مقالات

الحرب في القرن الأفريقي ..هل هي بداية لاستعمار أفريقيا من جديد -د. عبد الله محمد قسم السيد/السويد

28-Dec-2006

المركز

صورة أفريقيا والشعوب الأفريقية في الجامعات ومراكز البحوث الغربية التي يتشكل في داخلها القرار الاقتصادي والسياسي الغربي، وفي الذهنية الشعبية التي يشكلها الإعلام الغربي التابع لذلك القرار، تدور حول الجهل والمرض والمجاعات والحروب الأهلية.

ومن هذا المنطلق للتصور لأفريقيا وانسانها جاء الاستعلاء الغربي تجاه أفريقيا وشعوبها والمنظور لهم دوما من منظور دوني وفي أسفل القائمة كما تصوره نظريات الدارونية والتطورية والتي تم تطبيقها في كتابات علماء الأنثروبولوجيا الغربيين حينما كانت أفريقيا ترزح تحت الاستعمار الغربي المباشر. فلماذا تنتشر المجاعات والحروب وتكثر الأمراض في أفريقيا والى ماذا نعذي هذا التصور الاستعلائي من قبل الآخرين تجاه انسان أفريقيا؟ هل نعزيه الى ضعف الموارد الاقتصادية في القارة الأفريقية أم الى انعدام وسائل المعرفة ونقص التكنولوجيا أم الى انعدام الدولة الوطنية أو فساد القائمين عليها. لقد ثبتت الكثير من الدراسات غنى أقريقيا من الموارد الاقتصادية خاصة في النفط والغاز الطبيعي ومدخلات الزراعة مثل الماء والأرض وبالتالي تنتفي نظرية نقص الموارد الاقتصادية. والحق ان التكالب على أفريقيا يأتي نتيجة لتلك الوارد التي اما تقلصت أو أنعدمت في معظم القارة الاوروبية التي تحتكر الآن مع أمريكا التكنولوجيا والمعرفة للسيطرة على المواد الخام خاصة في أفريقيا. هذا النقص في المعرفة العلمية والتكنولوجيا يمكن تداركه بواسطة نقل تلك المعارف والتكنولوجيا كما حدث في كثير من تجارب دول القارة الآسيوية. وبالتالي فان هذا السبب غير كاف لتفسير حالة الحرب التي تدور في أفريقيا كسبب رئيسي في التخلف وتمزق دولها كما هو حادث الآن. اذن يبقى أمامنا انعدام الدولة الوطنية من جانب وانتشار الفساد بين قياداتها كسبب مباشر يضاف الى رؤية الغرب المتمثلة في مصالحه الاقتصادية من أجل استمرار رفاهيته حتى لو كان ثمنها اكل سكان القارة الأفريقية. عودة الى الماضي لمعرفة المستقبل التاريخ المبكر لسكان القرن الأفريقي لا يشير الى تكوين دولة أو وطن مثل الدول التي تعارفنا عليها في زماننا هذا ولكنه يشير الى شعوب متعددة ومنتشرة مع تمدد هذه المناطق داخل القارة الأفريقية وعلى امتداد الساحل الشرقي الأفريقي نازحة أو مستقرة ، متمازجة أو منعزلة حتى تم دمج المؤرخين لها فيما أطلقوا عليه بأرض السود وهو تعميم مخل اذا ما أخذناه في سياق مفهوم الدولة بعد التدخل الاستعماري الذي أدخل شعوب متعددة الثقافات والعرقيات لتقيم حدودا جغرافية علي الأرض تسمح لها باستغلال هذه الشعوب اقتصاديا وتحتفظ بولاءآتها تحت سياستها التاريخية ” فرق تسد “. بمعنى آخر إن تاريخ شعوب القرن الأفريقي تم وفق رؤى هدفها خدمة مصالح القوي والجهات الأجنبية في حقب معروفة خاصة منذ القـرن التاسع عشر. لهذا فهو يتطلب الآن إعادة قراءاته واستنطاق دلالاته بشكل جـديد للوقوف علي علاقات الماضي بين شعوب هذه المنطقة وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من أجل رؤية جديدة تقوم على المصالح المشتركة من جانب وتحت رؤية مصير مشترك يؤمن من خلال منظومة سياسية توفر للانسان فيه كرامته وعزته. باعتبار أن شعوب القرن الأفريقي رغم تعدد كياناتهم الثقافية والدينية والعرقية كانت لها حضارتها الواحدة المتجذرة في الماضي والتي صاغت شعوبه عتى وان كانت معظم الكتابات التاريخية في منطقة القرن الأفريقي التي تناولت الفترات السابقة علي تكوين الدولة الإثيوبية تطلق عليها اسم إثيوبيا. يقول المؤرخ اندريو بـول ان البجا ربما كانوا هـم بالفعل مؤسسي دولة اكسوم فهم لم يتوسعوا فقط في المرتفعات الإرترية والسهول الساحلية بين مصوع وعقيق بل أوجدوا فعليا دويلات في القرن التاسع الميلادي كانوا يقيمون فيها حتى القرن الثاني عشر. بعض المؤرخين تناول تاريخ شعوب القرن الأفريقي من زاوية دينية باعتبار ان بعض ملوكها ينحدر من صلب سليمان الحكيم مثل الملك يكنو أملاك الأمهري وهو توجه ما زالت تستخدمه بعض دوائر المعرفة في زماننا المعاصر لتفسير أسباب الحروب الاحقة في هذه المنطقة. هذا الزعم يؤكد على وجود صراع مسيحي – إسلامي وذلك رغم عقود التسامح التي عاشتها المنطقة تاريخيا وتعيشها حاليا اذا أبعدنا تأثير الدوائر الخارجية والمصالح الذاتية للقيادات المحلية. السؤال الذي يطرح نفسه هنا وهو لماذا تذهب بعض الجهات إلي التسليم بهذه الرؤية الدينية ومن ثم تنظر الى شعوب القرن الأفريقي من خلاله. بمعنى آخر لماذا تتم قراءة تاريخ القرن الأفريقي الجغرافي لهذه المنطقة من وجهة النظر الاثيوبية بينما تتجاهل التراث الإرتري والسوداني والصومالي والجيبوتي كجزء أصيل في تاريخ القرن الأفريقي؟ ولماذا تسلم القوي الكبرى بأسطورة السلالات السليمانية المرتبطة باليهودية وربط تاريخ المنطقة باعتباره تاريخ صراع ديني؟ القرن الأفريقي والأهمية الاستراتيجية يختلف القرن الأفريقي من الناحية الجغرافية عن القرن الأفريقي من الناحية الجيو استراتيجية والسياسية فمن الناحية الأخيرة وهو ما يخصنا هنا، نجد أن القرن الأفريقي يضم الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وإريتريا وكينيا والسودان بجانب دول جنوب شبه الجزيرة العربية المتمثلة في اليمن والسعودية ودول الخليج العربي. وبهذا فان القرن الأفريقي يعد من أهم الفضائيات الجيوبوليتيكية التي تؤثر مباشرة في اقتصاديات كل دول العالم وذلك بسبب ما يضم من ثروات طبيعية كالنفط والأراضي الزراعية الشاسعة والمياه ومن معادن وقوة بشرية استهلاكية لكل منتجات الغرب الصناعي. كذلك فان القرن الأفريقي يطل على أهم ممرات التجارة العالمية عبر التاريخ المتمثلة في البحر الأحمر والمحيط الهندي نسبة لقربه من الخليج العربي أهم منطقة نفط في العالم. يتميز القرن الأفريقي لدى صناع القرار في الادارة الأمريكية المعاصرة والتي تشكلت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كثافة سكانية إسلامية مما جعله منطقة مهمة في الاستراتيجية الأميركية في مكافحة الإرهاب أو ما يسمى بالإسلام السياسي والذي وجد في السودان بقيادة الترابي المرجعية السياسية في الوصول الى السلطة والمحافظة عليها. بهذا فان القرن الأفريقي يصبح عمقا استراتيجيا أيضا للعالم الإسلامي. بهذا فان هذه المنطقة أصبحت جزءا في الصراع والتنافس الدولي من أجل السيطرة على ثروات المنطقة والتحكم في دول العالم بالتالي، والمصالح الإقليمية والتي تلعب فيها مياه النيل الدور المعلى تاريخيا خاصة بعد قيام دولة اسرائيل في قلب العالم العربي والاسلامي. في هذا الاطار من جانب آخر تقف الحرب على الارهاب كآيديولوجية أمريكية لتلعب دورا لا يستهان به خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وآراء البابا التي اعتبرها المسلمون جزء من حملة صليبية جديدة على الاسلام والمسلمين بجانب التهجم المتواصل من الاعلام الغربي على نبي الاسلام محمد (ص). تدخل أثيوبيا الحالي في الصومال واستخدام الطائرات الحربية ضد المحاكم الاسلامية وغض الطرف من أمريكا والغرب بل قل تأييدهم المبطن لما تقوم به، لدليل واضح في استخدام الرؤيا الدينية لمفهوم الصراع في القرن الأفريقي والمعزز من جانب الحرب عاى الارهاب والمقصود به كلما يتعلق بالاسلام والمسلمين. التدخل الارتري الداعم للمحاكم الاسلامية ان وجد حقا لا يبتعد عن مصالح لقيادة ارتريا بهدف النيل من أثيوبيا وليس حبا في المحاكم الاسلامية لأن الحكومة الارترية هي الأخرى تتربص بالاسلاميين وتنظيماتهم.البحر الأحمر كجزء كممر مائي رئيسي يطل عليه القرن الأفريقي، يشكل مجالاً جيوسياسياً يتوافق مع الاستراتيجية الأمريكية ومصالحها في منطقة القرن الافريقي وفي مضيق باب المندب. فهذا الجزء من العالم يمثل المعبر الملاحي الحيوي والأقصر بين دول اكبر مناطق انتاج النفط في العالم وبين دول الغرب أكبر المستهلكين لهذه السلعة الحيوية فى العالم من جانب كما أنه يعتبر الممر الريئس لإسرائيل إلى شرق افريقيا وطريقها البحري إلى آسيا من جانب آخر. أهداف إسرائيل من السيطرة على البحر الأحمر بهدف تهديد واضعاف الدول العربية واستخدام اثيوبيا واريتريا للضغط على السودان ومصر والصومال وجيبوتي، جعلت من البحر الأحمر موقعا استراتيجيا للسياسة الاسرائيلية. لهذا كثفت إسرائيل من تواجدها الاقتصادي والدبلوماسي في كل من اثيوبيا واريتريا وكينيا وتصاعدت وتيرة هذا التواجد عبر استغلال النزاعات والحروب الاهلية في القرن الافريقي. تجاوبت اثيوبيا مع هذا التوجه الإسرائيلي واستمرت علاقات التعاون الامني والاستراتيجي بينهما، واستطاعت إسرائيل اقناع اثيوبيا بالموافقة على الاحتفاظ بوجود عسكري في مجموعة جزر دهلك وفاطمة وحالبا منذ عام 1971، وكان ذلك جزءاً من برنامج شامل للتعاون الاستراتيجي بينهما. بهذه العلاقة الاستراتيجية مع اثيوبيا سعت إسرائيل للضغط على مصر والسودان وركزت على تشجيع اثيوبيا على اقامة مشاريع مائية على نهر النيل بهدف التأثير سلباً على موارد مصر والسودان المائية. ازداد التواجد الاسرائيلي في منطقة القرن الأفريقي حين بدأت كل من اثيوبيا واريتريا في اتهام السودان بتصدير الثورة الاسلامية وبدأت الدولتان بدعم خارجي اقليمي ودولي تفتحان حدودهما للمعارضة السودانية بشقيها الجنوبي والشمالي. شكل هذا الاتهام نقطة تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية ووضعته كمصدر جديد لتهديد الأمن العربي في البحر الأحمر وتهديد العمق الاستراتيجي الجنوبي له. نجحت إسرائيل في الدخول إلى اريتريا من عدة منافذ عقب استقلال وتطورت هذه العلاقات إلى مجال التعاون العسكري والامني حين قامت إسرائيل بارسال عدد من الخبراء العسكريين لتدريب قيادات الجيش الاريتري الأمر الذي مكنهم من احتلال جزر حنيش اليمنية عام 1995. دخول الصين كقوة عالمية من ناحية الكثافة السكانية والقوة الثانية من الناحية العسكرية في القارة الأفريقية والذي بدأته في استغلال النفط في السودان وثرواته الأخرى مثل الغاز الطبيعي والذهب والفضة والنحاس وعيونها تتمركز حول الثروة الحيوانية الهائلة خاصة في غرب وجنوب السودان زادت من حدة الصراع الدولي. بل ان الصين وبعد مؤتمرها مع الاتحاد الأفريقي في نوفمبر 2006 بدأت تتطلع لدور أكبر لها في القارة الأفريقية وثرواتها الطبيعية العذراء والاستعداد لامتصاص قوتها الشرائية الاستهلاكية في مصلحة اقتصادها. اذن ثروة القرن الأفريقي الاستراتيجي من الموارد الاقتصادية تمثل بعدا آخر فيما يتعلق بالتبادل التجاري بين العوالم الأفريقي والعربي والإسلامي وهذا البعد كفيل بتفسير اهتمام الغرب عموما والولايات المتحدة الأميركية خاصة بالسودان. التركيز على السودان تحديدا من هذا الجانب لأن السودان يمثل نقطة التقاء بين عوالم وثقافات وحضارات تاريخيا بين الجنوب والشمال وهو بهذا الثراء الثقافي والتعدد الحضاري يصبح نقطة إيجابية تسهم في التقاء كل القارة الأفريقية حوله من أجل تنميتها والنهوض بها. اذن اهتمام الغرب بأفريقيا عامة والسودان خاصة يهدف لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في القارة السمراء من جهة، وحماية مصادر النفط في فضاء القرن الأفريقي الجيوبوليتيكي والذي يضم دول الخليج العربي بما فيها السعودية والعراق واليمن وشرق أفريقيا من جهة ثانية. فاذا ما أضفنا البعد الآيديلوجي الذي تشكل عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر نستطيع أن نضيف امتدادا عمق القارة الأفريقية حتى خليج غينيا حيث النفط في نيجريا وغانا من جانب والبعد الاسلامي المشبع بروح المهدية من جانب آخر. لهذا فان الصراع الدولي حول السودان وموارده الاقتصادية في الفضاء الجيوبوليتيكي للقرن الأفريقي يصبح صراعا على مستوى القارة السمراء وتقف أحداث دارفور شاهدا على ذلك حينما تدخلت كل دول الجوار التسعة للسودان باعتبارها معنية بصورة مباشرة فيه. اذن اجندة الاستراتيجيات الأمريكية دوليا والاسرائيلية اقليميا تلعب الدور المؤثر في القرن الأفريقي الاستراتيجي. ومن هنا يمكن طرح العديد من الأسئلة التي لابد لأصحاب القرار في دول القرن الأفريقي من أن يجدوا اجابة عليها تستند على مصالح شعوبهم وليس مصالحهم الذاتية الضيقة. هل تتحول الصومال لساحة جديدة للمواجهة بين إثيوبيا و إرتريا من جانب ومصر وأثيوبيا من جانب آخر؟ وهل يغط مجلس الأمن الدولي الطرف عما تقوم به أثيوبيا باعتباره حربا على الارهاب؟ وهل تنفذ الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تهديداتهم للسودان بنشر قوات دولية لدعم قوات الاتحاد الافريقي في اقليم دارفور تحت الزعم ان “للوقت أهمية كبرى في وضع انساني عصيب.” لماذا تهتم الدول الغربية خاصة أمريكا بانسان القرن الأفريقي عامة وبانسان دارفور والصومال خاصة؟ هل الأسباب انسانية ؟ ولماذا تحرض المنظمات اليهودية في أميركا على التظاهر من أجل قضية دارفور مثلا؟ أحرصا على الدم المسلم في السودان؟ اين هذا الحق في فلسطين والعراق وافغانستان؟ هل مثل هذا التدخل الذي يطالب به دول الغرب يعني في نهاية المطاف وضع منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجي تحت الوصاية الدولية خاصة بعد التصعيد الذي تجده ايران من قبل الغرب في ظل تخوف دول الخليج العربي من امتلاك أسلحة نووية دون اشارة الى امتلاك اسرائيل لهذا السلاح؟ من الخطأ الذي تقع فيه معظم الكتابات عند تناولها ما يحدث في دارفور والصومال هو وصف هذه الحرب بأنها حرب ما بين العرب والأفارقة أو حرب بين مليشيات صومالية فهم بهذا الوصف لا يدركون تبعات ذلك على كل القارة الأفريقية. فمثل هذا التحليل لا مكان له في الاستراتيجية الأمريكية التي تنظر الى مصالحها المستقبلية البعيدة لأي نزاعات عرقية أو صراعات طائفية. فمثلا يقول جين ماري جوهينو نائب الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام في الندوة التي معهد بروكنغز عن دارفور ان المشكلة في دارفور تتجاوز الحدود السودانية لتشمل تشاد وأفريقيا الوسطى والصحراء الكبرى وتمتد داخل يمتد تأثيراتها في داخل منطقة القرن الأفريقي في إريتريا وأثيوبيا الصومال. بذلك فان دارفور جعلت كل المنطقة الواقعة بين شرق أفريقيا وغربها وشمالها تقف على برميل بارود اذا ما انفجر سينتج عنه صراعات وكوارث إنسانية تغطي كل القارة السمراء. وبعد التدخل الأثيوبي باركت أمريكا تدخلها والذي يعتبر حقيقة حرب وكالة تقوده لها اثيوبيا ليس فقط ضد المحاكم الاسلامية وانما ذد كل ما هو اسلامي شاء المسلمون أم أبوا. ويبدو أن القيادات السياسية في المنطقة لا ترى أبعد من ” رجليها ” فإريتريا والسودان رغم ما يوجد بينهما من تناقضات فانهما معا تدعمان اتحاد المحاكم الإسلامية وبالتالي يؤيدانهما ضد إثيوبيا، ومصر تدعم اتحاد المحاكم ليس من وجهة النظر الاسلامية ولكن للضغط على إثيوبيا بسبب مطالبتها باستحقاقات مياه نهر النيل. وبذلك يصبح الصراع على المياه جزءا من أسباب الحرب مما يدخل فيها بقية أطراف حوض النيل وبالتالي كل منطقة البحيرات الوسطى. ويمتد تأثير ما يجري في القرن الأفريقي الى السعودية وقطر حيث تدعمان معا اتحاد المحاكم الاسلامية لأسباب دينية، بينما اليمن تقدم الدعم العسكري لاتحاد المحاكم لأسباب أمنية وتجارية. ولكن حقيقة الأمر نجد كل الدعم يذهب الى الغرب فهو مصدر السلاح لكل الأطراف من جانب كما أن المساعدات التي تقدم الى الفرق المتصارعة من بعد في شكل معونات انسانية، يأتي من هذا الغرب ليجد انسانه المدح من كونه انسان رؤوف رحيم وفي نفس الوقت تجد حكوماته من خلال هذه المعونات حلا لمشكلة العطالة التي تزداد يوما بعد يوم. الدراسة التي قام بها مركز خدمة بحوث الكونغرس عن بيع الأسلحة التقليدية إلى الدول النامية خلال الفترة (1998- 2005)، يؤكد ما ذهبنا اليه. فصناعة وتجارة السلاح واحدة من أهم استمرارية الصراعات والحروب في الدول النامية وبذلك تكون الحروب داخل وبين الدول الأفريقية هدف استراتيجي هام لاستمرارها. ففيما يتعلق بهدة الصناعة كانت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة الدول الأربع الكبرى على الترتيب من حيث إجمالي قيمة التعاقدات التي أجريت خلال الفترة (1998-2005) تفاصيلها كالتالي ( 107 بليون دولار للولايات المتحدة بنسبة 36.5% من إجمالي قيمة التعاقدات خلال تلك الفترة، 46 بليون دولار لروسيا بنسبة 15.5%، 33 بليون دولار لفرنسا بنسبة 11.3%، 19 بليون دولار لألمانيا بنسبة 6.6%. أما من جانب المساعدات الانسانية فيكفي أن نجد 113 ألف منظمة انسانية غربية يعمل فيها أكثر من مئة وخمسين ألف موظف غربي في السودان والصومال وأثيوبيا فقط كما جاء في احصائيات مجلة القرن الأفريقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى