مقالات

ارتريا .. انتصار أم اندحار : عبدالله محمود *

14-Oct-2010

المركز

ذكر وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح لدى لقاءه بالإرتريين المقيمين في مدينة نيويورك وضواحيها يوم 26 سبتمبر الماضي( أن بلاده حققت انتصارات هامة في المحاقل الدولية من خلال السياسة البناءه لإفشال القرار 1907 ) القاضي بإنزال عقوبات أممية على إريتريا بسبب دعمها للمسلحين الصوماليين ورفضها الانسحاب من المناطق المتنازع عليها مع جيبوتي .

وفي كلمته أمام الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة الأمم المتحدة بشأن سياسة إريتريا الداخلية والإقليمية والخارجية أكد استعداد بلاده( للعب دورها المتواضع بشراكة لإقرار السلام والإستقرار والعدالة والسلام في العالم ).وأضاف إن جهود إريتريا تتركز في تأكيد السلام والإستقرار والتعاون في نطاق واسع من القرن الإفريقي ومنطقة البحر الأحمر ، كما تسعى إلى استباب السلم وتعزيز التعاون مع فيما بين دول الجوار التي أرهقتها النزاعات المختلفة .أنتهى حديث الوزير لا أدري إن كان للمفردات التي ظل يرددها الوزير سواء أمام الإرتريين في نيوريورك أو في كلمته أمام الجمعية العام للأمم المتحدة معنى آخر غير المعنى المتبادر للذهن ، ولا أدري عن أي انتصارات دولية يتحدث وإريتريا تقع تحت طائلة عقوبات داخلية بسبب سياساتها الرامية لإشعال عدم الإستقرار في الإقليم ، وتعاني من عزلة إقليمية ودولية مستحكمة فعضويتها في الإيقاد مجمدة وعضويتها في الإتحاد الإفريقي ظلت مجمدة أيضاً ولم تشارك إلا في القمة الأخيرة بعد أن أدركت حجم الأضرار التي ترتبت على مقاطعتها لإجتماعات الإتحاد الإفريقي بسبب عداءها المستحكم لدولة المقر ( اثيوبيا ) . وخير رد على حديث الوزير هو التقرير الذي نشرته مجموعة الأزمات الدولية عن تطورات الأوضاع في إريتريا في سبتمبر الماضي والذي حذر ” من أن تتحول اريتريا إلى دولة فاشلة مشيراً إلى أن اريتريا ترزح تحت ضغط شديد، مع تزايد أزمتها الاقتصادية، مشددا على ما وصفه بال‍ “التدهور الملحوظ في الأوضاع مقارنة بما كانت عليه قبل 10 اعوام. وقال مارك شنايدر من مجموعة الأزمات الدولية أن “استمرار الأوضاع كما هي يعرض اريتريا لخطر الانهيار وبخاصة مع تراجع شرعية حكومة الرئيس اسياس أفورقي الاستبدادية”. وفي تعليقه على التقرير قال محرر الشؤون الافريقية في بي بي سي بأن “هناك حالة من التململ والاستياء داخل المؤسسة العسكرية في اريتريا، بالاضافة الى السخط المتزايد بين أوساط جزء كبير من السكان”. وأضاف بأن “هذا ادى الى تزايد مؤشرات توتر السلم الداخلي، بالاضافة الى امكانية تدهور الاستقرار الذي فرضه الحكم الاستبدادي في الماضي”. ولا أدري عن أي انتصارات دولية يتحدث الوزير وقد طرد المندوب الدائم لبلاده لدى الأمم المتحدة أرأيا دستا من الجلسة المخصصة للصومال على هامش إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 سبمبر الماضي بطلب من دول الإيقاد التي رأت في تقديم الدعوة لممثل ارتريا من قبل قسم الشؤون السياسية في الامم المتحدة اهانة لجهودها لاحلال السلام والأمن في الصومال ، لأن ارتريا أحد الداعمين الرئيسيين لفصائل المعارضة الصومالية التي تحاول اسقاط الحكومة الصومالية الانتقالية. ولم يصدر اى تصريح بذلك ولكن شوهد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون يذهب حيث يجلس ممثل ارتريا ويهمس في اذنه بكلمات خرج بعدها دستا من القاعة ولم يشارك في الجلسات الخاصة حول الصومال . وقال مسؤول في الامم المتحدة لم يذكر اسمه حول الموضوع لموقع صحيفة انر سيتي بريس ” ان ارتريا مثل المخرب أو المشاكس ستكون مهزلة اذا تم اشراكها في جلسة كهذه”. كما لوحظ غياب ارتريا حتى في المؤتمر الذي عقد بشأن السودان والذي حضره كل من الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هلاري كلينتون ، بالاضافة الى العديد من من ممثلي القارة الافريقية بما فيهم رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي. وآخر التقارير المنتقدة لتردي ألأوضاع الإنسانية والحقوقية هما التقرير الذي أصدرته جمعية صحفي شرق إفريقيا (EAJA) حول أوضاع الصحافة الحرة في اريتريا موجهة انتقادات قاسية للنظام الإريتري كما صنفت مؤسسة مو إبراهيم في تقريرها السنوي عن الحكم الراشد إريتريا ضمن ثلاثة دول تتراجع فيها الأوضاع الإنسانية والحقوقية وصنفت ضمن أدنى خمسة دول في العالم في الحريات السياسية والمدنية وسيادة حكم القانون والفرص الإقتصادية والتنمية البشرية . يبدو أن وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح لم يستوعب بعد أن العالم في ظل الانفجار المعرفي قد أصبح قرية واحدة وقل ان شئت غرفة واحدة فلا مجال إذن لتغبيش وعي أبناء الشعب الإريتري بهكذا تصريحات وخطابات تجاوزها التاريخ . * نشر كافتتاحية في صفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية -8 أكتوبر2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى