلده ويجد البديل الذي يحقق له ما كان يأمله أو أقل شيء الوصول نصف ما كان يأمل فيه هذا الشعب . لكن الوضع الآن في اريتريا وضع لايماثله وضع في العالم ، وإذا قست الأمور بالمقياس العددي بالنسبة للجوء والهجرة أو ممن خرجوا بطريقة قانونية وهذا قليل فنجد ان العدد متضاعف بأكثر مما كان عليه أيام الاستعمار . ونصف الشعب الاريتري قد خرج من بلده عبر الدول المجاورة وهذا ما أقولة للذين ألتقيهم ممن يرتبطون عاطفيا مع النظام في اريتريا .ج/ تابعتم مسيرة المعارضة الاريترية خلال السنوات الماضية كيف تقيمون الأداء العام للمعارضة ، وما المطلوب برايكم لتجاوز المعارضة من كبوتها ؟س/ دعني أتحدث بوضوح وصراحة هنا وأقول نفس العوامل والصراعات التي أدت الى وصول أسياس الى السلطة بين الفصائل الاريترية هي نفسها التي تسود الآن بين فصائل المعارضة وتٌبقى على اسياس حاكما ظالما . نفس الصراعات والتشرذ مات الفكري والسياسية تذكر بنفس اللوحة القاتمة التي اضاعت اريتريا . وقد حضرت واحد من المؤتمرات للمعارضة الاريترية .. لاحظت نفس الكلام عن الاسلام والتقدمية والرجعية .. وكذلك الجري وراء الزعامة والسلطة والرئيس أسياس يستفيد من ذلك ويستمر في أهانة الشعب الاريتري . الشعب الاريتري تحتاج الى حكم راشد وقوي ومعارضة ترشد الحزب الحاكم وتسعى لاستبداله ولكن بالأخلاق والمنطق وليس بالتآمر ، والدين لله والوطن للجميع . والمعارضة الآن لاتقل ظلما للشعب الاريتري عن النظام القائم ونسال الله ان يخلص الشعب الاريتري .وفي ختام الحوار الذي سيبث من صوت أذاعة الجالية الاريترية في استراليا ناشد الاستاذ سيد احمد الشباب الاريتري لكي لايكون عرضة وضحية للسماسرة والمهربين . كما ناشد الجاليات الاريترية خارج السودان ان تلعب دورها من أجل مساندة الشعب الاريتري وتقديم العون له . مشدد على تعاون الجاليتين الاريترية والسودانية في مواجهة استحقاقات الغربة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى