مقالات

في ذكرى اعتقاله العاشرة:حامد حمد…. ثمن الانتماء الصادق:ياسين محمد عبد الله*

21-Sep-2011

المركز

عرفت حامد حمد، الذي مرت بالأمس، الثامن عشر من سبتمبر، عشرة أعوام على اعتقاله، منذ الطفولة التي أمضاها كلانا في مدينة القضارف. لقد التف الإريتريون من سكان هذه المدينة حول الثورة منذ بدياتها وأبدوا حماسها كبيراً لها وكانت المناسبات الاجتماعية للإرتريين لا تخلو من الأحاديث عن الانتصارات التي يحققها الثوار وعن بطولاتهم.

وشب جيلنا، حامد حمد وأنا، في تلك الأجواء حيث ارتبطنا مبكراً بالثورة وعندما حدث الانقسام في جسمها، اختار حمد قوات التحرير الشعبية واستمريت أنا في جبهة التحرير الإريترية، لكن المهم ظل كل منا في إطر تلك الثورة العظيمة. في سنوات النضال الوطني كان من النادر أن نلتقي فقد كانت الخلافات السياسية من العمق بحيث غطت على سنوات الطفولة وذكرياتنا المشتركة في االقضارف. التقيت حامد بعد التحرير في أسمرا ودعاني لجولة في سيارته خارج المدينة. توقعت أن أجد شخصاً مغروراً مزهواً، كون أن تنظيمه هو الذي أنجز المرحلة الأخيرة في مسيرة النضال الطويلة من أجل الحرية، لكنني تفاجئت حينما تحدث معي عن عدم رضاه عن الكيفية التي تدار بها البلاد. لاحقاً طور حامد موقفه من مجريات الأمور عندما صار جلياً أن الوطن قد وقع أسيراً تحت قبضة ديكتاتورية فردية بغيضة. لا زلت أذكر تصريح أدلى به لصحيفة (الشرق الأوسط) قبل شهور من اعتقاله، في سبتمبر 2001 ، حيث قال ما معناه إن الجبهة الشعبية لو حادت عن مصالح الشعب الإريتري فإنه سينحاز للشعب فهو لم يناضل من أجل تنظيم وقد كانت المطالبة بالإصلاح وصلت ذروتها داخل الحزب الحاكم بنشر الإصلاحيين رسالتهم للديكتاتور التي طالبوه فيها بتطبيق الدستور وتفعيل مؤسسات الدولة.كان بإمكان حامد أن يصمت ويتعايش – كما اختار البعض- مع النظام الديكتاتوري لكنه ولأنه ناضل من أجل شعبه لا من أجل تنظيم أو فرد، فقد اختار الطريق الصعب ووقف في وجه الديكتاتورية. لم يختر الهروب وكان بإمكانه أن يبقى في كندا حيث أولاده لكنه عاد إلى الوطن لأن هناك مهمة لم تنجز بعد؛ تسليم السلطة للشعب وإنقاذ البلاد من الديكتاتورية.مضت عشرة أعوام ولا أحد يعلم أين حامد حمد ورفاقه؛ شريفو، بطرس سلمون، استر فساهسيون، هيلي درع، مدهني هيلي، قبرهوت قلاتا، ويوسف محمد علي غيرهم. ولا أحد يعرف مصير ودبشاي وولد ماريام بهلبي اللذين اختطفا من مدينة كسلا في عام 1992. لا أحد يعرف أين محمود ديناي، محمد عثمان داير، محمود خالد،إبراهيم محمد إبراهيم، صالح أري وغيرهم من الذين اعتقلوا في حملات عام 1995، ولا أحد يعرف مصير الذين اعتقلوا قبلهم علي محمد موسى، أحمد مسمر حزوت،إبراهيم بخيت مالك وغيرهم، وأخيراً لا أحد يعرف مصير من اعتقلوا بعد كل أولئك أمثال محمد باني، إدريس أبعري، كيداني قبرآب، وإدريس محمد علي وغيرهم. في ذكرى اعتقالك العاشرة يا حامد لا زال أذكر كلماتك المفعمة بالحب لشعبك ونبرتك الصادقة وأنت تتحدث عن انعدام العدالة في البلاد … أتشوق لليوم الذي تكون فيه بين أسرتك وأصدقائك، يوم ألتقيك فتحكي لي عن ما فعله بك هؤلاء المجرمون .. يعتصرني الحزن عليك وعلى رفاقك وأشعر دائما إنني لم أفعل ما يجب من أجل إطلاق سراحكم.عهدي لك يا حامد ولكل الذين اعتقلوا تعسفيا أو اختفوا قسرياً إننا- الوطنيين الإرتريين أينما وجدنا -سنناضل من أجل إطلاق سراحكم، سنسعى لفضح النظام الديكتاتوري وانتهاكاته لحقوق الإنسان بكل السبل، سنوحد جهودنا ونطلب المزيد من تضامن شرفاء العالم. إن إطلاق سراحكم يمثل تحدي لنا نحن المدافعين عن حقوق الإنسان، إنه تحدي لكل الذين ارتبطوا بالنضال الإرتري العظيم من أجل الحرية.. إنه تحدي لكل ذي ضمير حي في العالم.الحرية لحامد حمد ورفاقه في ذكرى اعتقالهم العاشرة.الحرية لكل المعتقلين تعسفياً في إريتريا.•النص كلمة ألقاها الكاتب يوم 19/9 في الأمسية التي كرست لإحياء الذكرى العاشرة لاعتقال الإصلاحيين في إريتريا. ياسين محمد عبد الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى