مقالات

القيادة نحو الهاوية *

26-Aug-2007

المركز

نستعير هذا العنوان من تقرير الخارجية الأمريكية للدول الفاشلة وهو عنوان فقرة تقول 🙁 إن عدداً كبيراً من الدول يعاني الفساد والفقر والكوارث الطبيعية ، لكن بالنسبة للدول الأضعف لا شئ أكثر تأثيراً من وجود شخص واحد يتحكم في مقاليد الأمور في تلك الدول ) .

كأن إرتريا ورئيسها أسياس افورقي يقفز من ثنايا تلك السطور ويقول أنا المعني بهذا ولا أحد غيري !!لا شئ أسوأ من قائد يتحكم في مفاصل امة بتاريخها وحاضرها ليقودها إلى الهلاك ، شعب مثل الشعب الإرتري مهر حريته بدم أبناءه وسجل له التاريخ ملحمة من نور في البذل والعطاء ، كل هذا التاريخ يمتطيه من لا يستطيع أن يوجهه نحو غاياته المرجوة بل الأمر يتجاوز الفساد والكبت والاضطهاد إلى ما هو أكبر من ذلك كيان إرتريا اليوم في طريقة إلى الهاوية :-•إرتريا ربما توضع في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب بكل ما يمثل هذا التصنيف من تضييق على الدولة ، لكن الأكثر مضاضة هو ما سيعانيه المواطن الإرتري الذي يحمل الجواز الإرتري سيكون تحت وطأة هذا التصنيف فيحرم من التأشيرات لعدد كبير من الدول ، ويخضع لإجراءات استثنائية ،وقد بدأ ذلك كما هو وارد في الأخبار إذا اشترطت مصر وبعض دول الشرق الأوسط التأشيرات المسبقة للجوازات الدبلوماسية وهي أصلاً لا تعطي تأشيرات للجوازات العادية إلا فيما ندر ، وهكذا تتجاوز لعنة القيادة الفاشلة المواطن في الداخل لتلاحقه في الخارج .•لأول مرة في التاريخ الإرتري نسمع من يتحسر على الاستقلال ،ويفضل عليه الوضع قبل ذلك التاريخ ويعقد مقارنات منطقية بين الحال وبين الماضي في المعيشة والأمن والتنقل والطمأنينة ليخلص لنتيجة مفادها أن الوضع سابقاً كان أفضل مما هو عليه الآن ، والذين يتمسكون بالاستقلال يقول لك أن الذي تحرر هو الأرض والجبال والوديان ولكن لم تأتي حرية البشر حتى الآن وكل الرأيين اتفقنا أو اختلفنا معهم يجب احترامهم لأنهم نتيجة مقارنات منطقية وواقعية .• إن وجود هذه القيادة في إرتريا لن يؤدي إلى معاناة الشعب وهجرة أبناءه فقط بل سيؤدي إلى زوال الكيان الإرتري ومن ثم التاريخ الإرتري وهذا ما لا يجب أن نسمح به .* نشرت كإفتتاحية لرسالة ارتريا في صحيفة الوطن السودانية عدد 24/اغسطس 2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى